عماد صلاح الشيخ داود – أستاذ السياسات العامة / كلية العلوم السياسية –جامعة النهرين

تمهيد:

بتاريخ 14/ 5 / 2023 جرت في آن واحد الانتخابات التركية بنسبة مشاركة جماهيرية تقترب من (89%)، لإشغال مقاعد الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا (السلطة التشريعية) حصل فيها تحالف الجمهور الحاكم على (312) مقعداً من بينها (266) لحزب العدالة والتنمية مقابل (213) مقعداً لتحالف الأمة المعارض بعد فرز كامل الأصوات.

 وكذلك لاختيار رئيس الجمهورية الذي يتولى (السلطة التنفيذية) حصل فيها المرشح الرئاسي رجب طيب أردوغان على (49,51%)، مقابل (44,88%) للمرشح الرئاسي كليجدار أوغلو.

وخلال مدة الحملة التي سبقت يوم الصمت الانتخابي تباينت التصريحات والوعود إلى الشعب التركي، فحملة أردوغان ركزت على التنمية، ومئوية الدولة التركية، وأستخراج الغاز لأول مرة، والتمسك بالمبادىء الأخلاقية والدين الإسلامي، والوحدة التركية، إضافة إلى أهمية الاغاثة الإنسانية أثناء الكوارث والحروب. أما حملة كليجدار أوغلو فركزت على خطاب شعبوي مفاده تسويق الحملة من خلال جراحات ضحايا الكوارث، ومعاداة اللاجئين والسعي لطردهم خارج الأراضي التركية، وعدم الحيادية إزاء الحرب (الروسية –الأوكرانية)، وإعادة النفوذ إلى الناتو (أي بمعنى آخر النفوذ الأميركي في تركيا)، إضافة إلى الخطب النارية التي أسهمت في فقدانه لفرصة ذهبية لعودة حزب الشعب الجمهوري إلى صدارة المشهد السياسي التركي وحكم البلاد من جديد.

تحالف الطاولة السداسية / خلافات وهشاشة

  خلال شهر كانون الثاني / يناير 2023 أعلن التحالف السداسي عن خطته لإدارة تركيا في حال فوزه في انتخابات أيار 2023 التي تناولت الصُعد السياسية والاقتصادية والقضائية والسياسة الخارجية. وهي وعود عامة كما وصفتها الدوائر المعنية بالانتخابات عدا نقطة واحدة تتحدث عن الانتقال بالنظام السياسي الرئاسي السائد إلى النظام البرلماني المعمول به سابقاً في البلاد .الذي كان محور اهتمام أطراف التحالف المؤلف من أيديولوجيات متباينة، ما بين العلمانية الأتاتوركية والقومية (والتيار اليميني المحافظ الذي يشارك حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (العدالة والتنمية) خطوطه الفكرية الرئيسة)، والأطراف الستة هي:

حزب الشعب الجمهوري / بزعامة كليجدار أوغلو.

الحزب الجيد / بزعامة ميرال أكشينار / (منشق عن حزب الحركة القومية)

حزب السعادة / بزعامة تمل كرم الله أوغلو / (توجه إسلامي).

حزب المستقبل / بزعامة أحمد داود أوغلو / (توجه إسلامي منشق عن العدالة والتنمية).

حزب الديمقراطية والتقدم (ديفا)/ بزعامة علي باباجان/ (توجه إسلامي منشق عن العدالة والتنمية).

حزب الديمقراطي / بزعامة غول تكين أويصال.

 بالإضافة إلى إعلان حزب الشعوب الديمقراطي المناصر لقضايا الأكراد، دعماً ضمنياً لمرشح تحالف المعارضة أمام الرئيس رجب طيب أردوغان.

وعلى الرغم من الحماسة التي كانت طاغية في التصريحات لإقامة التحالف المذكور إلا أن اجتماعه الأول خلال شباط 2022، أسفر عن خلافات بين الأعضاء جعلت مخرجاته تقتصر على عنوان عريض حسب وتأجيل صياغة النص الكامل للاتفاق الذي توصل إليه المشاركون إلى (28) من الشهر نفسه، مما جعل احتمال تحول محادثات «الطاولة السداسية» إلى تحالف يتجسد على أرض الواقع أمراً مستبعداً، كما شكلت مسألة التوافق على مرشح مشترك لطاولة الستة لمواجهة أردوغان في انتخابات 2023 الرئاسية موضع جدل في معظم الوقت، إذ أعلن أغلب قادة الأحزاب المعارضة احتمال ترشحه، وحسم التحالف المعارض الموقف في 23 أغسطس/آب 2022 عندما أعلن في بيان أنهم سيواصلون العمل بشكل مشترك قبل وخلال وبعد الانتخابات، مشددين على أن «مرشحهم المشترك» سيكون الرئيس ال(ـ13) لتركيا لكن من دون الإفصاح عن اسم المرشح.

لقراءة المزيد اضغط هنا