د. غسان سالم –  باحث

الخلاصة:

الماء ضرورة على كوكب الأرض، والاستهلاك العالمي للمياه يزيدُ زيادةً كبيرة. إذ يجب أن تكون هناك طرائق للحفاظ على طلب المياه مع توفير الموارد أيضاً.

تقدِّمُ هذه الدراسة تقنيةً واعدةً تخلق هطول الأمطار من السُّحب. تُعرف هذه التقنية باسم استمطار السُّحب. استمطار السُّحب هو نوع من تعديل الطقس الذي يتضمَّن تغيير كمية هطول الأمطار الذي يسقط من السُّحب أو نوعها. يتحقَّق ذلك عن طريق تشتيت المواد في الهواء التي تعمل بمنزلة تكثف للسُّحب، أو كمكوِّن للنوى الجليدية، والتي بدورها تُغيِّر العمليات الفيزيائية الدقيقة التي تحدث داخل السحابة. يمكن أن تُسْتَمطَرَ السُّحب بطرائق عديدة ومختلفة. الثلج الجاف، ويوديد الفضة، ويوديد البوتاسيوم هي المواد الكيميائية الثلاثة الأكثر استخداماً في عملية استمطار السُّحب. تُسْتَمطَرُ السُّحب؛ لتعزيز هطول الأمطار في منطقة ما، وتشتيت الضباب والغيوم بحيث يمكن أن يبقى المكان جافاً عن طريق التعجيل، وتقليص الغطاء السحابي، وتنقية الهواء من التلوُّث، والمساعدة في إطفاء حرائق الغابات عن طريق التسبُّب في هطول الأمطار.

المقدمة:

الماء ضروريٌّ لبقاء جميع صور الحياة على الأرض، هو أهم مورد متجدِّد يحدث بصورة طبيعية. تُعدُّ الأنهار والخزانات والمياه الجوفية -في عديد من مناطق العالم- المصادرَ التقليدية الأساسية للمياه. تنهض البحيرات والأنهار أيضاً بدور مهم. إنَّ هذه الموارد في خطر؛ بسبب الطلب المتزايدة باستمرار، والتي تنتج عن تغيير أنماط استخدام الأراضي والتوسُّع السكاني. يسبِّب الضغط على إمدادات المياه؛ لفترات طويلة من الجفاف وزيادة الاستهلاك نقصاً في مياه الشرب؛ ممَّا يرفع سعرها. شهد توافر المياه تدهوراً مطرداً في جزءٍ كبيرٍ من العالم في السنوات الأخيرة. تشارك عديد من الدول التي تقع في الأجزاء شبه القاحلة من العالم في مشاريع هندسة المناخ؛ على أمل توسيع وصولها إلى موارد المياه العذبة.

من الطبيعي أن نعتقد أنَّ الماء سيكون بإمدادات وفيرة، وموجود دائماً؛ لأنَّ الماء يشكِّل (70%) من كوكبنا. ومن ناحية أخرى، فإنَّ المياه العذبة التي نشربها، ونستحمُّ بها، ونستخدمها لري حقولنا الزراعية نادرة للغاية؛ إذ (3%) فقط من المياه على الأرض هي مياه عذبة، ومن هذه (3%) فإنَّ ثلثيها محبوس في الأنهار الجليدية، أو يتعذَّر على البشر الوصول إليها. لهذا السبب، هناك ما يقرب من (1.1) مليار شخص حول العالم لا يحصلون على المياه، وما مجموعه (2.7) مليار شخص يعانون من ندرة المياه لشهر واحد على الأقل من السنة. يؤثِّرُ الصرف الصحي غير الكافي على (2.4) مليار شخص وهو مشكلة أخرى؛ لذا، فإنَّ هؤلاء الأفراد معرَّضون لخطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه، مثل: (الكوليرا، وحمى التيفويد) من بين أمراض أخرى. تؤدِّي أمراض الإسهال وحدها -في كلِّ عام- بحياة مليوني شخص، معظمهم من الأطفال.

تكوين السحابة

تتكوَّن السُّحب نتيجةً لبخار الماء الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة على الأرض. يرتفع البخار عن طريق التغيرات في درجات الحرارة على أعلى نقط مختلفة، وحينما يتحرَّك إلى الأعلى، فإنَّه يبرد. توجد الجسيمات من أنواع مختلفة وتُحملُ عن طريق الهواء؛ إذ تصطدم بالبخار. يتكثَّف البخار حول جزيئات الهواء في عملية كيميائية تعرف باسم تكثيف النوى. تنتج هذه العملية جزيئات أكبر من قطرات الماء؛ لأنَّ قطرات الماء خفيفة الوزن، فهي تستمرُّ في الطيران، وتشكِّل الغيوم التي نعرفها. تتطلَّب هذه العملية ظروفاً جوية معينة، من أهمِّها الرطوبة النسبية. يتطلَّب تكوين السُّحب رطوبة نسبية عالية تتراوح من (60% – 100%). لفهم سبب أهمية ذلك، ضعْ في حسبانك الضغط الجزئي على أنَّه عدد جزيئات الماء في الوسط، والضغط الكلي والجزئي هو سعة ذلك الوسط؛ لذا إذا كان الوسط يحتوي على عدد كبير من الجزيئات، تكون الكثافة النسبية عالية؛ والعكس صحيح. بيسر وسهولة، إذا كان عدد القطرات مرتفعاً، فمن المرجَّح أن تتكوَّن الغيوم.

لقراءة المزيد اضغط هنا