سوميني سينغوبتا، تغطي اخبار الامم المتحدة في النيويورك تايمز.

الأمم المتحدة – من المفترض على الأمين العام للأمم المتحدة ان يكون مسؤولاً على كل أمة على وجه الأرض – وعلى اللادول ايضا. لذلك كان الاعلان الصريح على غير العادة من قبل الأمين العام، بان كي مون، يوم الخميس بأنه قد تم بالإكراه إزالة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن من القائمة السوداء التي تقتل وتشوه الأطفال نافذة نادرة على حدود سلطته المعنوية والسياسية، ودرسا لمن يخلف السيد بان العام المقبل. وقال السيد بان يوم الخميس للصحفيين بانه قد تم تهديدهم بقطع تمويل العمليات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية وجنوب السودان وسوريا لو لم تقم الأمم المتحدة بحذف قوات التحالف التي تقودها السعودية من القائمة مؤقتا.

واتُهم التحالف بقصف أهداف مدنية وغير عسكرية عشوائيا في معركته ضد المتمردين الحوثيين في اليمن لأكثر من عام، الا ان الائتلاف المدعوم من قبل الولايات المتحدة نفى على الدوام هذه الاتهامات. وأصدر مكتب السيد بان كي مون تقريرا الاسبوع الماضي عن انتهاكات حقوق الأطفال في مناطق الحرب، واستشهد بهجمات التحالف القاتلة التي ضربت المدارس والمستشفيات، وبحلول يوم الاثنين، ومع ذلك، حذف التحالف من القائمة بعد ضغوط من قبل المملكة العربية السعودية وبعض من أغنى حلفائها الذين يساعدون في تمويل العمليات الإنسانية للأمم المتحدة. وقدم السيد بان شرحه يوم الخميس، قائلا “كان علي أن أنظر ايضا في الاحتمال الوارد جدا أبن الملايين الأطفال الآخرين سيعانون الأمرين، كما قيل لي، بأن العديد من البلدان ستوقف تمويل العديد من البرامج التابعة للأمم المتحدة.” ووفقا للمعايير الدبلوماسية، قام بإصدار توبيخ مباشر، قائلا “من غير المقبول للدول الأعضاء ممارسة ضغط لا مبرر له”، الا ان السفير السعودي قد أكد على وجه السرعة أنه لم يكن هناك أي ضغوط لا داعي لها.

يقوم السيد بان بإختتام فترة ولايته التي استمرت لمدة 10 سنوات، وقد بدأت القوى العالمية المساومة حول من سيخلفه وإذا ما كان ينبغي ان يكون مستقلا أو لا. كثير ما واجه الأمناء العامين ضغوط سياسية مكثفة من البلدان الكبيرة والصغيرة، وقد تخللت فترة السيد بان عدد من التنازلات الحرجة.

في الصيف الماضي، غير السيد بان موقفة على قائمته من الجيوش والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال في الحرب، ففي هذا المثال، أوصى ممثله الخاص المعني بالأطفال والنزاعات المسلحة، ليلى زروقي، بأن يتم ادراج قوات الدفاع الإسرائيلية وحماس على الائحة السوداء لدورهم في قصف المدارس والمستشفيات وغيرها وانتهاك القانون الدولي خلال حرب ال 50 يوما في قطاع غزة في عام 2014.

وقال ان اسرائيل تشاورت قبل صدور التقرير مع مساعدي السيد بان في ذلك الوقت، وضغط الدبلوماسيون الإسرائيليون والأميركيون بشكل مكثف ضد الإدراج، وفي النهاية، لم يتم ادراج كل من إسرائيل وحماس في القائمة، ورفض السيد بان كي مون الاجابة على أسئلة الصحفيين بشأن هذه المسألة في ذلك الوقت، وترك مبعوثه السيدة زروقي مع مسؤولية الشرح. وقد حاول السيد بان عموماً تحدي هذه التهديدات أكثر قليلا خلال سنته الاخيرة، لكنه اجبر على التراجع أيضاً مراراً وتكراراً.

