کان العراق من أولى الدول العربية والإسلامية التي حازت على استقلالها بعد الحرب العالمیة الأولى. فکان منذ زمن بعید مرکزاً مهماً في الشرق الأوسط ولعب دوراً ریادیاً في تکوین الخطابات والسياسات في المنطقة. ففضلاً عن المکانة الروحیة التي يحتلها العراق في العالم الإسلامي، کان يؤدي دوراً أساسیاً في تکوین الهویة العربیة. ففي ثلاثینیات القرن الماضي کان العراق من ضمن الدول التي حددت تعریف القومیة العربیة ووضع حجر الأساس لتأسيس الجامعة العربیة في أربعینیات قرن العشرين. وإلی جانب سوریا ومصر حظي بمکانة مرموقة بین الدول العربیة و تکوین ثقافتها.
کان العراق منذ 1960 من أهم الدول المؤثرة في المنطقة ویدعي ریادتها منذ ذلك الحین. فهو یعد إحدی الأرکان الأربع في المنطقة إلی جانب إيران وترکیا والسعودية. لکن توالي الأحداث ونَهم القادة البعثیین إلی السلطة نخر العراق داخلیاً وحطّه من مکانته التي طالما حظي بها. فکانت الضربة القاضیة له حین شنّ حرباً ضد إیران دامت ثماني سنوات تلتها حرب الخلیج وغزو الکویت عام 1990 واحتلال العراق عام 2003 فلم یتمکن بعدها العراق أن یستعید مکانته في المنطقة، بل بات بؤرة للتوترات والصراعات فیها.

لقراءة المزيد اضغط هنا