بلغة بسيطة في وصف الوضع الحالي للعلاقات الإيرانية العراقية والتحديات والفرص التي تواجه البلدين، يمكن القول إن إيران والعراق لديهما العديد من النقاط الاستراتيجية المشتركة بحيث إذا وصلتا إلى المرحلة الفعلية، فيمكنهما أن يتحولا إلى شريكين استراتيجيين، وفي الوقت عينه يمتلك كلا البلدين أسباباً كثيرة جداً للاختلاف بحيث إن ذلك يمكن أن يؤدي بالبلدين إلى حرب شاملة إذا لم يتم حلحلتها منطقياً على وفق مبادئ سياسية عادلة وطبقا للقانون الدولي آخذاً بنظر الحسبان مشاركة إقليمية شاملة.
ويمكن وصف هذه القواسم المشتركة بين البلدين على سبيل المثال لا الحصر في: الدين، والسياحة الدينية والحدود المشتركة الطويلة، والقدرات الاقتصادية الثنائية، والأمن الإقليمي وغيرها، وهي كثيرة ومفصلة لدرجة أنها غير قابلة للعد والإحصاء، لكن يمكن التركيز على عدد محدود منها.
يشكل الشيعة أكثر من 60% من السكان في العراق، وهو ثاني أكبر دولة شيعية من حيث عدد الأفراد بعد إيران. ويمكن القول أيضا أن في مدة تصدي السيد علي السيستاني للمرجعية العليا، وعلى الرغم من أن النجف بعيدة عن الارتباط الحكومي إلا أن حوزة النجف تعد المرجعية الأولى للشيعة في العالم.
ويمكن أن تشكل الأغلبية السائدة للتشيع في كلا البلدين أرضية مناسبة جداً للتبادل الثقافي، على الرغم من أنه في حال تعذر احتواء التحديات الجيوسياسية والإقليمية بين البلدين فإن عامل التشيع لن يمكنه السيطرة على التوترات المحتملة بين البلدين. فعلى سبيل المثال: إذا ما جرى اعتبار الحرب الإيرانية العراقية المذبحة الأكبر للشيعة في العصر الراهن، فإن هذه الحرب شهدت مواجهة بين جبهتين شيعيتين على طرفيها، ولا أدلّ على ذلك من الصراع الدموي شرق البصرة عامي 1986 و1987.

لقراءة المزيد اضغط هنا