أنثوني كوردسمان

بمساعدة (جرايس وانغ)

طوّر (Burke Chair) نسخة موسعة من الكتاب الإلكتروني للدراسة الأولية للديناميكيات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يناقش هذا الإصدار النطاق الكامل لديناميكيات الأمن، بما فيها الأمن الداخلي والإنفاق الأمني ​​والأمن المدني – والذي يتضمن جودة الحوكمة والتنمية الاقتصادية والوحدة على المستوى المدني. وتتوفر نسخة من الكتاب الإلكتروني الكاملموقع CSIS الإلكتروني

يسلّط التحليل الضوء على حقيقة أن الديناميكيات الأمنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد تغيرت بنحو جذري خلال العقد الماضي وستستمر في التغير في المستقبل المنظور. في بداية عام 2011، كانت معظم دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في سلام وبدا أنها مستقرة نسبياً. واقتصرت الصراعات العربية الإسرائيلية على اشتباكات منخفضة المستوى بين إسرائيل وفلسطين. بينما عملت مصر كقوة إقليمية رئيسة مستقرة.

كانت إيران قوة عسكرية ضعيفة تعتمد على أسلحة قديمة ومتدنية الكفاءة. وبدا أن المتطرفين الإسلاميين في العراق قد هزموا. وبدت دول الخليج العربي الأخرى موحدة في مجلس التعاون الخليجي. إلا أن اليمن كان فقيراً ولا يستطيع تلبية احتياجات العديد من شعبه، لكنه لا يزال يبدو مستقراً. كان الإنفاق العسكري وشراء الأسلحة مرتفعاً على وفق المعايير العالمية لكنها لم تقدم سوى عبء محدود إلى معتدل ​​على الاقتصادات المحلية.

أمّا اليوم، فلا شيء مما سبق صحيح. لقد حولت الخصومات الإقليمية والتطرف وسلسلة الانتفاضات والصراعات السياسية التي كانت تسمى ذات مرة “الربيع العربي” منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى فوضى مجزأة. ما بدا أنه نمط مستقر نسبياً لتطورات الأمن القومي والدعم الخارجي قبل الاضطرابات السياسية التي بدأت في عام 2011، أصبح الآن مسرحاً لصراعات محلية على السلطة؛ وصراعات داخلية معارك جديدة مع الحركات المتطرفة. وحروب أهلية كبرى في إيران وليبيا وسوريا واليمن.

لقد أصبحت الحروب الأهلية وعدم الاستقرار بمثابة تحدٍ خطير لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل التهديدات العسكرية والتطرف والإرهاب. فشلت الجهود المبذولة لإصلاح الحكم والاقتصاد في تلبية احتياجات معظم الدول. زادت أزمة كوفيد -19 الأمور سوءًا، وواصل عدد من الأنظمة سباقات التسلح الخطيرة في وقت أصبحت فيه سباقات التسلح هذه أكثر صعوبة، بينما كان لدى شعوبها احتياجات أكبر للحكم الفعال مع التحرر من الفساد. التنمية الاقتصادية والوظائف والدخل اللائق.

ونمت التهديدات العسكرية والتطرف. برزت إيران كتهديد عسكري أكثر خطورة في الخليج. وأدى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، فضلاً عن معركتها لهزيمة المتطرفين وإنهاء الصراعات الحزبية في العراق التي بدا أنها تنتهي في عام 2011، إلى عقدين من المشاركة الأمريكية المباشرة في القتال النشط والدعم القتالي للقوات الشريكة. في حين أنه أدى إلى تفكك “خلافة” داعش في العراق ، فقد ترك مقاتلين مهمين من داعش في أماكنهم في أثناء تمكين قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران، مما خلق شكوكًا خطيرة حول ما إذا كان العراق سينتهي به المطاف كشريك استراتيجي للولايات المتحدة أم تحت التأثير الإيراني.

وقد أصبحت الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل حزب الله وقوات الحشد الشعبي العراقية والحوثيين تهديدات كبيرة بينما استخدمت الولايات المتحدة المساعدة الأمنية -وألوية مساعدة قوات الأمن المنشأة حديثًا- لإنشاء جهات فاعلة غير حكومية في سوريا. قدمت قوى أخرى مثل روسيا الدعم والقوات المقاتلة والمرتزقة لدعم الجهات الفاعلة غير الحكومية في ليبيا وسوريا. على نطاق أوسع، أنشأت إيران وقوات الأسد في سوريا وحزب الله اللبناني وقوات الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق والحوثيين في اليمن تحالفًا من القوى المعادية يهدد المصالح الأمريكية والشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة.

كانت هناك تغييرات مهمة أخرى في دور القوى الخارجية، حيث تواجه الولايات المتحدة تحديات في علاقاتها الأمنية مع كل دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك من دول خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ما تزال الولايات المتحدة هي القوة الخارجية الرئيسية في المنطقة، وما يزال شركاؤها الأوروبيون نشطين في البحر الأبيض المتوسط ​​وكذلك في شمال إفريقيا. وما تزال بريطانيا وفرنسا توديان دورًا في الخليج، لكن دورهما كان مؤقتًا، واستمرت قدراتهما على إبراز قوتهما في التدهور ببطء.

تم تقويض التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة بسبب “الحروب الطويلة” والحاجة إلى مواجهة التحدي من الصين في آسيا.وما يزال الشركاء الاستراتيجيون الرئيسيون مثل بريطانيا وفرنسا يودون دورًا في الخليج، لكن أدوارهم مترددة بنحو أكبر، واستمرت قدراتهم على إظهار قوتهم في التدهور ببطء.