بيتر شوارستين 

يمكن لدولة السودان أن تكون إحدى أكبر سلات الخبز في العالم، لكن النزاع على الأراضي وأسعار المواد الغذائية تدفع بها إلى حافة الهاوية.

حينما ذهب الجيش الأردني لشراء أراضٍ في شمال السودان في نهاية عام 1999، صادف الكشافة ما بدا أنه جنة لزراعة الأغذية. وكانت التضاريس واسعة، ومسطحة، وغنية بالعناصر الغذائية، فضلاً عن المياه التي يمكن أن سحبها من نهر النيل القريب، وبينما كان المسؤولون المحليون يحاولون تقديم شروط مالية مناسبة، بدا الأمر وكأنه فرصة لا يمكن تفويتها؛ من أجل تعويض الإمدادات الغذائية الوطنية في الأردن، وتحقيق ربح جيد في الوقت نفسه. وقد اقتنص صندوق التقاعد العسكري 9000 فدان في منطقة تبعد عن الخرطوم ثلاث ساعات بالسيارة، وسرعان ما بدأ المزارعون في العمل.

وبعد مدة وجيزة -ومع انتشار أخبار الثروات المحتملة- بدأت الأرض المحيطة تستحوذ على اهتمام آخرين، إذ أجّرت شركة باكستانية قطعة أرض كبيرة إلى الجنوب، وبدأ السوريون الزراعة في الشمال، واستحوذ الإماراتيون واللبنانيون واليمنيون وآخرون على مساحة 100 ألف فدان. وازداد الزحام على الطريق السريع الرئيس بين الشمال والجنوب، الذي يمتد بجانب مزرعة البشائر، وهي مزرعة أردنية. يقول عبد العظيم الجاك -مواطن من الخرطوم يدير تلك المزرعة-: «هناك تربة جيدة وماء كافٍ وشمس، وكل ما تحتاجه لزراعة الكثير من المحاصيل، وليس من المستغرب أن يتنافس الجميع عليها”.

وتسارع الاندفاع المجنون في السنوات الأخيرة، فيما كانت السلطات السودانية -التي هي في حاجة ماسة إلى عائدات- تعيش حلم إحياء حلم البلاد الطويل الأمد في أن تصبح قوة زراعية عظمى، بعد أن كانت قد فقدت إمكانية الوصول إلى معظم عائدات النفط مع انفصال جنوب السودان في عام 2011. وفي عام 2016، استأجرت الحكومة السعودية مليون فدان صالح للزراعة في شرق البلاد، ولم يمض وقت طويل على ذلك، حتى استأجرت البحرين 100 ألف فدان، وهي مساحة كبيرة تعادل مساحة البحرين تقريباً.

لقراءة المزيد اضغط هنا