سام جونز في لندن، واريكا سولومون في سنجار

يقف مقاتلي البيشمركة الكردية العراقية لاخذ صورة بجانب سيارة عسكرية تحمل العلم الكردي بعد أن استعادوا السيطرة على عدة قرى من داعش في منطقة داقوق جنوب مدينة كركوك يوم 11 ايول عام 2015. قال ضابط عراقي بان العملية بدأت في الصباح بدعم من طائرات التحالف الدولية، ونجحت في استعادة السيطرة على عشر قرى من داعش.

بينما كان اللواء عيزا جاوير، قائد الفرقة الرابعة في قوات البيشمركة الكردية، يحدق على سهل منبسط من موقعه على التلال المطلة على الحدود العراقية السورية، قال انه بامكانه أن يرى خطوط الإمداد التي تبعد اقل من 3 كم. لقد كان من السهل ضرب هذه الخطوط، ولكن ايدي اللواء مربوطة. يقول “لقد تحدثت مع الفريق الاميركي، والفريق البريطاني، والفريق الفرنسي، انهم يرونه كل يوم، كما يمكنهم ان يروه بطائراتهم بشكل واضح جدا. لماذا لا يفعلون أي شيء؟ قال أنا لا أعرف “.

Screen-Shot-2015-09-23-at-8.44.16-PM

ان الجيش الذي يخوض المعركة العسكرية ضد داعش في مأزق الان، تتزايد الانتقادات من قبل ائتلاف ال 60 دولة لمكافحة داعش لاستراتيجية واشنطن لهزيمة الجهاديين باعتبارها فاشلة. قال ثلاثة مسؤولين كبار في الاستخبارات لصحيفة فاينانشال تايمز بانه يجري الاستماع إلى جوقة المعارضة خارج الأوساط العسكرية، وخاصة مع بدأ أجهزة استخبارات الحلف الأطلسي في الأسابيع الأخيرة بتغيير تقييمها لمرونة داعش وضخامة الحرب ضده.

مع سنة واحدة من اعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما حملة “تفكيك وتدمير” داعش، ان دلائل قصور الجهود واضحه بما فيه الكفاية، فقد قلصت الضربات الجوية ال 6.800 من حجم الخلافة المعلنة بنسبة 25 في المائة، وفقاً لوزارة الدفاع ، ولكن كل هذه الضربات تحدث في مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة وغير مهمة من الناحية الاستراتيجية.

طغى على النجاحات المتحققه، مثل الاستيلاء على تكريت، الخسائر، بما في ذلك سقوط الرمادي. تم تدمير حوالي 400 سيارة ودبابة لداعش، ولكن التنظيم قد استولى على أكثر من 2000 عجلة، إذا لم يكن الرقم اكبر من ذلك كما يقدر المحللون. في سوريا، كشف الجنرال لويد أوستن، قائد القيادة المركزية الأمريكية، يوم الاربعاء بان برنامج تدريب المتمردين المعتدلين خرج نحو 50 شخص، “أربع أو خمس” منهم فقط كانوا يقاتلون. تقدم الولايات المتحدة دائماً حربها كحملة تدوم “عدة سنوات”، لكن المسؤولين يقولون بان هذه العبارة تغطي على نقص خطير في التوقيت.

قال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى داخل الائتلاف بانهم كانوا يتوقعون بأن “تعاني داعش من مشاكل خطيرة” الآن. ويصنف مسؤول عسكري أمريكي كبير التقدم بأنه “بطيئ جدا”. في بعض المجالات الرئيسية، كلاهما اعترف، بان هناك فشل تام.  تقول هارلين جامبير، وهي محللة في مجال مكافحة الإرهاب في معهد دراسات الحرب “أود أن أقول باننا ننظر الى 5 أو 10 سنوات كفترة زمنية” ، “في سوريا، ان الوضع في جمود، والمسرح العراقي يتحرك ببطء لا يصدق. . . قد يكون هذا هو النهج الصحيح من حيث المبدأ، ولكن خلال هذا الوقت، يقوم داعش بتكييف نفسه “.