في شهر أذار، وفي زيارة نادرة إلى المخيم الذي يضم لاجئين من الصحراء الغربية، استخدم السيد بان مصطلح “الاحتلال” للإشارة إلى ضم المغرب للأراضي التي يدعي الصحراويون انها لهم عام 1975، وردت الحكومة المغربية بطرد العشرات من موظفي الأمم المتحدة، وهذا اثر على فعالية بعثة حفظ السلام هناك. ان المغرب حليف قوي لفرنسا، العضو صاحبة حق النقض في مجلس الأمن، وهذا يساعد في تفسير لماذا لم يقم مجلس الأمن بأي شيء لإقناع المغرب بالعدول عن قرارها، وهذا ترك السيد بان كي مون وحده، وخلال أيام كان على المتحدث باسمه ابتلاع كلماته. اذ قال المتحدث ستيفان دوجاريك “اننا نأسف لسوء الفهم هذا ونتائجه الذي اثير من قبل تعبير شخصي”.

ربما ان اللحظة الأكثر حرجا للسيد بان كي مون هي عندما سعى إلى أن يتصرف بشكل مستقل عن الولايات المتحدة، ففي يناير كانون الثاني عام 2014، دعا إيران إلى مفاوضات سياسية بوساطة الامم المتحدة حول سوريا، إلا أنه نصح من قبل المسؤولين الأميركيين بإلغاء الدعوة، وفقا لمقابلات مع دبلوماسيين في ذلك الوقت. بعد يوم واحد من الاعلن على الملأ عن الدعوة، ظهر أمام الصحفيين وقال ان ايران لا يمكنها الحضور، لقد كانت معارضة وزارة الخارجية الأمريكية واضحة، وطالبت إيران أولا بقبول بعض الشروط التي كانت تعرف بأن طهران لن توافق عليها، وقال أحد مساعدي السيد بان كي مون بأنه يشعر بالخيانة.

وردا على السؤال في مؤتمر صحفي يوم الخميس عن رضوخ السيد بان كي مون للضغط السعودي، قال متحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر جيم: “نحن نتفق مع الأمين العام الذي ينبغي أن يسمح للأمم المتحدة بتنفيذ قراراتها والقيام بمسؤولياتها دون خوف من قطع الأموال”. وحول الضغوط والتهديدات الأمريكية بقطع التمويل، قال السيد تونر “أنا على علم بسجلاتنا الخاصة.” وقد أعلن أحد عشر شخصا حتى الآن ترشيحهم لخلافة السيد بان كي مون عندما تنتهي ولايته في نهاية هذا العام، ومن المتوقع أن يرشح اخرون انفسهم للسباق في الأسابيع القليلة المقبلة.

رئيس الجمعية العامة، موغنس ليكيتوفت، الذي عقد اول جلسات استماع علنية للمرشحين، استخدم مصطلح “المستقل” و “الشجاع” لوصف الامين العام المستقبلي والمثالي بنظره. قد يكون ذلك غير واقعي، وذلك لان الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن هي التي تختار الرئيس القادم للمنظمة، وبينما قال كثير منهم بأنهم يريدون أمين عام قوي، الا انهم يتجنبون أيضاً الدعوة إلى شخص مستقل.

أما بالنسبة لقوات التحالف التي تقودها السعودية، قال السيد بان بإنه سيراجع ادعاءات ممثله الخاص، الذي اتهم الائتلاف بالهجمات العشوائية ضد الأطفال. بشكل خاص، يقول دبلوماسيون بأن هذا الاستعراض والمراجعة قد تطول حتى ينمحي الموضوع من الذاكرة العامة.

نفت المملكة العربية السعودية نفياً قاطعاً بأنها قد مارست أي ضغوط، “لا بالطبع لا”، قال السفير عبد الله المعلمي في مقابلة عبر الهاتف، “ليس أسلوبنا، ولا من ثقافتنا، ولا من روحنا إستخدام التهديد أو الترهيب “. وقال بأنه اجتمع مع نائب السيد بان كي مون، يان الياسون، وهو دبلوماسي سويدي، يوم الاثنين وأعرب عن مخاوفه حول القائمة السوداء، وتابع بأنه قال له بأن هذا “قد يكون له تأثير سلبي على العلاقات بين المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة”.


ملاحظة :
هذه الترجمة طبقاً للمقال الأصلي الموجود في المصدر ادناه ، والمركز غير مسؤول عن المحتوى ، بما فيها المسميات والمصطلحات المذكوره في المتن .

المصدر:

http://www.nytimes.com/2016/06/10/world/middleeast/saudi-arabia-yemen-children-ban-ki-moon.html?ref=middleeast&_r=1