back to top
المزيد

    فشل رهان شركات النفط على إقليم كردستان

    سيلينا ويليامز، مراسلة الطاقة في صحيفة وول ستريت جورنال

    الجيولوجيا، وانخفاض الأسعار، وتنظيم الدولة الإسلامية تقلل الآمال المعقودة على المنطقة العراقية

    تعاني شركات النفط التي تراكمت في كردستان العراق بعد الاطاحة بصدام حسين من المتاعب، مهددة وعود أن المنطقة مصدر لنفط سهل الحفر وبهذا يتهدد ارتفاع انتاج العراق ايضاً.

    تنقب شركة شيفرون واكسون موبيل عن النفط في كردستان منذ عام 2012، ولكن حتى الآن لم تطور أي شيء، وقد تعثر اثنين من المنتجين الرائدين في المنطقة، اذ صرحت جينيل للطاقة PLC في شهر شباط بأن أكبر حقل نفطي يحتوي على نصف النفط الذي قدر انه يحتويه، في حين صرحت جلف كيستون بتروليوم المحدودة بأنها تنفد من المال لتسديد ديونها بسبب انخفاض أسعار النفط وعدم وجود دفعات منتظمة من حكومة إقليم كردستان للنفط الذي تضخه الشركة، وقد رفضت وزارة الموارد الطبيعية في حكومة الاقليم التعليق.

    إن أي تباطؤ في إنتاج النفط داخل كردستان يمكن أن يؤثر على أسواق الطاقة بسبب نجاح عمليات الحفر السابقة التي ساعدت على زيادة انتاج العراق بما يقرب من 20٪ في عام 2015 حتى وصل الى 3.990.000 برميل يوميا، حوالي 4٪ من الناتج العالمي، وقد ساهم هذا الإنتاج المتزايد بإغراق الأسواق العالمية، وأدى ايضاً الى انخفاض الأسعار إلى 27 $ للبرميل في شهر كانون الثاني، وهو أدنى مستوى له منذ 12 عاما. وكان يعتقد بأن كردستان، وهي منطقة بحجم سويسرا تقريباً، تحتوي كمية نفط مقاربة لتلك التي في بحر الشمال، لقد كان هذا نقطة جذب للاستثمار الغربي في العقود الماضية، وهذا نادر في الشرق الأوسط، اذ يتم إما حظر معظم شركات النفط العالمية من التنقيب والضخ عن النفط أو يجبرون على العمل بموجب عقود بخيلة.

    وتقدر حكومة اقليم كردستان بأن لديها 45 مليار برميل على الاقل من النفط الذي يمكن استكشافه، وقد أشار صناع الطاقة لوقت طويل لهذه الموارد باسم “النفط السهل” بسبب الارضية السهلة القابلة لضخ النفط بالأساليب التقليدية، مثلها مثل الحقول في المملكة العربية السعودية والكويت، اذ يمكن إنتاج النفط بتكلفة اقل من 2 $ للبرميل.

    66260920

    وهذا أرخص بكثير من التطورات الأخيرة الأكثر نموذجية للنفط والغاز، وكثير منها عميق ويقع تحت سطح البحر أو انه جزء لا يتجزأ من الصخر الزيتي الذي يتطلب بنية تحتية وتقنيات مكلفة للحفر. ولكن الشركات بدأت بالتساؤل حول تقديرات النفط في كردستان وجيولوجيا الارض، ولم يروق لهم ما اكتشفوه.

    قال مسؤول نفطي الذي تعمل شركته في المنطقة: “نفط كردستان ليس سهلا”، ويتطلب معظم النفط الكثير من التقنيات الإضافية، مثل الحفر الأفقي، وهذا اكثر مما كان يعتقد سابقاً، وتحول الكثير من هذا النفط إلى أن يكون نوعا من النفط الخام الثقيل الصعب الضخ والصقل وذو قيمة في الأسواق الدولية.      وصرحت جيسيكا بروير، من وود ماكينزي لاستشارات الطاقة، بأن النفط الخام يمكن أن يحتوي على مواد سامة وقابلة للاشتعال كغاز كبريتيد الهيدروجين الذي يتطلب استثمارات إضافية لفصله عن النفط، وتابعت “من الواضح ان هناك كميات كبيرة من النفط في هذا المكان، والمهم هو مدى الاستفادة الاقتصادية.”

