هادي صفري ـ طالب ماجستير برمجيات بجامعة طهران
يتركُ كلٌّ مِنَّا يومياً بصمةً خاصةً في مواقع التواصل الاجتماعي بأيِّ صورةٍ كانت، إمَّا عبر الضغط على زر الإعجاب وإمَّا عبر الضغط على زر المشاركة للتغريدة وإمَّا بصورٍ أخرى، فالأوقات التي نقضيها في الفضاء الإلكتروني والصفحات التي نزورها سراً، وكل ما نكتبه، ونُعيد نشره هو جزء من البصمة الإلكترونية التي نتركها وراءنا.
تمتلك الشركات مالكة هذه التطبيقات بياناتنا أيضاً، وعنده القدرة على تتبع كل البيانات، وهي التي يمكن أن تعكس المعتقدات والقيم والمتبنيات انعكاساً واضحاً، كما يعتقد بعضهم أنَّ التتبع الإلكتروني يمكن أن يقوم بمعرفتنا أكثر من أنفسنا، والتنبؤ بالخصائص النفسية لكلِّ فردٍ مِنَّا بصورة دقيقة.
التتبع الإلكتروني الذي يلتقط الإعجاب أو إعادة التغريدة أو غيرهما، وكل ما يحكي واقعنا بصدق، والإعجاب من أهم خُطُوات التتبع الإلكتروني، والتي تحكي قيمنا ومتعلقاتنا، فممكن معرفة كل شخص وما يحمله من قيم ومتبنيات وأفكار عن طريق منحه إعجاباً أو تغريدة، أو منح الآخرون له إعجاب أو مشاركة تغريدة، وكما يقول المثل: (الطيور على أشكالِها تقع).
ومن المحتمل أن يكون الأشخاص الذين يُعيدون تغريداتنا السياسية قد يعيدوا تغريدات سياسية لرواد آخرين، وكلما زاد عدد المشاركات في تغريداتنا فيكون من المحتمل اشتراك الأفكار والرؤى مع مشاركي التغريدة، فإذا وُضِعَ رسماً بيانياً يكون بموجبه رسم علاقات معيدي تغريدات المستخدمين الذين قاموا بالتغريد حول موضوع معين، فربما نكون قادرين على معرفة مدى قرب المسافة وبعدها لكلٍّ من هؤلاء المستخدمين لبعضهم بعضاً.
وعليه، يُمكن القول إنَّ معطيات “تويتر” أداة مناسبة؛ لرصد فعل المؤثرين السياسيين والاجتماعيين وتشخيصها وتحليلها فضلًا عن رصد سلوكِهم وتحليله، لذلك يُمكنا الخروج بدراسة حول سلوك المؤثرين السياسيين عن طريق التغريدات التي كتبوها فيما يخصُّ الهجوم الإرهابي الذي حصل في ديالى في شهر آذار.

لقراءة المزيد اضغط هنا