حتى وقت كتابة هذا التقرير، تستبعد كل من إسرائيل المعتدية والجمهورية الإسلامية الإيرانية المساس بمنشآت الطاقة الحيوية التي تؤثر على أسعار الطاقة عالمياً، بالرغم من أن إيران دولة فاعلة في موضوع الطاقة (النفط والغاز) من حيث الإنتاج والتصدير والنقل، والقدرة على التحكم بـ 20 مليون برميل من النفط المصدر من منطقة الخليج (دول الخليج والعراق) عبر مضيق هرمز. ومع ذلك، تستبعد إيران، حتى بعد مرور اليوم الخامس للعدوان الإسرائيلي، استهداف منصات النفط، أو إغلاق مضيق هرمز، أو شن هجمات على دول مساندة لإسرائيل، لأنها تدرك أن أي مساس بموضوع الطاقة سيؤدي إلى تدخل عسكري أمريكي لصالح إسرائيل، مما سيوسع النزاع إلى حرب إقليمية.
وفي الجهة المقابلة، فإن إسرائيل أيضاً لا تريد التأثير على أسواق الطاقة بفعل الحرب، ولذلك اختارت أن تكون هجماتها بعيدة عن الخطوط الرئيسية للتصدير، وتواصل مرورها وهجماتها بعيداً عن جنوب إيران، وتحديداً في عبادان، وجزيرة خرج، وهرمز. في حين تتركز الهجمات في شمال طهران مع التركيز على العاصمة، والمواقع النووية، والمنشآت العسكرية، ومواقع البنى التحتية، مع استهداف محدود لمنشآت الطاقة الإيرانية التي ليس لها تأثير إقليمي أو دولي، وإنما داخلي فقط. في الحقيقة، إسرائيل لا تريد أن تكون سبباً في رفع أسعار الطاقة، وهو ما سينعكس سلباً على الداخل الأوروبي والأمريكي المتضرر بفعل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب والتي عطلت توقعات النمو العالمية. وبالنتيجة، فإن أي اضطرابات جديدة في أسعار الطاقة ستزيد من حالة التذمر لدى الشعب الأمريكي تجاه سياسات ترامب، وهو ما تخشاه إسرائيل وتحرص على تجنبه. لأنه بمجرد حدوث ذلك، سيطلب ترامب من إسرائيل وقف الحرب فوراً، وهو ما لا ترغب إسرائيل في تنفيذه حالياً.