تقول السيدة جامبير ” داعش لا تزال منظمة قادرة عسكرياً، وبامكانها أن تنسق تدريجيا حملات متطورة وتوسع نطاقها لتعمل استراتيجيتها على الصعيد الإقليمي”. أن هذه القدرات التي يمتلكها التنظيم، وتردد واشنطن، تسلب الراحة من اعين جيران داعش. تفكر الأردن جدياً بالتدخل. مردداً مخاوف البيشمركة، يصف ضابط عسكري أردني رفيع المستوى رؤية قوافل داعش والتشكيلات العسكرية التي تعبر بين العراق وجنوب سوريا على أساس يومي تقريبا ، يقول “لكننا لا نستطيع ضربهم”.

انشأت عمان خططاً لبناء منطقة آمنة في جنوب سوريا هذا الصيف. تهدف الأردن لمنع تقدم داعش من جنوب تدمر والمساعدة في تأمين المعابر الحدودية الشمالية الشرقية للعراق. حتى أنها اقترحت إنشاء قاعدة متقدمة في عمق الصحراء لمحاربة الخلافة بشكل مباشر، الا ان البيت الأبيض رفض دعم ذلك. تصرف الآخرين بالفعل. تمت الموافقة على المنطقة الآمنة الجديدة لتركيا في شمال سوريا على مضض من قبل الولايات المتحدة مقابل استخدام القاعدة الجوية في انجرليك. ما زالت واشنطن تخشى من اندلاع اشتباكات بين تركيا والقوات المؤيدة للأسد والقوات الكردية.

دفع تحرك روسيا هذا الشهر من خلال إرسال كميات كبيرة من المواد العسكرية والأفراد لتحصين اللاذقية، شمال قاعدتها البحرية في طرطوس، في الوقت نفسه الى حدوث موجة من القلق في واشنطن. ان أي تحرك للمساعدة في ترسيخ النظام في دمشق سيعزز من قضية داعش فقط، كما يعتقد دبلوماسيون أوروبيون وامريكيون. الا ان حذر التحالف، رغم ذلك، ليس من دون سبب.

اولا، ان واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون قلقون من أن يشار اليهم من قبل المدنيين في سوريا والعراق باعتبارهم معتدين أجانب، اذ انهم يؤمنون بان كسب تأييد السكان المحليين هو شرط أساسي لتحقيق النجاح المطلق. ثانيا، بغض النظر عن ما سيحققه التصعيد العسكري الفوري، ليس هناك حتى الآن خطة عسكرية مقنعة على المدى الطويل.

يشير حيدر الخوئي، زميل مشارك في تشاتام هاوس “حسب التصميم الاستراتيجي العسكري الحالي، ستكون الخطة ناجحة جدا” ، ” ان هذه الخطة تهدف الى وقف قوة اندفاع داعش إلى الأمام وليس شيء أكثر من ذلك”. “لقد عمل العراقيون بشكل جيد جداً في نحت التضاريس ورسم خطوط الدفاع، ولكنهم غير قادرين قطعا على المضي قدما حتى الان. لا توجد خطة لتحرير الفلوجة أو الموصل”. ثالثا، والأهم من ذلك، هو قلق واشنطن من أن دحر داعش سيؤدي الى عدم الاستقرار بدلاً من محاربته. بدون وجود قوى معتدلة على الأرض، يمكن للفراغ الإقليمي الذي سيتركة داعش ان يقود الى المزيد من العنف الطائفي. قد تفقد داعش الأرض، ولكن جذورهم في السكان المحليين قد تتعمق فقط.

يقول أفضال أشرف، زميل استشاري في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ” قبل أي شيء نحن بحاجة إلى حل سياسي” واضاف ” لكن هذا يحتاج إلى اتفاق دولي، ويحتاج الائتلاف الى الاتفاق على تحديد أولويات التعامل مع داعش أو الأسد.”

المصدر :

http://www.ft.com/intl/cms/s/0/e90b1f48-5dd2-11e5-a28b-50226830d644.html#axzz3lzrfROox