برز الحديث عن المعارضة السياسية منذ الدورة البرلمانية الماضية (2018)، وأعلن فيها تيار الحكمة الوطني بزعامة السيد عمار الحكيم بوصفه أول القوى التي أشارت صراحةً بأنَّها ستختار المعارضة السياسية داخل البرلمان، وروَّجت لبرنامج تعتقد بأنَّه مغاير لبرنامج الحكومة، إلَّا أنَّ ذلك لم يكن واضحاً، ويمكن الإيمان به من قبل جميع الأطراف؛ لأسبابٍ عديدة أهمها، هو جدية الطرف المعارض في اختيار جهة المعارضة؛ خصوصاً وأنَّ خيار المعارضة جاء بعد تشكيل الحكومة، ولم يأتِ قبلها، فضلاً عن عدم وجود آليات منسجمة مع المعارضة السياسية في النظام الديمقراطي مثلاً شبه المنهج بين الكتل الحاكمة والطرف المعارض من ناحية الانسجام مع نظرية التوافق بل والدخول في مباحثات تشكيل الحكومة مع الكتل التي شكلتها، وما الخلاف إلَّا على تفاصيل معينة منها شخصية رئيس الحكومة كما بيَّنوا أكثر من مرة.
 برز في هذه الدورة الانتخابية (انتخابات 2021) عددٌ من النوَّاب المستقلين والكتل الذين أعلنوا صراحة بأنَّهم سوف يتجهون إلى المعارضة، وكان ذلك الإعلان قبل الدخول فعلياً في حوارات تشكيل الحكومة، وتلك بادرة منسجمة مع التكيف الديمقراطي المؤمَّن بأنَّ هنالك منهجاً لإدارة الدولة يقابله منهج معارض، إذ يسعى المنهج المعارض إلى إيجاد ثغرات في السلطة يقوم عن طريقها توجيه النقد لها، محاولاً إثبات بأنَّ منهجه هو الطريق الأنسب لإدارة الحكم.

لقراءة المزيد اضغط هنا