أنشو سيريبورابو/   كاتب، ومحرِّر اقتصادي في مجلس العلاقات الخارجية
لطالما انتقد القادة الغربيون قدرة أوبك على رفع أسعار النفط، وتستمر أوبك بالتأثير على السوق العالمية حتى مع ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي، ودخول الطاقات البديلة الى الحلبة.
ملخص
منظمة البلدان المصدِّرة للنفط (أوبك) هي مجموعة من البلدان الغنية بالنفط التي تسيطر مجتمعة على ما يقرب من 40% من إمدادات النفط العالمية. وتسبَّبت حرب روسيا على أوكرانيا في ارتفاع أسعار النفط العالمية، ممَّا أعطى أوبك المزيد من القوة. ومع تحوِّل العالم بعيداً عن الوقود الأحفوري، يمكن أن تتضاءل قوة أوبك.
منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عبارة عن كتلة من ثلاث عشرة دولة غنية بالنفط، تمتدُّ عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. تسيطر المجموعة على ما يقرب من 40% من إنتاج النفط العالمي. سمح هذا الوضع المهيمن في السوق في بعض الأحيان لأوبك بالعمل كاتحاد احتكاري، وتنسيق مستويات الإنتاج بين الأعضاء للتلاعب بأسعار النفط العالمية. نتيجة لذلك، انتقد رؤساء الولايات المتحدة من «جيرالد فورد» إلى «دونالد ترامب» سوق النفط الاحتكاري بوصفه تهديداً للاقتصاد الأمريكي.
برزت عديد من التحديات لنفوذ أوبك -في السنوات الأخيرة- بما في ذلك الانقسامات داخل أعضائها، وظهور الولايات المتحدة بوصفها مصدراً رئيساً للنفط، والتحوُّل العالمي إلى مصادر طاقة أنظف. تكيَّفت الكتلة عن طريق تشكيل ما يسمَّى بتحالف «أوبك+» مع روسيا ودول أخرى، لكن الاضطرابات الناجمة عن جائحة COVID-19- قوَّضت تلك الجهود. أعادت حرب روسيا على أوكرانيا في عام 2022، والارتفاع الناتج عن ذلك في أسعار النفط العالمية تركيز الانتباه على أوبك.
ولادة أوبك
أُسِّست منظمة أوبك في عام 1960 من قبل (إيران، والعراق، والكويت، والمملكة العربية السعودية، وفنزويلا «التي توسعت وتقلَّصت عضويتها على مر السنين»). سعى الخمسة الأصليون إلى بناء جبهة موحدة للرد على تخفيضات أسعار النفط التي فرضتها شركات النفط متعددة الجنسيات التي كانت تسيطر على معظم واردات النفط إلى الدول الغربية، فضلاً عن الحدود القصوى للواردات الحكومية الأمريكية التي أدَّت إلى انخفاض أسعار النفط الأجنبي في الخمسينيات. لم يشرع الأعضاء المؤسِّسون لمنظمة أوبك في التفاوض على الأسعار العالمية المعلنة للنفط فحسب، بل سعوا أيضاً إلى سيطرة أكبر على مواردهم عن طريق تأميم امتيازات شركات النفط الدولية. تمتلك معظم دول أوبك بالوقت الحالي احتياطاتها النفطية بالكامل.
تنسِّق الدول الأعضاء السياسات بشأن أسعار النفط، ومستويات الإنتاج في اجتماعات منتظمة وطارئة في جميع أنحاء العالم، غالباً في مقرِّها في فيينا. وعادة ما يترأس الوفود وزراء النفط من كل دول الأعضاء، والأمين العام المعيَّن من قبل الأعضاء، والمكلَّف بالإدارة اليومية للمنظمة.

لقراءة المزيد اضغط هنا