موقع «فرارو» باللغة الفارسية

يجب الالتفات قبل أي شيء أنَّ عراق 2023 ليس عراق 2014 حينما كان يقارع داعش الإرهابي، فالعراق الجديد في طريقه للعودة إلى دوره الريادي التاريخي في المنطقة والخارطة الجيوسياسية، وإن لم يكن مسير الممر العربي أهم لهم فإنَّه لا يقل أهمية عن العلاقة مع إيران.

ومن هنا ممكن تقييم استخدام كلمة الخليج العربي ميدانياً والتأمل بها، كظاهرة غير عجيبة وغير صحيحة أيضاً، وقد أثارت بطولة الخليج العربي (25) -كما يحلو للبلدان العربية تسميتها- جدلاً واسعاً وردوداً كثيرة داخل الأوساط الإيرانية، لا سيَّما بعد استخدام تلك المفردة من قبل شخصيات بارزة كرئيس الوزراء «محمَّد شياع السوداني»، وزعيم التيار الصدري السيد «مقتدى الصدر»، وقد حمل هذا الملف في طياته اهتماماً واسعاً، خصوصاً بعد أن سُئِلَ السوداني في زيارته الأخيرة إلى ألمانيا من قبل قناة «دوريجه وله كه» عمَّا إذا كان الخليج عربياً أم فارسياً، إذ أجاب: «إنَّ دول الخليج العربي واقع حال، ولا نريد الخوض بهذه التفاصيل، حيث يسعى بعضهم إلى تعكير صفو الأجواء، وتأزيم المواقف».

ووَفْق وكالة «فرارو» أنَّه فضلاً عن الإشكالية المفتعلة من السوداني والصدر هناك طوابع بريدية انتشرت مؤخراً في العراق تحمل اسم «الخليج العربي»؛ ممَّا أثار حفيظة الشارع الإيراني في الداخل.

أُقيمت بطولة كأس الخليج في الشهر الماضي في العراق والبصرة تحديداً، بحضور (8) فرق، وهي كل من البلد المضيف، والسعودية، والإمارات، والبحرين، والكويت، وقطر، واليمن، وسلطنة عمان، إذ تمخَّض عنه توجيه الإهانة من الاتحاد العراقي لكرة القدم وحكومته وبمباركة السعودية والفيفا، وكذلك مسؤول الاتحاد الخليجي استخدم كلمة «الخليج العربي»، والأهم من ذلك مفكرة الفيفا الخاصة أيضاً ذكرت «الخليج العربي»، فضلاً عن رئيس إمبراطورية كرة القدم السيد «إنفانتينو» حذا حذوهم أيضاً، الشيء الذي جوبه برفض شعبي واستياء شديدين.

ومع اعتراض الجانب الإيراني لم يبدِ العراق أي استعداد لتقديم أي اعتذار إلى الآن، وفي مثل تلك المواقف ممكن أن يتصوَّر أنَّ العراق عازم على إستراتيجية جديدة تحمل طابع الابتعاد عن الحضن الإيراني، بل يذهب بعض المراقبون إلى طابع الخيانة بإيران، عادِّين ما حصل هو علامة لتدهور العلاقات، وتوجه العراق نحو الدائرة المعادية لإيران والتابعة لدول مجلس التعاون الخليجي.

وأمَّا خلاف للاستدلالات التي سلفت فإنَّها لم تكن خاطئة فقط، بل كانت ناتجة من أخطاء رئيسة في السياسة الخارجية، ومن نوع رؤية الفكر الإيراني عموماً للعلاقات الإيرانية العراقية، وإنَّ القضية الأخيرة لم تكن شيئاً عجيباً، بل معطوفة على سوابق تاريخية، والتي لا يمكن فهمها إلا في سياق الحقائق الجديدة للسياسة والحكم في العراق، ولإثبات هذه النظرية يمكن التطرق لثلاثة أخطاء إستراتيجية بالنظر إلى البنية السياسية، والاجتماعية العراقية في مستوى المحافل السياسية العامة.

لقراءة المزيد اضغط هنا