ياروسلاف تروفيموف، كاتب صحفي ومراسل في صحيفة وول ستريت جورنال

بالنسبة لبعض الإسرائيليين فإن الرغبة في احتواء طهران تفوق رغبة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة

على العكس من جيران سوريا الآخرين، بقت إسرائيل إلى حد كبير بعيدة عن الحرب التي تمزق البلاد، ولكن هذا لا يعني أنها ليست مهتمة بعمق حول الكيفية التي سينتهي بها الصراع الذي استمر منذ خمس سنوات أو أنها لا تهتم بمصالحها التي تتماشى مع واشنطن. إن أولوية الحكومة الإسرائيلية واضحة: وقف صعود إيران كقوة إقليمية بعد الاتفاق النووي العام الماضي ورفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران، وهذا نهج ادى الى انحياز إسرائيل بنحو متزايد مع المعسكر السني المعادي لإيران بقيادة المملكة العربية السعودية. وقال دوري غولد المدير العام لوزارة الخارجية بعد أن طلب منه التحدث عن هدف إسرائيل الأساسي في سوريا خلال مقابلة صحفية “في نهاية المطاف عندما يتم التوصل إلى نوع من المصالحة المؤقتة داخل سوريا، فمن الأهمية بمكان من وجهة نظر اسرائيل ان لا تظهر سوريا وكأنها دولة تابعة لإيران ومدموجة بالكامل في النظام الاستراتيجي الإيراني”.

بالنسبة للولايات المتحدة والدول أخرى على النقيض من ذلك، فإن الأولوية الرئيسية في سوريا هي تدمير الدولة الإسلامية والحركات السنية المتطرفة الأخرى التي هي ربما أكثر معارضة لحكومة دينية شيعية في إيران مما هي معارضة للغرب. وتهدف محادثات السلام الجارية في جنيف لإيجاد نوع من الاتفاق السياسي الذي من شأنه أن يسمح لنظام الرئيس بشار الأسد المدعوم من ايران والمعارضة السنية المعتدلة بتحويل أسلحتهم على الدولة الإسلامية المعروفه باسم داعش، وعلى فرع تنظيم القاعدة السوري المعروف بجبهة النصرة. ويرى العديد من المسؤولين الإسرائيليين مع ذلك، بإن هذا السيناريو لن يكون جيدا إذا ما ادى الى استفادة الجيش السوري وحليفه الحاسم ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران التي لا تزال تقسم على تدمير إسرائيل.

الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين، إلى اليسار، في موسكو يوم الاربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو حليف لنظام الأسد. صورة: مكسيم شيبنكوف / POOL PHOTO / وكالة الصور الصحفية الأوروبية
الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين، إلى اليسار، في موسكو يوم الاربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو حليف لنظام الأسد. صورة: مكسيم شيبنكوف / POOL PHOTO / وكالة الصور الصحفية الأوروبية

وقال مايكل أورين، وهو مشرع بارز من الائتلاف الحاكم في إسرائيل والسفير السابق في واشنطن “إذا ما أردنا الاختيار بين داعش والأسد، فإننا سنختار داعش، تمتلك داعش شاحنات ومدافع رشاشة، ويمثل الأسد قوساً استراتيجياً من طهران إلى بيروت، مع 130.000 ألف صاروخ في أيدي حزب الله، ووجود البرنامج النووي الإيراني”. مزح أحد المسؤولين الإسرائيليين قائلاً بأن رأيه تجاه المواجهة الإقليمية أصبح متطابقاً تقريباً لأراء نظرائه من العرب السنة، وقد شجع هذا التحالف بعض النقاشات غير العادية هذا الشهر في البرلمان الإسرائيلي، الكنيست، بعدما وصفت المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج حزب الله بالمنظمة الإرهابية.

أدان نواب من الأحزاب العربية في البرلمان الإسرائيل قرار دول الخليج معبرين عنه بأنه “ولاء للقوات الاستعمارية الجديدة والصهيونية”، ورداً على ذلك، ندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، بأنه أدان الانتقادات للمملكة السعودية “بجنون” التي بموجب القانون الإسرائيلي لا تزال دولة معادية من الناحية الفنية. إن مخاوف إسرائيل الفورية هي منع حزب الله من فتح جبهة ثانية في الأراضي السورية قبالة مرتفعات الجولان التي تقع تحت سيطرة اسرائيل، ومنع نقل الأسلحة الإيرانية المتطورة إلى الميليشيا اللبنانية.

ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية بأن الرئيس الاسرائيلي روفين ريفلين ناقش هذه المخاوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الاربعاء، في حين ان روسيا نشرت جيشها لمساعدة نظام الرئيس الأسد، إلا أن أعمالها لا تتداخل مع الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة ضد القوافل المشتبه بأنها تنقل اسلحة لحزب الله ومستودعاته داخل سوريا. حاليا، تتحكم الجماعات المتمردة بمعظم مرتفعات الجولان، ومن هذه الجماعات جبهة النصرة، وقد اعترفت إسرائيل بتقديم المساعدة الطبية للسوريين المصابيين بجروح بالقرب من خط الحدود، بما في ذلك المقاتلين المتمردين، ولكنها توقفت باختصار عن تدريب وتسليح وتمويل الوكلاء السوريين. ليس كل من في مؤسسة السياسة الخارجية والأمنية الإسرائيلية على ثقة من أن هذا التركيز على إيران وحزب الله وغض الطرف نسبياً عن تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، سيشكل سياسة حكيمة على المدى الطويل.

قال مستشار الأمن القومي الاسرائيلي السابق اللواء عوزي ديان “المصالح الإسرائيلية في سوريا بدأت تضييق وتتمثل في شيء واحد ألا وهو أن لحدود هادئة كما كانت عليه من قبل، ونحن نفضل أن يكون الجيش السوري على مرتفعات الجولان لأننا نعرف كيفية ردع سوريا وحتى كيفية ردع حزب الله، ولكنه لمن الصعب جداً ردع أي منظمة ليس لديها أصول مثل جبهة النصرة وداعش”. وأضاف آفي ديختر، وهو مُشرع بارز من حزب الليكود بقيادة نتنياهو والذي شغل منصب وزير الأمن الداخلي ورئيس وكالة شين بيت الامنية ورئيس وكالة الاستخبارات بأن التفكير بأن العداء المتبادل تجاه إيران يمكن أن يسفر عن تحالف دائم مع القوى السنية يأتي عكس ما هو مفهوم في المنطقة، وأضاف ديختر “إن عبارة ‘عدو عدوي هو صديقي’ يمكن تطبيقها في العديد من اللغات، ولكنها لا تعمل في اللغة العربية، اذ ان في اللغة العربية هناك قول آخر: أنا مع أخي على ابن عمي، ومع ابن عمي على الغريب، وانهم لا يزالوا يرون بأن إيران هي ابن العم، وسنظل دائما الغرباء”.


ملاحظة :
هذه الترجمة طبقاً للمقال الأصلي الموجود في المصدر ادناه ، والمركز غير مسؤول عن المحتوى ، بما فيها المسميات والمصطلحات المذكوره في المتن .

المصدر:

http://www.wsj.com/article_email/israels-main-concern-in-syria-iran-not-isis-1458207000-lMyQjAxMTE2NDE5NzExMzcxWj