المقدمة
تحكي البصمات الإلكترونية من قبيل الإعجاب والتغريدات ومشاركة المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي واقعَ أصحابها بصدق، إذ تبيِّن رسائل الإعجاب وإعادة التغريد توجهاتِ أصحابها وقيمهم ومتبنياتهم.
كما يكن للأشخاص الذين يعيدون تغريداتك أن يُعيدوا تغريدات شخصيات أخرى، وكلَّما زادت هذه العملية سيكون من المحتمل جداً استنتاج وجود التناغم الفكري بينهما؛ لأنَّ تغريداتك نُشِرَت وأُعِيدَت من أشخاصٍ كُثُر بصورة مشتركة.
ممَّا يعني إذا قمنا برسم بياني يُتعرَّف بموجبه على علاقات جميع مُعيدي تغريدات المستخدمين الذين قاموا بالتغريد حول موضوع معيَّن، فربَّما نكون قادرين على فهم مدى قرب مسافة الفكر وبعدها لكلِّ مستخدم من هؤلاء المستخدمين لبعضهم بعضاً.
وعليه، ممكن القول إنَّ بيانات “تويتر” أداة مناسبة لرصد السلوكيات السياسية والاجتماعية للفرد وتحليلها، ولهذا رُصِدَت ردود أفعال ناشطي “تويتر” حول موضوع الضربات الأخيرة للحرس الثوري الإيراني لمواقع إسرائيلية في مدينة أربيل في كردستان العراق.
ما الحكاية؟!
في منتصف إحدى ليالي مارس الماضي دكَّت قوات الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ مركزاً بمدينة أربيل -مركز إقليم كردستان في شمال العراق-، قيل إنَّه وكر تجسُّس إسرائيلي، الشيء الذي قُوبِل بردٍّ رسمي من الجانب العراقي، كما أعلنتِ العلاقات العامة للحرس الثوري في بيان أنَّ الهجوم الصاروخي كان رداً على الجرائم الإسرائيلية ومؤامراتها في أربيل، إلا أنَّ سلطات إقليم كردستان العراق نفت وجود أي مركز إسرائيلي في الإقليم، ومع أنَّ الضربات كانت بالقرب من القنصلية الأميركية إلا أنَّ الأخيرة نفت أن تكون القنصلية هي المستهدفة.
وقد استدعتِ الضربة انتباه وتفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي وتفاعلهم ليومٍ واحد، وخصوصاً منصَّة “تويتر” الفارسي في إيران.
ما مؤشِّرات “تويتر” حول الهجوم؟
وللتعرُّف على مواقف المجاميع السياسية ومدى حساسيتها إزاء هذا الحدث، جُمِعَت كلُّ التغريدات التي نُشِرَت بعد يومٍ واحد من الهجوم الصاروخي الإيراني.
بعد جمع التغريدات بواسطة أدوات خاصة، أُنْشِئت شبكة إعادة التغريدات المعنية بهذا الموضوع، وقد اسْتُخْدِمتِ الأدوات المتطورة باستخدام لغة (Python) وبرمجة تطبيقات ((Twitter API، بعد ذلك، حُلِّلَ الرسم البياني ونُظِّمَ بالاعتماد على برمجيات (Gephi).
التحليل الشبكي
يمثِّل الرسم البياني لإعادة النشر مجموعة عُقَدٍ هي كل ارتباط بين مستخدم واحد لمنصَّة «تويتر» مع نظيره،  ووجود سهم ممتد من ـأـ إلى ـ ب ـ يعني أنَّ الشخص أ أعاد تغريدة الشخص ب، ويشير وزن الخط الممتد من أ إلى ب إلى عدد التغريدات المعادة من أ إلى ب، ونظراً للقيود الحاصلة في منصَّة «تويتر»، يُؤْخَذ آخر (100) عينة كحد أقصى، فيما تُسْتَثنى التغريدات التي لم تكن متوفرة في وقت جمع البيانات لأي سبب من الأسباب من التدقيق، وقدِ اسْتُخْدِمَ مقياس المركزية باللون الملتوي من أجل معرفة أهمية العقدة، إذ يتناسب حجم العقدة وحجم اللاصق لها مع مركز العقدة الملتوي الملوَّن.
تعكسُ الألوان المختلفة صورة المجموعات المختلفة من روَّاد «تويتر» أو الذين يعيدون التغريدة، وتُوضعُ التغريدات المعاد نشرها لكل مستخدم بالقرب من المستخدم نفسه، لذا فإنَّ التقارب بين المجموعات المختلفة من المستخدمين يعني أنَّهم أعادوا نشر تغريدات الأشخاص أنفسهم، أو أنَّ تغريداتهم أُعيدت من قبل المتابعين أنفسهم.

لقراءة المزيد اضغط هنا