back to top
المزيد

    مصادر تمويل الإرهاب: بوكو حرام نموذجاً

    تعد بوكو حرام من أخطر الجماعات الجهادية السلفية الناشطة في غرب أفريقيا، والتي تتمتع بالإضافة إلى نيجيريا بوجود قوي في الدول المجاورة کالنيجر وتشاد والكاميرون. ظهرت بوكو حرام في البداية كحركة دعاية تعمل بشكل سلمي، لكن تدريجياً، حل الجهاد المسلح والعنف محل النهج السلمي للجماعة.

    طالما كان محمد يوسف قائداً للحركة، فقد استخدمت الجماعة الوسائل السلمية لتحقيق أهدافها المتمثلة في الحد من الفساد والمشاكل السياسية والاقتصادية للحكومة، ولكن بعد اغتياله في تموز/ يوليو 2009 من قبل القوات الحكومية النيجيرية، تحولت أنشطة الحركة إلى مرحلة العنف والجهاد المسلح. سيطرت بوكو حرام في عام 2014، على أجزاء كبيرة من شمال نيجيريا، بما يعادل بلجيكا. وهكذا، في أغسطس/أب 2014، أعلن الزعيم السابق للجماعة، أبوبكر شيكاو، عن تشكيل “حكومة الخلافة” في نيجيريا. مع إعلان الخلافة، ازدادت حدة العنف والقتل من قبل هذه الحركة بشكل كبير لدرجة أنه في عام 2014، تم إعلان بوكو حرام الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في العالم.

    وعلى عكس الجماعات الجهادية السلفية الأخرى الناشطة في غرب أفريقيا، کالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، تعتمد بوكو حرام بشكل كبير على الموارد المحلية، بينما يعتمد البعض الآخر على الدعم الدولي والمساعدة المالية.

    تمتلك حركة بوكو حرام العديد من الموارد المالية التي تحتاجها للبقاء وتوسيع أنشطتها. تم تمويل بوكو حرام في المرحلة الأولى من تشكيلها من خلال تبرعات من أعضاء وأنصار زعيمها الكاريزمي محمد يوسف. إلا أن الحركة وسعت مصادر تمويلها بعد أن اجتازت المرحلة السلمية ودخولها مرحلة العمليات العنيفة والإرهابية. فعلى سبيل المثال، تقوم عناصر جماعة بوكو حرام، بعد احتلال كل مدينة وقرية، بالاستيلاء على ممتلكات وأصول المؤسسات وممتلكات الناس كغنائم.

    بشكل عام، يتم تمويل بوكو حرام بعدة طرق، والتي يمكن تقسيمها إلى قسمين: قنوات التمويل الداخلية: بما في ذلك رسوم العضوية، والمساعدة المالية من السياسيين النيجيريين، وعمليات السطو على البنوك، ونهب الممتلكات والبضائع وتلقي أموال من عائلات الرهائن وتهريب المخدرات والموارد الأجنبية: بما في ذلك المساعدات المالية الأجنبية من الدول العربية والجمعيات الخيرية والمنظمات الإرهابية الأخرى. ونظراً لأهمية الموارد المالية التي تعمل كالأوكسجين والدم في دورة حياة المنظمات الإرهابية، والتي تمثل المفتاح لتحول أي جماعة متطرفة صغيرة إلى منظمة إرهابية قوية وفعالة، يركز السؤال الرئيسي في هذه الورقة البحثية على دراسة طبيعة الاقتصاد السياسي وطرق التمويل لجماعة بوكو حرام.

    لقراءة المزيد اضغط هنا

    علي نجات
    علي نجات
    علي نجات (سيد على نجات)، کاتب وباحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط مع الترکیز علی الحرکات الإسلامیة في العالم العربي، حائز علی ماجستیر في دراسات الشرق الأوسط وشمال أفریقیا من جامعة العلامة الطباطبائي في طهران.