أنس سعد عبد العزيز/ أكاديمي عراقي/ ملتحق ببرنامج الدكتوراه_ قسم الاستراتيجية. جامعة النهرين
لعلّ أبرز محطات عدم اليقين في العقود الأخيرة تكون الأحداث التي يمر بها الشرق الأوسط اليوم، مع اضطرابات جيوسياسية ووقائع ميدانية متسارعة، تشير إلى منعطف تاريخي غامض لم يتم تحديد طبيعته بعد. العراق ليس بعيداً عن هذه المرحلة المحورية التي نعيشها حالياً، ومن الصعب بمكان في الوقت الراهن تحديد المسار الأمثل له في بيئة معقدة ومتغيرة. ربما يتعين على العراق في هذه الظروف أن يجد التوازن بين موقعه الجغرافي وهيكل النظام الدولي، بالإضافة إلى متطلباته الداخلية والضغوط الخارجية والإقليمية. مشروع قانون تحرير العراق، إذا ما تم اعتماده، سيوجّه العراق نحو إعادة تحديد تموضعه الاستراتيجي. ولفهم هذه التحولات الراهنة، من الضروري فهم الرؤية الإيرانية للشرق الأوسط وكيف يمكن أن يؤثر ذلك في مضمون القانون المزمع تشريعه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
فمن الناحية الموضوعية، تحاول الإدارة الأمريكية وبعض النواب في الكونغرس الأمريكي فرض قيود محددة على حركة العراق الخارجية، بما يسهم في تغيير منطق التفاعل في المنطقة بعد أحداث سوريا والهزة التي أثرت بشكل كبير في مكانة إيران الإقليمية، مما يضع العراق استراتيجياً أمام عدة احتمالات مستقبلية ترتبط باستراتيجية الإدارة الأمريكية وتوجهات المؤثرين فيها.