    في حين ارتفع إنتاج النفط في كردستان إلى حوالي 430.000 برميل يوميا في عام 2015 من لا شيء تقريبا قبل عقد من الزمن، إلا أنه لا يزال أقل بكثير من خطط الحكومة الكردية والمتمثلة بضخ مليون برميل يوميا بحلول الوقت الحاضر. لقد أصبحت كردستان نقطة جذب للاستثمارات الغربية بعد عام 2006، عندما كشفت الحكومة الإقليمية عن شروط مغرية لشركات النفط العالمية التي لم تكن معروضة في جنوب العراق. لقد تم تجاهل المنطقة إلى حد كبير تحت حكم صدام حسين، ولكن في عام 2011، وأشاد رئيس BP PLC  السابق توني هايوارد بكردستان باعتبارها واحدة من المناطق الاخيرة في هذه الصناعة.

    وقد هندس السيد هيوارد صفقة بقيمة 2.1 مليار دولار في ذلك العام لتكون جينيل، أكبر منتج نفط أجنبي في كردستان، وقال أن الآفق في المنطقة “لم يكن أكثر إشراقا أبدا”، وتبع ذلك انضمام الشركات العملاقة مثل اكسون وشيفرون وشركة توتال الفرنسية جنباً إلى جنب مع غيرها من شركات النفط.

    تنتج شركة جينيل من حقل طق طق 80.000 الف برميل يوميا، نصف ناتج الذروة في العام الماضي، وبحلول عام 2018، من المتوقع أن ينخفض ​​الانتاج الى ما يصل الى 50.000 برميل يوميا. وقال السيد هيوارد ان انخفاض انتاج حقل طق طق “انتكاسة كبرى”، لكنه أشار إلى ان الشركة لا تزال لديها احد أدنى اصول تكاليف الإنتاج في العالم. ومن المقرر أن تعقد جينيل اجتماعها العام السنوي يوم الاربعاء، ورفضت الشركة الادلاء بمزيد من التفاصيل. وجاء اعلان جينيل مع تدفق الأخبار السيئة لحقول شركات النفط الأخرى هناك.

    في يناير كانون الثاني عام 2015، صرحت الشركة البريطانية افران PLC بعدم وجود احتياطات في حقل بردا راش، وفي شهر أذار، سحبت الشركة الايرلندية بتروسلتيك الدولية وشركة هيس كورب الامريكية رخصة ديناترا، مستشهدين بنتائج مخيبة للآمال، في تشرين الثاني، تخلت شيفرون عن موقع روفي من دون تفسير بعد اجراء عمليات حفر استكشافية للبئر. وصرحت اكسون بأنها ستسمر بعمليات الاستكشاف والتنقيب لالتزاماتها التعاقدية، ورفض افرين وبتروسلتيك وهيس التعليق.

    كان المنتجين في كردستان في ورطة بالفعل قبل ظهور المشاكل الجيولوجية، ففي عام 2014، تقدم مسلحي الدولة الإسلامية نحو حدود كردستان وكانوا على مقربة بضع ساعات من بعض حقول النفط، وقد حقق قتال الأكراد المكلف ضد الدولة الإسلامية بعض الانتصارات الهامة في الأشهر الأخيرة، مع بقاء المجموعة المسلحة في موقف دفاعي بعد الضربات الجوية المكثفة من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ولكن التهديد لا يزال باقياً. وقد توقفت صادرات النفط الكردية مؤقتا في شباط الماضي عقب هجوم على خط الأنابيب الذي يمر بتركيا.

    وقد تنازعت حكومة الإقليم والسلطات في بغداد حول عائدات النفط، مما دفع الحكومة المركزية لحجب التمويل عن الأكراد، وذلك أدى الى ان تقع حكومة الإقليم في مأزق إذ عليها ان تدفع مليار دولار لشركات النفط العالمية، وتعاني حكومة إقليم كردستان الان وذلك لانها بعيدة بكل البعد عن تطهير ديونها، ولكنها بدأت في دفع بعض منه.

    قال جون فيرير، الرئيس التنفيذي لجلف كيستون: ” هناك تحديات جيوسياسية في الاقليم، ولكنها ليست للجميع”. تدهورت اوضاع جولف كيستون بسبب الديون التي تكبدتها عندما كانت أسعار النفط مرتفعة، وتعتمد على مدفوعات الحكومة الكردية لتسديد حملة السندات في الشركة، وستواجه الشركة وقتاً عصيباً العام المقبل حيث من المقرر ان تدفع 575 مليون دولار، وتتطلع ايضا إلى إعادة هيكلة ديونها. ومع ذلك، قال السيد فيرير بأن حقول شيكان تحتوي على نفط يمكن ان يبقي على الإنتاج لمدة 40 سنة على الأقل.


    ملاحظة :
    هذه الترجمة طبقاً للمقال الأصلي الموجود في المصدر ادناه ، والمركز غير مسؤول عن المحتوى ، بما فيها المسميات والمصطلحات المذكوره في المتن .

     

    المصدر:

    http://www.wsj.com/articles/oil-companies-bet-on-kurdistan-turns-sour-1461708524?mod=e2tw&cb=logged0.6321830346714705