back to top
المزيد

    إعادة دمج العراقيين العائدين إلى ديارهم بعد النزاع: دروس من التباين بين أربع مجتمعات

    د. مارا ريفكين: أستاذة قانون في جامعة ديوك، تركز أبحاثها على النزاعات المسلحة، العدالة الانتقالية، والهجرة، مع اهتمام خاص بالشرق الأوسط وأفريقيا. تحمل دكتوراه في العلوم السياسية وشهادة قانون من جامعة ييل، وأجرت بحوثاً ميدانية في مصر والعراق وسوريا وجنوب السودان.

    بنيامين كريك: بنيامين كريك هو طالب دكتوراه في العلوم السياسية بجامعة ديوك، يركز بحثه على الانتقالات من عدم الاستقرار السياسي، مع اهتمام خاص بالهجرة القسرية والحنين إلى الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط. يحمل ماجستير في العلوم السياسية من جامعة يوتا وبكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط واللغة العربية من جامعة أركنساس.

    د. رائد الدليمي: أستاذ مساعد في العلوم السياسية في الجامعة العراقية ببغداد، حاصل على دكتوراه من جامعة واين ستيت. تتركز أبحاثه على الهجرة والشتات وقضايا السياسة في الشرق الأوسط والعراق، ونُشرت أعماله في مجلات ومراكز بحثية مرموقة.

    يُبرز هذا التقرير التباين في مواقف المجتمعات المحلية تجاه عودة وإعادة اندماج النازحين داخلياً وغيرهم من العائدين العراقيين من سوريا، ممن يُنظر إليهم على أنهم مرتبطون عائلياً أو بشكل آخر بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). لا تزال هذه الفئة تواجه عوائق اجتماعية واقتصادية كبيرة تحول دون عودتها وإعادة اندماجها في مجتمعاتها الأصلية. كما أن هناك اختلافات محلية تؤثر على مدى نجاح هذه العمليات.

    أظهرت المقابلات والبيانات الأصلية التي جمعها مشروع إدارة الخروج من النزاعات المسلحة (MEAC) في أربع مناطق شهدت تدفقات كبيرة للعائدين مؤخراً، وجود تباينات واضحة في مواقف المجتمعات تجاه إعادة الاندماج. وتُسلّط النتائج الرئيسية التالية الضوء على العوامل المجتمعية التي تؤثر على نتائج إعادة الاندماج، والتي ينبغي أخذها في الاعتبار عند تصميم السياسات والبرامج المستندة إلى الأدلة في مجالات إدارة الهجرة، وبناء السلام، وتعزيز التماسك الاجتماعي في العراق بعد داعش:

    • تشكّل الخلفية الصراعية للمجتمع، بما في ذلك السيطرة السابقة لتنظيم داعش وما خلّفته من دمار واسع النطاق وانتهاكات جسيمة، عاملاً أساسياً في تشكيل مواقف السكان المحليين تجاه النازحين والعائدين.
    • تلعب الانقسامات العرقية والدينية، إضافةً إلى النزاعات على السلطة، دوراً في تشكيل وجهات نظر المجتمعات حول العودة.
    • قد تؤثر درجة الثقة في الجهات المسؤولة عن عمليات العودة—بما في ذلك الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية والقبلية—على كيفية استقبال العائدين في المجتمع.
    • غالباً ما يتم الحكم على العائدين بناءً على أفعالهم خلال فترة النزاع، لكن في كثير من الحالات، لا يكون لدى أفراد المجتمع معرفة مباشرة بتاريخ العائد أو ما إذا كان قد خضع لإجراءات إعادة اندماج رسمية أو تلقى دعماً قبل عودته. هناك تباين ملحوظ في مواقف المجتمع تجاه العائدين من مخيمات معينة، لا سيما مخيم الهول للاجئين في سوريا، حيث يُنظر إلى سكانه على أنهم تعرضوا لفكر داعش لفترة أطول، مما يثير مخاوف أكبر بشأن اندماجهم.

