أحمد فتاح وعلاء شاهين | وكالة بلومبرغ – قسم الاقتصاد

  • يريد البنك المركزي الحفاظ على معدل تضخم مثالي.
  • قد يأخذ البنك المركزي بعين الاعتبار تخفيض قيمة الدينار بشكل هامشي .

صرح محافظ البنك المركزي علي محسن اسماعيل العلاق بأن العراق لديه ما يكفي من الاحتياطيات الأجنبية للحفاظ على قيمة عملته، ولكنه لم يستبعد خفض القيمة بشكل طفيف لدعم الإيرادات الحكومية التي تضررت من تراجع أسعار النفط والحرب ضد داعش.

قال العلاق في مقابلة في القاهرة يوم الاحد بأن الاحتياطيات تكفي لتغطية أكثر من ستة أشهر من الواردات، أعلى مما هو مطلوب عادة للحفاظ على سعر الصرف، واضاف بان عجز الميزانية لهذا العام من المرجح أن يكون أقل من 25.4 ترليون دينار ( 20.9 مليار دولار ) المقررة في الاصل لقيام وزارة المالية بخفض الإنفاق بالفعل.

 قال المحافظ “ليس هناك خوف على الدينار” ولكنهُ اضاف “اذا ما استمر الضغط، فإنه بامكاننا اجراء تغيير طفيف في سعر الصرف لزيادة عائدات وزارة المالية ” ثم اضاف ” ان هذا مجرد خيار يحتاج إلى دراسة متأنية لأننا لا نريد التخلي عن ما حققناه في ما يتعلق بمعدل التضخم، الذي يعتبر مثالياً الآن.” وارتفعت أسعار المستهلكين 2.6 %  في تموز، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة.

بيع السندات

تأتي تعليقات العلاق بينما تسعى ثاني أكبر دولة منتجة في منظمة أوبك باصدار سندات بقيمة 6 مليار دولار لتمويل العجز في الميزانية، والذي يتوقع صندوق النقد الدولي ان يتوسع إلى 17.4 في المئة هذا العام في الفترة مقابل 5 في المئة لعام 2014. وصف صندوق النقد الدولي الذي مد العراق بـ 1.14 مليار دولار كمساعدات في تموز، الربط  بالدولار بأنه “مرساة رئيسية في الاقتصاد” في تقرير الشهر الماضي.

دخلت البلاد في صراع مسلح مع تنظيم داعش الذي سيطر على مدن عراقية رئيسية، وسيؤدي ارتفاع التضخم الى ازدياد السخط بين العراقيين الذين يشكون بالفعل من نقص مزمن في المياه والكهرباء. وكان النجاح العسكري ضد داعش شيئا فشيئا ، جعل الحكومة تكافح لحشد الدعم من المجتمعات ذات الاغلبية السنية في أجزاء البلاد التي دمرتها الهجمات.

قال جان ميشال صليبا، وهو اقتصادي في بنك أوف أميركا ميريل لينش في لندن “لقد عانى العراق صدمة مزدوجة بسبب انخفاض أسعار النفط والحرب ضد داعش” واضاف ” ان جهود الحكومة لخفض الانفاق أدت إلى انخفاض كبير في العجز”.  قال صليبا ” لدى السلطات عدد قليل من الخيارات، احدها هو قيام البنك المركزي بخفض قيمة العملة لتعزيز الإيرادات” واضاف “نحن لا نرى انخفاض فوري لقيمة الدينار ولكننا سنرى المزيد من الضغوط على الاسعار المرتبطة بالدولار كلما استمر تآكل المخزون المالي”.

اشتدت المخاوف من أن الاقتصادات المعتمدة على النفط قد تتخلى عن ربط عملاتها بالدولار بعد سماح كازاخستان لعملتها بالتعويم بعد خطوة الصين المفاجئة برفع قيمة اليوان. قالت السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، بأنها ملتزمة بالحفاظ على سياسة ربط الريال بالدولار.

في خطر

ان الدينار العراقي في الشرق الأوسط هو الأكثر عرضة للخطر، على الرغم من انه من المرجح أن يظل نظام سعر الصرف الحالي كما هو، وفقاً لبنك دبي الوطني، أكبر بنك في دبي. هزت الحرب، فضلا عن انخفاض قيمة النفط بـ 50 في المئة ثقة المستثمرين مع عائدات سندات اليورو العراقية البالغة 2.7 مليار دولار بسبب ارتفاع 2028 من 1.7 لهذا العام إلى 9.588 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2009.

سمح البنك المركزي، في محاولة لتخفيف الضغط على الموارد المالية الحكومية، للبنوك المحلية باستخدام ما يصل إلى 50 في المئة من احتياطياتها للشراء من الخزانة. قال العلاق “لقد استخدمت معظم البنوك هذه الميزة”.

المصدر :

http://www.bloomberg.com/news/articles/2015-09-14/iraqi-central-banker-sees-limited-risk-of-devaluation-amid-war