مع تزايد أعداد المواطنين الذين أخذوا جرعات لقاح وباء كورونا، بدأ العالم، وبشكل يشوبه الحذر، برؤية الضوء في نهاية نفق فيروس كورونا، بيد أن فكرة العودة إلى عالم ما قبل عام 2020 ضئيلة إلى حدٍ ما. يرى معظم الناس أن الوباء مثلَ نقطة تحول حاسمة وجرس إنذار لإعادة البناء بشكل أفضل وعلى جبهات متعددة، مثل تقليص الفرص التي لا تعتمد المساواة مبدأ لها وتحسين الاستدامة لضمان مزيد من المرونة في مواجهة الصدمات المستقبلية، وهذا بلا شك أمرٌ يتطلب التجديد في العديد من المجالات.
في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يمكن للمرأة أن تؤدي دوراً يجلب التغيير. أولاً، لأن النساء يشكلن نسبة كبيرة من المواهب في معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي طاقات لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير. وفقاً لليونسكو، فإن النساء تفوق الرجال عددا في الجامعات ويشكلون ما يصل إلى 57% من جميع خريجي كليات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. يتجاوز هذا المعدل نسبة 35% من النساء اللائي يدرسن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. برغم هذه النسب، فإن واحدة فقط من كل خمس نساء تعمل في المجال الاقتصادي. ثانياً، تُظهر دراسات اجراها صندوق النقد الدولي (IMF) وجود علاقة سببية بين مشاركة المرأة في القوى العاملة والتنوع الاقتصادي للبلد من حيث نطاق وتطور الإنتاج الصناعي والصادرات. ثالثاً، يُقدر أن الناتج المحلي الإجمالي لبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيرتفع بنسبة 30-40% إذا انخرطت النساء بشكل أفضل في النظام الاقتصادي. من شأن الاستفادة المتحققة من إمكانات النمو الكبيرة هذه أن تزيد من مرونة وقدرة الحكومات على مواجهة الصدمات الحالية وأي صدمات مستقبلية.
تظهر مجموعة متزايدة من الأدلة أن حظر التجوال، الذي فرض بعد تفشي وباء كورونا، كان له أثر سيئ على النساء مقارنة بالرجال من منظور اقتصادي. وجد المنتدى الاقتصادي العالمي أن “النساء يشكلن ما نسبته 39% من العمالة العالمية لكنهن يمثلن 54% من إجمالي الأشخاص الذي فقدوا وظائفهم.” في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تأثرت حوالي خمسة ملايين امرأة بطريقة أو بأخرى. أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فكان عدد النساء اللواتي تأثرات أعمالهن ووظائفهن بحدود مليون ونصف امرأة- حوالي ثمانمائة ألف منهن في إيران وسبعمائة ألف في باقي دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويعتبر هذا انخفاضاً حاداً بالمقارنة مع معدلات مشاركة المرأة المنخفضة أصلاً في النظام الاقتصادي في المنطقة قبل تفشي الوباء.

لقراءة المزيد اضغط هنا