ما تزال إدارة جو بايدن في طور إعادة النظر في سياستها إزاء سوريا. فمنذ تسنمه لمنصبه قبل سبعة أشهر، يعمل الرئيس بايدن بموجب سياسة مرحلية بشأن سوريا، وهي سياسة يعوزها التوجيه وتحديد الهدف لغاية الآن. لقد كانت سياسته، وإلى حد كبير، بمنزلة استمرار لسياسة الإدارة السابقة؛ أي المحافظة على مهمة حفظ الاستقرار بأقل الخسائر في شمال شرق سوريا وممارسة الضغط الاقتصادي على نظام بشار الأسد دون هدف سياسي واضح. وحتى الآن، ما يزال النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة في تعاملها مع قضية سوريا نهجاً قاصراً وليس لديها استراتيجية فعلية لحل الصراع السوري نفسه.
فيما لو تمخضت فترة إعادة النظر التي طال أمدها عن شيء وأياً كان ما يترتب على مخرجاتها، ففي الواقع تشير أغلب الدلائل إلى أن الإدارة الأمريكية لن تغير نهجها السياسي الخارجي في مساعدة البلد المُلتاع. تفرض الحسابات الاستراتيجية الأمريكية الحالية قيوداً شديدة على خيارات السياسة الخارجية، وتقيد واشنطن من معالجة الكثير من التهديدات التي يشتمل عليها ملف سوريا على نحو متسق. لقد هُمشت ثلاث إدارات أمريكية متتالية قضية الصراع في سوريا طويلاً، لدرجة أن خطوة الانخراط مجدداً وبشكل جدي تبدو خطوة جريئة للغاية اليوم، حيث من غير المرجح أن تشجع القيود المحلية الحالية المفروضة على إدارة بايدن المبادرات الجريئة أو التي تتحمل المخاطر، وأن تعقيد الصراع السوري نفسه يفاقم الأزمة.

لقراءة المزيد اضغط هنا