منذ أن تشكلت ملامح ما يعرف بـ “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو تنظيم “داعش” خلال العام 2013، والساحة العراقية هي الميدان المفضل لعناصر هذا التنظيم، فعلى الرغم من انحسار تمدده فوق الأراضي العراقية مؤخراً وتحقيق النصر العراقي في عام 2017 على التنظيم، إلا أن فلوله لا تزال تمنح نفسها أملاً في استمرار البقاء والتمدد على الأراضي العراقية، غير أن ذلك أمل واهٍ على وفق معطيات المشهد العراقي الراهن الذي يتأكد معه حتمية زوال هذا التنظيم الدموي عراقياً على الأقل، ومن ثم وجوب التفكير الجدي في مرحلة ما بعد خروجه وزواله، والانخراط الفاعل في رصد الآثار والجوانب السلبية كافة التي خلّفها بين العراقيين على اختلاف فئاتهم وشرائحهم وانتماءاتهم.

على وفق هذا الإطار، فإن هذه الدراسة معنيّة في الأساس برصد أهم الآثار السلبية الناجمة عن تواجد هذا التنظيم بين العراقيين، منذ ظهوره وحتى الآن؛ انطلاقاً من الأهمية القصوى لرصد تلك السلبيات، كخطوة حتمية أولى في طريق مواجهتها، والوقوف على مدى ما أحدثته من شروخ في شرائح المجتمع العراقي، ومن ثم العمل على علاجها أو تدارك ما يمكن تداركه منها.

وتكمن أهمية هذه الدراسة فيما تقدمه من إسهام متأنٍ بمواطن الخطر الداعشي التي لا تزال آثارها كامنة أو ظاهرة في النسيج المجتمعي العراقي؛ ولعل هذا هو الدافع الحقيقي من وراء إنجاز مثل هذه الدراسة.

وعلى الرغم من استحالة توافر النوايا الحسنة لدى التنظيمات الإرهابية والدموية -وعلى رأسها تنظيم داعش- في جلب المنافع والإيجابيات للمجتمعات المخترقة -ومنها المجتمع العراقي-  إلا أن ثمة فرضية وضعتها هذه الدراسة وهي: أن تواجد تنظيم داعش الإرهابي الدموي على الأراضي العراقية، لم ينتج عنه سلبيات فقط، وإنما إيجابيات أيضاً؛ من خلال إمكانية استثمار خروج داعش من العراق لتعزيز المشهد العراقي مجملاً.

لقراءة المزيد اضغط هنا