وفاء فوزي- باحثة
المقدمة:
تُشير التجارة الرقمية إلى تبادل السلع والخدمات والمعلومات التي تتم عبر الشبكات الرقمية، وهي تشمل العديد من الأنشطة عبر الإنترنت بما في ذلك الشراء وبيع السلع والخدمات، ويمكن أن يشمل ذلك المنتجات المادية مثل الملابس أو الأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى المنتجات الرقمية مثل البرامج أو الموسيقى، وتتم المعاملات عبر المنصات الإلكترونية أو تطبيقات الهاتف المحمول، التي غالباً ما توفر قوائم تصفح للمستهلكين قبل إضافة المنتجات المختارة إلى «عربات التسوق الإلكتروني» بمجرد أن يصبح المستهلكون جاهزين سيواصلون الدفع الآمن الذي أصبح ممكناً من خلال بوابات الدفع الإلكتروني.
في الماضي كانت التجارة الرقمية محدودة نسبيا؛ بسبب القيود التكنولوجية والوصول المحدود إلى الإنترنت ومنصات التجارة الإلكترونية الناشئة، ومع التقدم الحاصل في تكنولوجيا المعلومات وزيادة انتشار الإنترنت وتحسين البنية التحتية الرقمية تغيّر الوضع بشكل كبير، وحدث توسّع ملحوظ في التجارة الرقمية بعد التقدم التكنولوجي الذي شهدته شبكات البنية التحتية للبيانات، جنباً إلى جنب مع زيادة اتصال الاستخدام العالمي الواسع النطاق للأجهزة الخلوية في جميع أنحاء العالم، وتمكنهم من الارتباط أو التواصل بسلاسة مع بقاع الدنيا ومختلف المواقع، مما يسهل التداول بطرق متنوعة لجميع الأطراف المعنية.
وقد مكّن ذلك الشركات من الوصول إلى قاعدة عملاء عالمية ومستهلكين قادرين على الوصول إلى مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات من أي مكان وفي أي وقت، وأحدث نمو منصات التجارة الرقمية ثورة في التجارة التقليدية وفتح آفاقاً جديدة للتجارة الرقمية، وبرزت التجارة الرقمية كقوة قادرة على تغيير مسارات الأعمال التقليدية، مما أتاح إمكانية واسعة في استراتيجيات التجارة الرقمية.
ولقد مكّن إدخال الأسواق الواسعة عبر الإنترنت من قبل رموز الصناعة مثل (amazon ,Alibaba , eBay) ـ والتي تعدُّ الشركات الكبرى في التجارة الرقمية من الوصول إلى فرص المبيعات العالمية عبر منافذ متنوعة تولد إمكانات هائلة لنمو الدخل على مستوى العالم، والذي يضمن الابتكار مما يتيح للعملاء مزيداً من اليقين بالاستثمار بشكل أكبر، إذ سهّلت هذه الشركات المعاملات الآمنة وقدمت الدعم اللوجستي وعززت ثقة المستهلك بالبضائع، وبالتالي أدت إلى التوسّع في مجال التجارة الرقمية، فضلاً عن ذلك لعب تطوير الخدمات الرقمية دوراً مهماً في نمو هذه التجارة، إذ شملت الخدمات الرقمية مجموعة واسعة من القطّاعات، مثل البرامج والحوسبة السحابية والإعلان عبر الإنترنت ووسائط البحث ومنصات العمل عن بعد، لذلك هذه الخدمات ذات أهمية متزايدة للشركات والأفراد بما مكن الطرفين من الوصول إلى الخدمات أو تقديمها على مستوى العالم، أما فيما يخص تدفق البيانات عبر الحدود، فإنه أصبح جانباً أساسياً من جوانب التجارة الرقمية؛ لأن الشركات أصبحت تعتمد الآن على البيانات لتحسين منتجاتها وتخصيص تجارب العملاء واتخاذ قرارات تجارية مستنيرة بُنيت على أساس هذه البيانات مما مكنها من العمل على نطاق عالمي وعزز الابتكار والنمو الاقتصادي.

لقراءة المزيد اضغط هنا