من الناحية الاجتماعية، ينقسم شمال العراق -ذو الأغلبية الكردية- على منطقتين، منطقة بهدينان ومنطقة سوران، وتشمل بهدينان محافظة دهوك بالكامل فضلاً عن بعض البلدات الصغيرة والقرى في محافظة أربيل، فيما تضم سوران محافظة السليمانية ومعظم أربيل. والفرق الاجتماعي الأساسي بين المنطقتين هو اختلاف اللهجتين البهدينانية والسورانية بنحوٍ كبير. وإجمالا، فإن الناطقين بالسورانية في شمال العراق أكثر من البهدينانية، وتفتقر المنطقة الكردية في شمال العراق إلى لغة كردية فصحى مشتركة. ولم ينجح الزعماء الأكراد في توحيد اللهجات الكردية الرئيسية في لغة فصحى موحدة التي هي من أهم متطلبات توحيد أي أمة نحو تشكيل دولة مستقلة.
وبحسب تصنيف الموقع الرسمي لحكومة إقليم كردستان العراق، فإن للّغة الكردية لهجتين رئيسيتين هي (الكرمانجية) ويتحدث بها جميع الأكراد في تركيا وسوريا، والمناطق التي يسكنها البهدينان في محافظة دهوك. واللهجة الثانية (السورانية) ويتكلم بها أكراد محافظات السليمانية وكركوك ومعظم أكراد أربيل، وأكراد إيران.
واللغة الكردية الحالية في الدول الأربع (العراق، وإيران، وتركيا، وسوريا) تستخدم أبجديتين مختلفتين، فاللهجة السورانية تستخدم الحروف العربية في إقليم كردستان العراق وأيضاً لدى أكراد إيران، أما أكراد تركيا وسوريا فيكتبون بالحروف اللاتينية. وفشلت الدعوات التي أطلقها المثقفون الكرد إلى توحيد الأبجديتين في نظام واحد والسعي إلى إيجاد لغة موحدة، وفي الوقت نفسه حذر هؤلاء المثقفون من نشوء صراع ثقافي اجتماعي بين السورانية والبهدينانية إذا ما فرض طرف لهجته كلغة رسمية على الآخر. ويرى أكراد تركيا «الكرمانجية» -كونهم الأغلبية الكردية- أن لهجتهم أولى أن تكون اللغة الرسمية مع استخدام الحروف اللاتينية، ومن جهة أخرى يرفض البهدينان أيضاً اعتماد لهجة السوران كلغة رسمية.
وتختلف اللهجة الكرمانجية في تركيا عن الكرمانجية في العراق، ويطلق الباحثون على الكرمانجية العراقية اسم اللهجة البهدينانية، وفي الحقيقة تختلف السورانية العراقية عن الكرمانجية التركية كثيراً مثل اختلاف الألمانية عن الإنجليزية ولاسيما فيما يتعلق بالأحرف الصوتية التي تعدُّ كالحركات الموجودة في اللغة العربية مثل الكسرة والفتحة، (واللغات الغربية مثل الإنجليزية والألمانية تستخدم في معظم مفرداتها حرفاً أو عدة أحرف صوتية لتوضيح نطق ومعنى المفردة)، إلا أنه ليس هناك اختلاف كبير في المفردات الكردية نفسها، وقد دفعت هذه الاختلافات بعض الباحثين لتسمية اللهجات الكردية باللغات؛ لأن متكلمي الكرمانجية والسورانية لا يستطيعون التفاهم وليسوا قادرين على التواصل الفعال في كل السياقات.

لقراءة المزيد اضغط هنا