back to top
المزيد

    توقّف جزء كبير من إستراتيجية اوباما لمكافحة الدولة الإسلامية

    ديب رايخمان ولوليتا بالدور من  واشنطن, فيفيان سلامه من بغداد |صحيفة نيويورك تايمز – أسوشيتد برس

    واشنطن – مسؤولون في الجيش والمخابرات الامريكية متشائمون بشكل متزايد بشأن آفاق المصالحة السياسية في العراق؛ أحدى الركائز الرئيسية لاستراتيجية إدارة أوباما لطرد جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وتحقيق الاستقرار في البلاد.

    يقول مسؤولون أمريكيون كبار أنهم لا يرون تقدماً كبيراً من قبل الحكومة العراقية بقيادة شيعية في البلاد في جهودها للتوصل الى صفقة مع السنة في العراق، والتي تعد مصدراً للمتطرفين من المال والأفراد.

    وأعرب الرئيس باراك أوباما عن أمله في سبتمبر ايلول في إن الحكومة العراقية الجديدة التي يتزعمها رئيس الوزراء حيدر العبادي ” تدرك أنه من أجل أن ينجح العراق، انها ليست مجرد مسألة حملة عسكرية، بل أيضاً بحاجة إلى التوعية السياسية لجميع الفصائل داخل البلد ” وهو إنجاز لم يحققه سلفه السيد نوري المالكي.

    ولكن في الأشهر التي تلت، اتخذت الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة، بضع خطوات ملموسة لاستيعاب السنة، الذين ساعدوا مجموعة داعش ودفعوهم ليتسللوا من سوريا الى العراق. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، الذي عاد من المنطقة يوم الأربعاء من هذا الأسبوع, للكونغرس أنه ” يشعر بالقلق إزاء ما يحدث بعد أن يتوقف ضرب الطبول وهزم داعش، وعما إذا كانت الحكومة العراقية سوف تبقى على خطى تقديم حكومة شاملة للمجموعات المختلفة داخلها كافة “. ديمبسي استخدم اختصاراً بديلاً للجماعة المسلحة (داعش).

    وقال مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر في الثاني من آذار مارس، ” أنا حقاً لا أعتقد أن هناك أي وسيلة لعكس أو تغيير الصورة جذرياً في العراق ما لم يتم انضمام السنة لها… ولحد الآن هذا هو الصراع “.

    وقد أقر مسؤولون أمريكيون بأن بدلاً من التقرب والتواصل مع السنة، فإن الحكومة العراقية قد عززت علاقاتها الوثيقة بالفعل مع إيران والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، التي  اتهمت بذبح السنة.

    يقول خبراء : أن اعتماد الجيش العراقي على الميليشيات الشيعية هذا الاسبوع لاستعادة تكريت، معقل السنة، قد أدى إلى تعقيد آفاق المصالحة السياسية.

    وعلى الرغم من أن بعض السنة رحب بقوة بالتحرير، دور الإعلام المدروس بشكل جيد بعرض دور قائد في الحرس الثوري الإيراني – قائد قوة القدس- قاسم سليماني في توجيه الهجوم على تكريت قد أجج الكثير من السنة. فقد خاضت ايران والعراق حرباً دامية استمرت سبع سنوات في الثمانيات من العقد الماضي.

    ” إنهم يعتبرونها غزواً فارسياً لمعاقل السنة “، قال جون ماغواير ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية؛ وله خبرة طويلة في الشرق الأوسط ويسافر باستمرار إلى العراق.

    وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير 4 آذار مارس أنها وثقت “العديد من” الفظائع ضد المدنيين السنة من قبل الميليشيات الشيعية وقوات الأمن، بعد أن استعادت المدن الأخرى. وعلى غرار منافسيها، الميليشيات الشيعية تنشر عادةً أشرطة الفيديو على الانترنت لتوثيق الفظائع ولترهيب الخصم.

    والسنة هم المجموعة العرقية المهيمنة على معظم مناطق العراق التي استولى عليها متشددو الدولة الإسلامية، الذين هم أيضاً من السنة. في حين أن العديد من العراقيين السنة تستنكف الإيديولوجية العنيفة للمجموعة، والبعض يرى أنها أفضل من الحكم الشيعي. في عام 2007، تمردت القبائل السنية ضد سلف الدولة الإسلامية، تنظيم القاعدة في العراق، بعد أن وعدوا بمناصب في السلطة.

