المقدمة

تتمتع إيران وروسيا بعلاقات تأريخية طويلة الأمد، ومنذ قرون مع بعضهما بعضاً، وقد شهدتا الكثير من الصعود والهبوط في هذه العلاقات، وإن إحدى أهم المجالات التي ربطت بين البلدين في السنوات الأخيرة، هي العلاقات التجارية.

إن ایران وروسيا -باعتبارهما دولتین جارتین منذ القرون الماضية- لهما حدود مشتركة عبر مياه بحر قزوين، وأوجه التشابه الثقافي والاجتماعي بين البلدين خلقت فرصة حقيقية ومربحة جداً لهذه التعاونات، ولكن للأسف، لقد تم تجاهل هذه الفرص في جميع الفترات الماضية (من الدولة الصفوية حتى الآن) لأسباب مختلفة.

ومنذ أن تولى محمود أحمدي نجاد منصب رئاسة الجمهورية عام 2005 وحين أعلن بعد ذلك عزمه إحداث تحول أساس في السياسة الخارجية باستبدال سياسة «الانفراج» ونهج «التعامل والحوار» مع الغرب -وهو النهج المفضل لدى الحكومة السابقة (في عهد الرئيس خاتمي)- بسياسة «التطلع إلى الشرق»؛ أدى ذلك إلى تغيير السياسة الخارجية الإيرانية تجاه روسيا.

لطالما كانت طبيعة العلاقات الإيرانية-الروسية محل تأمل؛ لأنه في هذه العلاقات بعهد الرئيس أحمدي نجاد، كان أهم عنصر في السياسة الخارجية هو التوجه نحو الشرق واعتماد النهج الهجومي[1]. وعلى الرغم من أن الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيران مرة أخرى حصلت في إطار اجتماع متعدد الأطراف، ولكنها مع ذلك جعلت نوعية العلاقات الثنائية بين طهران وموسكو لتكون أكثر بروزاً من ذي قبل.

لقد أصبحت العلاقات الإيرانية-الروسية ذات أهمية مضاعفة لأسباب مختلفة بعد اتفاق إيران النووي والتعاون الإيراني الروسي الذي تلاه في سوريا بشكل خاص، والذي تحول في نفس الوقت، إلى إحدى القضايا الأكثر إثارة للجدل في مجال السياسة الخارجية بين البلدين وفي سياق السياسة الإقليمية والدولية للجهات الفاعلة الأخرى، ولاسيما في الوقت الذي كان مراقبو الاتفاق النووي يقومون بتقييمه كفرصة لتحسين العلاقات الإيرانية-العربية بين طهران وموسكو؛ ولكن الشيء الذي كان أكثر بروزاً بعد الاتفاق النووي الإيراني هو الفشل في تلبية التوقعات في العلاقات بين طهران والغرب من جهة، والقفزة التي حصلت في العلاقات الإيرانية الروسية من جهة أخرى[2]. وقد وصف العديد من الخبراء العلاقات بين البلدين في الوقت الحاضر بأنها استراتيجية. ولكن يقال إن العلاقات الاستراتيجية في الأصل يجب أن تكون علاقات تتمتع بدرجة عالية من الاعتماد على الطبيعة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية والأمنية لأطراف العلاقة.

ونظراً لحجم التجارة الخارجية والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، يمكننا أن ندرك بسهولة أن العلاقات الإيرانية-الروسية لم تكن استراتيجية في المجال الاقتصادي، على أقل تقدير. نحن نسعى في هذا المقال أن نشير إلى العقبات والمشكلات التي تواجه التجارة الإيرانية-الروسية، ونقوم نقدم حلول لزيادة حجم التجارة الخارجية بين إيران وروسيا.

لقراءة المزيد اضغط هنا