back to top
المزيد

    هبوط اسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ 12 عاماً

    نيكول فريدمان ، مراسلة أسواق الطاقة  في صحيفة WSJ.

    التشبع العالمي بالنفط الخام لا يزال يلقي بكاهله على السوق

    تواجه اسعار النفط هبوطاً حاداً جديداً، فاسعار مؤشرات النفط في الولايات المتحدة الامريكية تنخفض الى ادنى مستوى لها منذ كانون الاول عام 2003. على الرغم من ان اسعار النفط في وقتنا هذا هو نفسه منذ اثني عشر عاماً ، الا ان الاختلاف الجذري يكمن  في تغير العصور.

    عندما كان النفط عند هذه المستويات في آخر مرة ، فان اسعاره كانت بطريقها للازدياد، و ليس العكس. فقد كانت واردات الصين النفطية ترتفع بنسب زوجية مضاعفة ادت الى تغذية التوسع السريع في اقتصادهم . فقد قامت منظّمة الدول المصدرة للبترول بالحد من الانتاج للحفاظ على ارتفاع اسعار النفط. وفي ذلك الوقت كان العراق يرمم الابار النفطية التي دمرها الغزو الامريكي.

    وفي يومنا هذا، يقلق التجار من تراجع طلب الصين للطاقة مع تراجع نموها الاقتصادي، اذ ان المملكة العربية السعودية تضخ النفط بصورة سريعة لتنافس انتاج القوة الجديدة الامريكية. و يستعد المستثمرون ايضاً لفيض من النفط القادم من ايران.

    12
    تشبع العالم بالنفط الخام و المخاوف بشأن طلب الاسواق الناشئة قد ادى الى انخفاض في اسعار النفط بنسبة 15% عام 2016 وذلك بعد الانهيار في العام السابق بنسبة 30%.

    هبوط اسعار النفط يقلق الاسواق العالمية ، بينما ناضلت الدول والشركات المنتجة للطاقة لخفض التكاليف في خضم تراجع الايرادات. فقد تراجعت اسهم شركات الطاقة يوم الاثنين ، مما جعل المحافظة على المؤشرات الامريكية الواسعة امراً مستبعداً.

    ما زالت عملية انتاج النفط تفوق الطلب عليه، على الرغم من ان منتجي النفط قد خفضوا بالفعل انفاق المليارات من الدولارات لا سيما ان عمليات الحفر الجديدة قد تم تقليلها. يوم الاثنين، هبط سعر النفط الخام لشهر شباط بمقدار ($ 1.75) او (%5.3) ليصل سعر البرميل الى ($31.41) في بورصة نيويورك التجارية. كما انخفض سعر اسهم خام برنت ، وهو المؤشر النفطي العالمي ، بمقدار ($2) او (%6) ، ليصل سعر البرميل الى ($31.55) في العقود الاوروبية الآجله، وهو أدنى مستوى له منذ نيسان عام 2004.

    في الوقت نفسه ، فان المحللين في وول ستريت يعدلون توقعاتهم حول انخفاض اسعار النفط ليواكب التداول المتدني وباستمرار في السوق. ويقول الخبراء ان هناك فرصة جيدة لانخفاض سعر النفط دون ($30) للبرميل، بينما يستمر المخزون العالمي بالارتفاع وارتفاع قيمة الدولار فان ذلك يزيد الضغط على السلع. فارتفاع قيمة الدولار عادة ما يضعف قيمة السلع مثل النفط مما يجعل السلع المسعرة بالدولار اكثر تكلفة من العملات الاخرى.

    كما صرح سكوت شيلتون، الوسيط في  شركة أيكاب (ICAP)  “في هذه اللحظة ، انا لا ارى الحافز الذي سيمنعنا من السقوط” واضاف قائلاً “ان البورصة تبحث عن علامة واضحة للطلب اوعلامة واضحة لانخفاض العرض وأننا سنستمر بالسقوط الى ان نرى تلك العلامة”.

    يتمتع السائقي في الولايات المتحدة الامريكية بمنافع انخفاض اسعار النفط ، فهم يدفعون ارخص سعر للمحروقات منذ سنوات، اذ ان اسعار المحروقات في محطات البنزين بلغ متوسطها ($1.965) يوم الاثنين، وذلك وفقاً لنادي السيارات جنوب كاليفورنيا (Auto Club AAA).

    من المتوقع ان يحصل افراط في امدادات سوق النفط الخام في اقرب وقت من هذا الشهر إذا ما رفعت العقوبات على ايران، و السماح لها بزيادة صادراتها من النفط الخام.