    كما أن مسؤولي الولايات المتحدة  الأمريكية يرون أن القصف يمكن أن يساعد في طرد متشددي الدولة الإسلامية من الأراضي العراقية على المدى القصير، لكنهم يخشون من تلك المجموعة، أو بعض احتمالية تمرد سني خبثاً، وببساطة سوف تعود إلى الظهور بعد توقف القصف في غياب اتفاق سياسي.

    وقال سمير الصميدعي، سفير العراقي السابق في الولايات المتحدة، ” في نهاية المطاف هذه الحرب (ضد جماعة الدولة الاسلامية) ليست في الحقيقة ستكون ناجحة، و حقاً لن تؤدي إلى شيء مفيد ومستدام بعد ذلك، ما لم يتم إجراء التسويات السياسية المعينة “.

    وقال ديمبسي بعد رحلته إلى العراق انها جعلته يشعر بالقلق من أن الانقسام الطائفي يمكن أن يسبب لأعضاء من العرب السنة المتحالفين لمحاربة الدولة الإسلامية – مثل المملكة العربية السعودية ودول الخليج الفارسي – بالتنحي من هذه الحرب.

    وبعد لقائه مع العبادي، قال ديمبسي للصحافيين الاثنين أنه تلقى تأكيدات بالتزام الحكومة الشيعة بالمصالحة مع السنة. ورداً على سؤال في مقابلة عما اذ كان يعتبر هذه الضمانات لها مصداقية ، رد ديمبسي ” يبدو أنهم ذات صدق اليوم “.

    وأشار ديمبسي إلى أنه خلال رحلته بمروحية الهليكوبتر فوق بغداد رأى علامات مثيرة للقلق من النفوذ الإيراني. ” فقلما صادف أن يكون العلم المرفوع, علماً عراقياً ” . قال انه رصد “مجموعة كبيرة من الأعلام ” عند نقاط التفتيش وأماكن أخرى في العاصمة، في اشارة الى رايات الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.

    كانت بوادر المصالحة السياسية متفرقة، ففي الشهر الماضي، وافقت حكومة العبادي على مشروع قانون لإنشاء الحرس الوطني الذي من شأنه أن يشمل السنة، ولكنه بحاجة للتفعيل. واصطحب مشروع القرار الثاني الذي يهدف إلى تخفيف تطهير واستهداف أفراد أغلبهم من السنة من حزب البعث لصدام حسين باحتجاجات من نواب السنة.

    وأشار أليستر باسكي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، سلسلة من الخطوات إيجابية من قبل حكومة العبادي، بما في ذلك محاولة تدريب مقاتلي العشائر السنية في محافظة الأنبار وتسليحهم، وشراكة بين قوات الحكومة العراقية والوحدات القبلية السنية ضد الدولة الإسلامية والقوات في المدن الرئيسة بالقرب من قاعدة عين الأسد الجوية.

    و بشكل خاص، فقد أعرب مسؤولون أمريكيون عن شكوك جدية بشأن آفاق التسوية السياسية ويعتبرونها أمراً حاسماً لسياستهم. وينظر للعبادي على أنه حسن النوايا ولكنه متردد في الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة، وبتأثير النفوذ السياسي الإيراني.

    إيما سكاي، والذي تعد من كبار مستشاري القادة الامريكيين في العراق في الحرب التي استمرت ثماني سنوات، تقول إنها ترى واشنطن تكرر أخطاءها الماضية باستخدام القوة العسكرية في العراق من دون صياغة استراتيجية شاملة.

    وقالت في مقابلة عبر الهاتف ” ومرة أخرى نحن في حرب من دون أي مؤشرات للنتيجة السياسية وما ستكون “.

    في مؤتمر صحفي الثلاثاء قال وزير الدفاع آش كارتر :إن الولايات المتحدة تضغط على الحكومة العراقية بشأن المصالحة السياسية.

    وقال ” في نهاية المطاف، هذا يعتمد كلياً على العراقيين ” وقال: ” ولكن هناك طرق يمكننا العمل معهم ونحن نعمل معهم … إن الخطر الطائفي في العراق هو الشيء الرئيس الذي يمكن أن يؤدي الى انهيار الدولة الإسلامية في الحملة ضدها “.

    رابط المصدر:

    Major Piece of Obama Anti-IS Strategy Is Stalled

     (المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي المركز)