    يتناول هذا التقرير التباينات المحلية في مواقف المجتمعات تجاه عودة وإعادة اندماج النازحين داخلياً وغيرهم من العائدين العراقيين الذين يُنظر إليهم على أنهم مرتبطون فعلياً أو نظرياً بتنظيم داعش. يركز التقرير على أربع مدن عراقية:

    • القائم – محافظة الأنبار
    • الحبانية – محافظة الأنبار
    • طوزخورماتو – محافظة صلاح الدين
    • المحلبية – محافظة نينوى

    تم اختيار هذه المناطق بسبب العدد الكبير من النازحين العائدين إليها من المخيمات داخل العراق، بالإضافة إلى استقبالها لفئتين أخريين من العائدين:

    1. العراقيون العائدون من مخيم الهول في سوريا عبر الإجراءات الرسمية التي تديرها حكومة العراق.
    2. العراقيون العائدون عبر طرق “غير رسمية” أو “شبه رسمية”، حيث عادوا إلى العراق خارج إطار عمليات الإعادة الرسمية، غالباً عبر الحدود غير النظامية، وأحياناً بمساعدة المهربين.

    يركز التقرير على مواقف المجتمعات المضيفة تجاه العائدين بشكل عام، ويتناول بعض النتائج المتعلقة بهاتين الفئتين بشكل خاص.

    تُعدّ عودة وإعادة اندماج العراقيين الذين يُنظر إليهم على أنهم مرتبطون بتنظيم داعش—سواء كانوا عائدين من داخل العراق أو من الخارج—عاملاً حاسماً في جهود بناء السلام وترسيخ الاستقرار في مرحلة ما بعد النزاع. ومع ذلك، تطرح هذه العودة تحديات خاصة، نظراً لما تتعرض له هذه الفئة من وصم اجتماعي، إلى جانب المخاوف الأمنية المشروعة التي تبديها المجتمعات المضيفة.  وتُشير البيانات إلى أن بعض المجتمعات شهدت معدلات عودة أعلى، وكانت أكثر تقبّلاً ودعماً للعائدين مقارنة بغيرها، وهو ما انعكس في مؤشرات مثل استدامة العودة، والاندماج الاجتماعي والاقتصادي، وتعزيز التماسك المجتمعي. ويُعد توثيق هذه التباينات خطوة أساسية في تصميم وتوجيه البرامج والسياسات القائمة على الأدلة، لدعم عمليات العودة وإعادة الاندماج المستمرة، سواء للعائدين من داخل العراق أو من شمال شرق سوريا، بما في ذلك أولئك العائدين من مخيم الهول.

    يُقيّم هذا التقرير التباينات في المواقف تجاه إعادة الإدماج والنتائج المرتبطة بها في المدن الأربع، وذلك استناداً إلى مجموعة من المؤشرات التي طورها برنامج إدارة الخروج من النزاعات المسلحة (MEAC) العالمي، والمصممة خصيصاً للسياق العراقي. تستند البيانات الواردة في التقرير إلى مسح كمي أُجري في عام 2022، جُمعت فيه إجابات 1073 مستجيباً، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في أربع مناطق فرعية هي: القائم والحبانية في محافظة الأنبار، المحلبية في محافظة نينوى، وطوزخورماتو في محافظة صلاح الدين. أما البيانات الأسرية الكمية التي يتضمنها التقرير، فقد تم جمعها من مستجيبين تم اختيارهم بشكل عشوائي، ولا تشمل الأفراد الذين تمّت إحالتهم عبر برامج برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

    يحلل التقرير التباينات في مواقف المجتمعات المضيفة تجاه العائدين، مع الإشارة إلى الفروق ذات الصلة في تجارب هذه المجتمعات مع النزاع ومواقفها تجاه الحكومة العراقية والقوات الأمنية. ونظراً لأن البيانات المستخدمة جُمعت في عام 2022، فإنها لا تعكس التطورات الأخيرة في العراق، سوريا، والمنطقة الأوسع.

    لقراءة المزيد اضغط هنا