رونالد بورسر، الحاصل على درجة الدكتوراه، أستاذ متميز في إدارة الأعمال بجامعة ولاية سان فرانسيسكو، ومحاضر أول في كلية دارما في بيركلي، كاليفورنيا.
كنتُ أعتقد في السابق أن الضجّة المحيطة بالذكاء الاصطناعي ليست سوى مبالغة إعلامية عابرة. وكنتُ متشككاً عند ظهور ChatGPT للمرة الأولى؛ فالهوس الإعلامي والتصريحات المتحمّسة عن بداية عصر جديد بدت لي مألوفة. افترضتُ أن هذه الموجة ستخبو، شأنها شأن كل موضة تقنية سبقتها.
كنتُ مخطئاً، ولكن ليس بالطريقة التي قد تظنها.
جاء الذعر أولاً. فقد امتلأت اجتماعات الهيئات التدريسية بالقلق: «كيف سنكشف الانتحال الآن؟» «هل هذه نهاية المقال الجامعي؟» «هل ينبغي أن نعود إلى دفاتر الامتحانات الزرقاء والاختبارات المراقَبة؟» وفجأة تصرّف زملائي في كلية إدارة الأعمال كما لو أن الغش قد اختُرع لتوّه.
ثم، وبسرعة شبه فورية، تحوّل عصر تشابك الأيدي قلقاً إلى فركها ترقّباً. فالأساتذة أنفسهم الذين كانوا يتنبؤون بالهلاك الأكاديمي صاروا، بحماسة طفولية، يعيدون تسويق أنفسهم بوصفهم «معلّمين جاهزين للذكاء الاصطناعي». وفي أرجاء الحرم الجامعي، ظهرت ورش عمل بعناوين مثل «بناء مهارات ومعارف الذكاء الاصطناعي في الصف الدراسي» و«أساسيات الثقافة في الذكاء الاصطناعي» كما يظهر الفطر بعد المطر. وحلّ تقبّلٌ استسلامي محلّ الذعر الأولي من الانتحال: «إذا لم تستطع هزيمتهم، فانضم إليهم».
لم يكن هذا التحوّل المفاجئ مقتصراً على حرمي الجامعي. فقد مضى نظام جامعة ولاية كاليفورنيا (CSU) – أكبر نظام جامعي حكومي في الولايات المتحدة، ويضم 23 حرماً جامعياً ونحو نصف مليون طالب – قدماً بكل ثقله، معلناً عن شراكة بقيمة 17 مليون دولار مع OpenAI. وكان من المقرّر أن تصبح جامعة ولاية كاليفورنيا (CSU) أول نظام جامعي «مُمكَّن بالذكاء الاصطناعي» في البلاد، مقدّمةً خدمة ChatGPT Edu مجاناً – وهي نسخة تحمل هوية الحرم الجامعي ومصمّمة للمؤسسات التعليمية – لكل طالب وموظف. وقد فاض البيان الصحفي بعبارات من قبيل «أدوات تعلّم مُخصَّصة ومُوجَّهة نحو المستقبل» والاستعداد لاقتصاد «تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي».