    في الاشهر القليلة الماضية انخفض الانتاج الامريكي للنفط، ولكن هذا الانخفاض كان ابطأ بكثير مما توقعه العديد من المستثمرين. فقد خفضت الشركات الامريكية التكاليف وأصبحت اكثر كفاءة مما مضى، وان انخفاض انتاج النفط الصخري يقابله زيادة في انتاج النفط والغاز في خليج المكسيك. وفي يوم الاثنين ، صرّحت ادارة معلومات الطاقة الامريكية انها تتوقع ان انتاج النفط الصخري في المناطق السبع الكبرى سيتراجع بمقدار 116,000 برميل يوميا ، بما يعادل 2.3% و ذلك في شهري كانون الثاني و شباط ، و سيكون ذلك أكبر انخفاض شهري منذ كانون الثاني لعام 2015.

    وفقاً لبيانات تقييم التأثير البيئي (EIA) فان المخزون الامريكية من النفط الخام في شهر نيسان يقترب الى اعلى مستوى منذ ثمانية عقود، وان المخزونات النفطية عادة ما ترتفع في شهري كانون الثاني و شباط و ذلك لان شركات تكرير النفط تشتري النفط الخام بشكل اقل اثناء اجراءات الاصلاح الموسمي. ويحذر بعض المحللين أن مخزونات النفط الخام قد تتجاوز مساحة التخزين المتوفرة، مما سيجبر المشترين على تخزين النفط في السفن او التوقف عن الشراء تماما ، الامرالذي سيؤدي الى انخفاض اسعار النفط بشكل اكبر.

    وقال بيل اوجريدي كبير الاستراتيجيين في السوق لدى شركة Confluence Investment Management ، التي تشرف على 3.75 بليون دولار ” انني و بصراحة أشعر بالقلق” مضيفا ” اننا نتجه الى فترة ضعف موسمي لهذا العام (للطلب على النفط) ” . وقال اوجريدي ان شركة (Confluence Investment Management) قد استثمرت بمبالغ اقل في الطاقة مما اوصت به مؤشراتها في البورصة.

    ومن جهته ، كتب مورغان ستانلي في مذكرة له يوم الاثنين يقول فيها اذا ما استمرت قيمة الدولار بالتزايد ، فان اسعار النفط قد تتراجع من 10% الى 25%. و قال محللون بنكيون “من وجهة نظرنا، ان زيادة العرض قد تدفع اسعارالنفط الى ما دون 60$ ، ولكن الفرق بين 35$ نفط و 55$ نفط هو قيمة (الدولار) بشكل اساسي.” وقام كل من بنك ميريل لينش الامريكي وبنك سوسيتيه جنرال وبنك باركليز والبنك الألماني ومجموعة ماكواري المحدوده ، بتخفيض توقعاتهم لأسعار النفط في الأسبوع الماضي.

    في الربيع الماضي اشترت ادارة ثروة غرينيتش ،التي تدير 1.5$ مليار، اسهم صندوق النقد المتداول التي تتابع مخزونات النفط. وقال كبير مسؤولي الاستثمار في إدارة المال في الشركة فاهان غان غيجيان ” ان انخفاض سعر النفط الى ما دون 30$ يجعلني اخذ بعين الاعتبار وبشكل جدي اضافة تلك المواقف لقد تراجعنا بما فيه الكفاية ، وهو ما سبب الالم للعديد من المنتجين، الذين سيتوصلون الى نتيجة تبين انه من مصلحتهم ان يقلصوا عملية الانتاج ” .

    ويقول مستثمرون اخرون ان عملية تقليص الانتاج لن يحصل قريباً، وقد زادت المملكة العربية السعودية  وروسيا وغيرها من الدول إنتاجها في عام 2015 لأنها تتنافس على حصة في السوق لتحقيق أقصى قدر من الأرباح وسط انخفاض في الأسعار. وقد آثرت منظمة اوبك على عدم تقليص عملية الانتاج. وقال محللون ان الخلاف داخل المنظمة سيجعل من غير المرجح ان تغير منظمة اوبك موقفها هذا العام.

    قال دانيلو اونورينو ، مدير محفظة شركة دوغمو كابيتال في سويسرا الذي يدير استثمارات الطاقة : “في اللحظة التي سيخفض فيها المنتجين غير الامريكيين من انتاجهم للنفط فان احد المنتجين في الولايات المتحدة سيغطي هذا التخفيض، لذا فهو عمل في غاية الغباء”. وقد استثمر اونورينو في شركات النقل و مصانع تكرير النفط و راهن ضد اسهم منتجي النفط.


    المصدر:

    http://www.wsj.com/articles/oil-prices-tumble-weighed-by-china-worries-1452481849