روث إيجلاش، مراسلة في صحيفة واشنطن بوست في القدس.

أدى الإعلان عن قيام مصر بنقل ملكية جزيرتين صغيرتين في البحر الأحمر الى المملكة العربية السعودية الى قيام المصريين بالاحتجاج هذا الأسبوع، ولكن في إسرائيل، سلط هذا الضوء بهدوء على التعاملات السرية والانتقائية بين الدولة اليهودية والمملكة العربية السعودية. لاتوجد علاقات رسمية بين البلدين، ولكن هناك تلميحات عن وجود تعاون هادئ، أو حوار استراتيجي على الأقل، حول قضايا معينة مثل النفوذ الإيراني في المنطقة.

بينما يفكر المحللون حول الآثار المترتبة لإسرائيل من سيطرة السعودية على الجزيرتين عند مدخل خليج العقبة، طريق شحن مهم للإسرائيليين والأردنيين، صرح وزير الدفاع موشيه يعلون للصحفيين بأن الإسرائيليين حصلوا على وثائق رسمية بأن السعودية ستستمر في السماح للإسرائيليين بحرية المرور في المنطقة، وأضاف أيضاً بإن قد تم التشاور مع إسرائيل قبل أن تجري عملية النقل، التي تبدو على انها على مكافأة من مصر للرياض مقابل الحصول على مساعدة مالية رئيسة. وقال يعلون لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن خطة النقل تحتاج لموافقة إسرائيل، والولايات المتحدة (لأن واشنطن ساعدت في التوسط في اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل)، وبعثة متعددة الجنسيات لمراقبة الجزر. وتابع “لقد توصلنا الى اتفاق بين الأطراف الأربعة، السعوديون والمصريون وإسرائيل والولايات المتحدة، لنقل ملكية الجزر بشرط قيام السعوديون بملء الفراغ المصري في الملحق العسكري لاتفاق السلام”.

صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لوسائل الإعلام المصرية بأن بلاده لن يكون لها أي علاقات مباشرة مع إسرائيل، ولكنها ستلتزم بإحترام الاتفاقات السابقة بين مصر والمجتمع الدولي. وقد تم التنازع حول هاتين الجزيرتين غير المأهولتين، تيران وصنافير، على مدى عقود، وقد شكلتا في مرة من المرات الحدود الفاصلة بين الإمبراطورية العثمانية وبريطانيا أثناء إحتلالها لمصر. منذ الخمسينيات، كانت الجزيرتان تحت السيطرة المصرية، إلا لفترة في أعقاب حرب عام 1967 مع إسرائيل، وعادتا إلى مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1982.

1

صرح يعقوب عميدرور، المدير السابق لمجلس الامن القومي الاسرائيلي، لراديو الجيش الاسرائيلي يوم الاربعاء أن إدراج إسرائيل في اتفاق مصري سعودي حول تيران وصنافير كان غير عادي. وتابع “ليس هناك شك في أن العلاقة بين مصر وإسرائيل في مستوى أعلى من أي وقت مضى، ومن الواضح أيضاً إمتلاك المملكة العربية السعودية للعديد من المصالح التي ترتبط بالمصالح الإسرائيلية، أود أيضاً أن أضيف الأردن إلى هذا، وأعتقد أن هناك مصالح مشتركة كبيرة هنا التي ستشكل أساساً جيداً للعلاقات المختلفة “.

كتب الصحافي يوسي ميلمان في صحيفة معاريف الاسرائيلية “إن الموافقة التي أعطيت من قبل إسرائيل لمصر لنقل سيادة الجزيرتين الصغيرتين، تيران وصنافير، إلى المملكة العربية السعودية ليس سوى غيض من فيض من المحادثات السرية الرائعة التي تجري وراء الكواليس”، ومضى بالقول الى ان العلاقات وثيقة التي تمتلكها إسرائيل مع مصر منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة مستمرة في التحسن، واضاف ان البلدين بحاجة إلى مستوى عالٍ من التعاون لمحاربة الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء.

وعلى صعيد العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، أشار ميلمان إلى العلاقات الاقتصادية غير المباشرة، إذ تشق المنتجات والتكنولوجيات الإسرائيلي طريقها إلى المملكة العربية السعودية من خلال محادثات سرية بين مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين. وقال موشيه ماعوز، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في الجامعة العبرية في القدس “إن بناء علاقات مع هذه الدول هو في صالح إسرائيل كما هو واضح، ولكن ما لم يتم تسوية القضية الفلسطينية أو على الأقل محاولة العمل من أجل السلام، فسيكون هناك حاجز لان جميع الدول العربية والإسلامية حساسة للغاية تجاه القضية الفلسطينية”.


ملاحظة :
هذه الترجمة طبقاً للمقال الأصلي الموجود في المصدر ادناه ، والمركز غير مسؤول عن المحتوى ، بما فيها المسميات والمصطلحات المذكوره في المتن .

 

المصدر:

https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2016/04/13/how-two-red-sea-islands-shed-light-on-secret-relations-between-israel-and-saudi-arabia/