بعد نهاية الحرب الباردة انتشرت الحروب الأهلية بدلاً عن الحروب بين الدول لا يقتصر عمل الجماعات الخارجة عن القانون على شنِّ الهجمات العسكرية والإرهابية، بل تطمح إلى تأسيس دولة في المناطق التي تفرض سيطرتها عليها، وهذه السيطرة بالتحديد لا تتحقَّق من دون تعاون نسبي من السكان المحليين الذي يقطنون هذه المناطق، وهو تعاون إمَّا طوعي إمَّا قسري.
حينما تهزم هذه الجماعات الخارجة عن القانون لا ينبغي محاسبة مقاتلي هذه المجاميع الذي ارتكبوا جرائم عنف، بل يجب أن تشمل المحاسبة القانونية أولئك الذين شغلوا وظائف مدنية في هذه المجاميع، وظائف مثل «الطهاة، وجامعي الضرائب، والمعلمين»، وتكمن خطورة هؤلاء المتعاونين ومطالب ذوي الضحايا بتحقيق العدالة قد تؤدِّي إلى معاقبة جماعية لجميع المتعاونين بغض النظر عن أن كانوا مذنبين حقاً أو أبرياء، وقد تكون عقوبة الحبس الجماعي عقوبة قاسية وترهق كاهل الدولة أيضاً، وتبيَّن في السنوات الأخيرة أنَّه قد يترتب على الحبس الجماعي عواقب وخيمة، منها التطرف والانخراط مجدداً في حياة الإجرام، إذ هنالك العديد من الامثلة على نشوء كثيرٍ من الجماعات الإرهابية داخل السجون، وأغلب قادة (داعش) كانوا قد قضوا مدَّة الحبس في السجون التي تديرها الولايات المتحدة في العراق، وهي سجون وصفت فيما بعد بأنَّها «جامعات جهادية».

لقراءة المزيد اضغط هنا