ايريكا سولومون، كاتبة في صحيفة الفايننشل تايمز

المجموعة الاسلامية مصرّة على البقاء في العمل على الرغم من الضربات الجوية التي اوجعت تمويلها.

صورة انتشرت في موقع الفيس بوك تُظهر عناصر داعش المتشددين وهم يستعدون لإطلاق قذائف الهاون على مواقع حكومية في حلب.
صورة انتشرت في موقع الفيس بوك تُظهر عناصر داعش المتشددين وهم يستعدون لإطلاق قذائف الهاون على مواقع حكومية في حلب.

للراغبين في تجريب حظهم – واختبار مصيرهم – هنالك صفقات جديدة قد تتحقق في حقول نفط داعش في شرق سوريا، في الاسابيع الاخيرة، عرضت الجماعة الجهادية على التجار تراخيص لشراء ما يصل الى 1000 برميل من النفط من حقول العمر المربحة، صفقة لم تكن لتتحقق لولا أن الولايات المتحدة شنّت هجمات جوية على الممتلكات المادية لداعش السنة الماضية.
شكلت ضربات قوات التحالف ضربة قاصمة لإمكانيات داعش المالية في الأشهر الاخيرة، التي أدت الى ان يقوم التنظيم بخفض رواتب الموظفين والحد من الصدقات التي يوزعها على الفقراء من السّكان المحليين. ولكن عندما يتعلق الامر بالنفط، فإن داعش تحاول جاهدة البقاء في العمل، حتى اذا ما دعت الحالة الى اغراء التجار بمعاملة تفضيلية بدل الصرامة في توزيع الوقود على الاعضاء، ويقول السّكان المحليون أن القوة الجهادية الأقوى في العالم تحاول ايجاد طرق جديدة للحصول على كل ما تستطيع الحصول عليه من ارباح من حقول النفط التي كانت تجلب لهم في السابق 5.1 مليون دولار يوميا.

سائقو ناقلات النفط السورية ومالكي المصافي المؤقتة يقولون أن الحقول الرئيسية لازالت تعمل بالرغم من الهجمات الجوية المتكررة من قبل قوات التحالف – على الرغم من توقف ساعات العمل في كثير من الاحيان بسبب القصف الجوي حيث يهرب العمال وشاحنات الوقود.
قال سائق شاحنة نفط اخر في محافظة دير الزور الغنية بالنفط في سوريا الذي رفض ان يذكر اسمه، كما هو الحال مع الكثير ممن يتحدث من المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش: “لايزال الانتاج كما كان، والاسعار تبقى كما كانت، والتحالف لازال يضرب كما كان، وعندما تبدأ الهجمات، البيع يتوقف لوهلة…. ثم يعود الناس الى العمل”. الاسعار في حقول النفط الرئيسية في دير الزور مستقرة عند 45 دولار و40 دولار على التوالي – اعلى من الاسعار العالمية – وذلك بفضل السوق الاحتكارية في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا.
عندما بدأت حملة التحالف في عام 2014، ركزت في البداية على مصافي النفط، ولكن داعش تركتها ببساطة لهم، ثم في نوفمبر تشرين الثاني بدأ التحالف بضرب الحقول نفسها وبضرب مئات الشاحنات التي كانت تخيّم قريباً لشراء النفط الخام، ثم قامت داعش بتعديل الخطة إذ انها منعت السيارات من الاصطفاف ومنحتهم تراخيص شراء مع تحديد التاريخ والوقت الذي يحضرون به.
المجموعة تبيع النفط الخام من حفر كبيرة ومن مناطق التخزين، حيث يأتي التجار للتحميل – ولكن هذا عرضة للهجوم، ويقول مالك أحد المصافي في بلدة شرق ذيبان، قرب حقل عمر: “عندما تأتي قوات التحالف وتهجم، فإنها تحرق هذه الحفر والمخازن، وداعش سوف لن يتمكن من بيع النفط”.
التغييرات بطأت المبيعات، وفي محاولة لتعويض الخسائر، بدأ داعش مؤخرا بإطلاق ما يصطلح عليه السّكان المحليون بفرصة الاستثمار على المدى القصير، إذ يدفع التاجر ل1000 برميل من النفط الخام مقدما، ويتخطون الانتظار المعتاد الذي يدوم لأيام من اجل الحصول على 70 برميل إضافي.

212121312

المستفيد من الصفقة هم داعش والتجار، والجهاديين يحصلون على المال مقدماً الذي يستغرق الكثير من الوقت لكسبه بسبب الضربات الجوية. كما ويمكن للتاجر أن يشتري ويبيع النفط بكميات كبيرة، ضامناً ارباحا كثيرة في سوق متذبذب، ومع العديد من السيارات، يمكن لرجل الاعمال استلام حصته في غضون ساعة إذا لم تهجم قوات التحالف. ما يقامر عليه هو حياة السوّاق الذين يستقتلون من أجل الحصول على عمل في سوريا بعد خمس سنوات من الحرب الاهلية، وقال سائق الشاحنة في دير الزور أن ثلاث تجار مُنِحوا رخصاً من حقل العمر، يدعي السكّان المحلييون بأنهم من اهل المنطقة، وقد أصبحوا شركاء مع داعش بعد فترة وجيزة من استيلاء التنظيم على الحقول. “عليك أن تكون على مقربة من داعش للحصول على “ترخيص”، ومن أجل أن يكون مربحا، عليك أن تكون تاجر كبير وتملك الكثير من السيارات التي لا يملكها التجار الاخرون. هؤلاء التجار يمكنهم إرسال 10 سيارات في آن واحد ليملؤا الحقل”.

وبالرغم من الاجراءات الجديدة، لازالت القوة الجهادية تسعى جاهدة للتعامل مع الخسائر الماديّة في إطار حملة قوات التحالف الأكثر قوة التي أعادت السيطرة على منطقة سنجار غرب العراق، ومدينة الشدادي السورية الشرقية مؤخراً، وقد خسرت المجموعة اول ابارها النفطية، الجبسه، في الشدادي الاسبوع الماضي، وقال المالكين بأنه كان ينتج 3000 برميل يومياً.

للتوفير، لن تقوم المجموعة بعد الآن بمنح اعضائها قناني الغاز، كما وتوقفت رواتب الفقراء، وقطعت رواتب الموظفين الإداريين، وقللت كميات الوقود في المستشفيات، وقد تأثرت محطات معالجة المياه وحتى العمليات العسكرية. المقاتلون يقولون بأن داعش كانت تعرض سيارات، وشاحنات البيك آب، وحصص وقود سخية في المناطق العسكرية، ولكن هذا كله انقطع. فقط في دير الزور، تم تقليل عدد السيارات المعروضة رسميا من 60 الى 10 سيارات، وهذا سوف يحفظ مئات الالاف من الدولارات يوميا من الوقود الذي يمكن بيعه بدلا عن ذلك، كما يقول القائد السابق الذي قاتل مع داعش في دير الزور قبل أن يهرب في اواخر السنة الماضية، وقال بأن بعض القطاعات العسكرية إستلموا درجات نارية بدلا عن ذلك، “إنه ليس من السهل إطلاق النار على شخص يركب الدراجة النارية – هذا ليس بقرار أمني، هذا هو التوفير”.


ملاحظة :
هذه الترجمة طبقاً للمقال الأصلي الموجود في المصدر ادناه ، والمركز غير مسؤول عن المحتوى ، بما فيها المسميات والمصطلحات المذكوره في المتن .

المصدر:

http://app.ft.com/cms/s/0c6707f6-dc8e-11e5-8541-00fb33bdf038.html