د. مصطفى الدراجي/باحث
في فجر الثالث عشر من يونيو، دوّت صفارات الإنذار معلنة بدء الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على إيران، في عملية عسكرية غير مسبوقة أطلق عليها رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، اسم “الأسد الصاعد”، معتبراً إياها لحظة فاصلة في تاريخ الصراع الوجودي بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية، وضرورة استراتيجية لمواجهة ما وصفه بالتهديد النووي الإيراني.
جاءت ساعة الصفر بالتزامن مع تقرير حاسم للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أدان طهران بخرق البروتوكولات الدولية الخاصة بتخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى امتلاكها مخزوناً يكفي لصناعة تسع قنابل نووية. كما توافقت العملية مع انتهاء مهلة الستين يوماً التي منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، دون ظهور أي بوادر لحل.
في اليوم الأول وحده، شنت إسرائيل هجوماً كاسحاً شاركت فيه أكثر من 200 طائرة حربية، نفّذت تسع موجات متتابعة استهدفت نحو 350 هدفاً داخل الأراضي الإيرانية، في ضربات خاطفة حيّدت منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، وأحدثت آثاراً أشبه بالزلزال العسكري في كامل المنطقة. إلا أن الرد الإيراني لم يكن ضعيفاً، بل كان موجعاً ومفاجئاً، إذ فشلت أنظمة الدفاع الإسرائيلية في اعتراض عدد كبير من الصواريخ الإيرانية التي أصابت مواقع حساسة، بعضها يمسّ بني الحكومة الإسرائيلية مباشرة.
ورغم تقديرات جيش الكيان التي رجحت أن تستغرق العملية 14 يوماً، تشير المؤشرات الميدانية إلى احتمال امتداد المعركة لأسبوع إضافي لتغطية ما تبقى من الأهداف الاستراتيجية المحددة من قبل القيادة العسكرية.
ومع مرور أكثر من عشرة أيام على اندلاع الحرب، تؤكد مصادر عسكرية أن إسرائيل تمكنت من تحييد عدد من أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، بالإضافة إلى اغتيال نخبة من العلماء النوويين، في عملية تهدف إلى شلّ البرنامج النووي الإيراني من جذوره. ومن أبرز العلماء والقادة الإيرانيين الذين قتلتهم إسرائيل: اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإسلامي، واللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، ورئيس أركان القوات المسلحة الجديد الذي عُين بدلاً من باقري، علي شادماني، واللواء علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء، والعميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، واللواء غلام علي رشيد، واللواء داوود شيخيان، قائد الدفاع الجوي في القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، والعميد محمد كاظمي، والقيادي في فيلق القدس سعيد إيزادي، الذي كان يمثل حلقة الوصل بين إيران وحركة المقاومة الإسلامية حماس حسب التصريحات الإسرائيلية، إضافة إلى بهنام شهرياري، قائد وحدة نقل الوسائط القتالية التابعة لفيلق القدس.