أعظم سلامتي، باحثة في شؤون المنطقة.

يسعى هذا المقال إلى دراسة مصالح تركيا الاقتصادية والسياسية في توثيق علاقاتها مع روسيا. وهذه المصالح ليست قوية مثل حضور تركيا الاستراتيجي في الناتو، ومن المحتمل أن يؤدي اتجاه تركيا الأمني المتعارض حيال العلاقات مع الغرب وروسيا إلى اضطراب في البنية الأمنية الإقليمية.

لقد جربت تركيا والناتو أزمة مزدوجة أساسها بناء الثقة، فقد كان فقدان الثقة في الضمانات التي قدمها الناتو والخوف من الخروج من هذا الحلف، من المخاوف التأريخية المهمة التي واجهها السياسيون الأتراك، ومن ناحية أخرى قد وضع هذا التحالف الأهداف الاستراتيجية والتوجه الاستراتيجي المستقبلي لسياسيي تركيا في موضع الشك والتساؤل. وإن العامل المهم الذي يساعد على عدم الثقة هذا، هو التفاعلات التركية الأخيرة مع روسيا. فتركيا تساعد التوسع العسكري الروسي في البحر الأسود وسوريا، بينما تسعى أنقرة -بصفتها عضو في الناتو- بتقوية استراتيجيتها الأمنية إلى تحسين العلاقات مع روسيا وتقليل الارتباط بأمريكا والناتو، وثمة أسئلة مهمة جديرة بالطرح حول السياسة الأمنية التركية وتأثيرها على علاقات تركيا وأمريكا والناتو. فما الآثار الضمنية التي يمكن أن تكون لأنشطة تركيا العسكرية في القطاع الجنوبي للناتو؟ وما الآثار المحتملة على علاقات الطرفين للحرب المستمرة ضد التطرف خاصةً ضد داعش في المنطقة؟ وكيف يجب على الغرب أن يرد على الصلات العسكرية التركية مع روسيا ولاسيما بيع معدات عسكرية متقدمة روسية لأنقرة؟ والإجابة عن هذه الأسئلة مرتبطة بالأمر الآتي: هل تصرف تركيا مع روسيا فيما يخص سوريا مجرد تحرك تكتيكي أو هو تحول استراتيجي وابتعاد عن الناتو؟ إذ إن فهم هذه البواعث لإيجاد السياسات والنشاطات يؤدي إلى أن تقل المخاطر الأمنية بين الناتو وأمريكا وروسيا.

إن السياسيين الأتراك يسعون وراء مصالح قصيرة الأجل في سوريا، فهم يريدون أن يضعوا هذه المسألة تحت الضغط، ويقنعوا الغرب بحماية مصالحهم في مواجهة الشعب الكردي في العراق وسوريا، وهذه الأهداف لا تتفق مع الأهداف الأمنية الروسية من أي جهة، ولا تؤدي إلى استراتيجية أمنية إقليمية طويلة الأجل؛ وفي غضون مدة قليلة من المحتمل أن يؤدي الاتجاه الأمني التركي المتعارض فيما يخصّ العلاقات مع الغرب وروسيا إلى اضطراب في البنية الأمنية الإقليمية. 

الناتو وتركيا.. تطور تغيير النظرة:

لقد وُضِعَ وجودُ تركيا في الناتو في موضع التساؤل منذ 1948، أي: منذ قال المسؤولون الرسميون الأتراك: إن رغبة شركاء تركيا الأمريكان تكمن في انضمامنا إلى الناتو. وطيلة الحرب الباردة، أتاح تضرر تركيا من قبل الاتحاد السوفيتي وإصرار تركيا على أخذ الضمانات الأمنية الرسمية من أمريكا، الفرصة لأن يضع المسؤولون الأمريكان قيمة وجود تركيا في الناتو موضع التقدير مجدداً. وفي ذلك الوقت، كانت السياسة الخارجية التركية على مدار صراعات الشرق الأوسط، هي أولوية العضوية في الناتو. وكانت تركيا تسعى بعضويتها إلى خفض المخاطر الأمنية وحفظ العلاقات الودية والاحتراسية مع الجيران. وعلى الرغم من انضمام تركيا رسمياً إلى الناتو في 1952م، إلا أن المسئولين الأتراك لم يثقوا في الضمانات الأمنية لأمريكا والناتو والاستعراض العسكري والاتفاقات العسكرية الفعلية. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، كانت تركيا تسعى إلى تعظيم مصالحها الاستراتيجية خارج الناتو؛ وبالتالي -حينما وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002- سعت تركيا وراء استراتيجية التعاون الوقائي الأمنية التي كانت منسجمة مع تغيير سياسات الناتو. وفي أبريل 2010، أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أثناء زيارته لتركيا إلى أنموذج الشريك الاستراتيجي الذي يشمل الأدوات من أجل إيجاد الاستقرار الإقليمي وتقوية الناتو من أجل التعددية(1). ومع هذا -وعقب تولي حزب العدالة والتنمية السلطة وكيفية نظرته إلى الشرق والغرب واتباع توجه أيديولوجي حيال الشئون الإقليمية- انخفضت العلاقات بين أمريكا وتركيا. وقد خلقت الطموحات السياسية والاقتصادية التركية في الشرق الأوسط تباعداً وتهديدات في العلاقات بين أمريكا والناتو وتركيا، وكانت أحداث الربيع العربي والحرب الأهلية السورية من الأمور المهمة التي أثرت في السياسات التركية في المنطقة.

لقد جعلت الحربُ الشرقَ الأوسط غير مستقر، وأدت إلى وجود وانتشار الجماعات الإرهابية ومن ضمنها جبهة النصرة وداعش واندفع سيل اللاجئين نحو تركيا والعراق ولبنان. وقد جعلت هذه العوامل كافة تركيا منعزلة، فضلاً عن ذلك خلق اختلاف الأولويات بين أمريكا وتركيا في المنطقة فجوات في العلاقات بينهما، فكانت تُرى بوضوح أولوية أمريكا في المنطقة عام 2014 بشأن دعم كوباني في الحرب مع داعش، وكانت متعارضة مع أولوية تركيا التي كانت تطالب بالإطاحة بنظام بشار الأسد، وتعرب عن قلقها من تعاون أمريكا مع أكراد سوريا(2). وتصرُّ تركيا على أن لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا علاقات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني (ب. ب. ك) في تركيا، وتعارض التعاون الأمريكي مع الاتحاد الديمقراطي السوري الذي جناحه العسكري في العراق هو الاتحاد الوطني الكردي. وفي 2017 وعلى الرغم من أن تركيا وأمريكا كليهما عارضتا استفتاء استقلال كردستان، كانت تركيا تدعم الأنشطة المقاومة للإرهاب ضد داعش؛ وأدت كل هذه الأمور إلى أن يكون لتركيا دور هامشي في أحداث سوريا والعراق، وتنعزل.

وعلى التوالي أبقت الأحداث في الشرق الأوسط تركيا في الهامش، ويسعى السياسيون الأتراك إلى تقليل الارتباط بالناتو؛ وتم هذا الأمر في صدد السياسات المناهضة لأمريكا، وقد دخلت تركيا في محادثات استراتيجية بين روسيا والصين؛ بحيث إن مستشار أردوغان الأمني قد أعلن أن التعاون خارج مجال الأطلنطي ساري التنفيذ. وقد فصل هذا الاتجاه العلاقات الاقتصادية التركية عن شئون الشرق الأوسط الأمنية(3). وكذلك، قد ضاعف تعقد العوامل الأمنية والسياسية للشرق الأوسط -ولاسيما بعد الربيع العربي والحرب الأهلية السورية- أثمانَ صراعات تركيا. ومع أن تركيا عضو في الناتو، إلا أن للمعارضين والحلفاء وجهات نظر مختلفة في هذا الشأن، فالمعارضون يوافقون على أن تركيا قمعية وغير جديرة بالثقة وتنتهك القيم الجوهرية للناتو، أي الديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي المقابل، يوافق الحلفاء على أن الناتو يحتاج القوة العسكرية التركية، وهناك مخاوف في تركيا من ألا يحمي الناتو الأمن التركي على الحدود السورية(4). 

أمريكا وتركيا.. تحديات التعاون الاستراتيجي:

من الناحية التأريخية، تؤدي العلاقات بين تركيا وأمريكا دوراً مهماً في علاقات تركيا مع الناتو. وإن عدم التوافق السياسي في الأحداث الأخيرة بين البلدين هو المصدر الرئيس للضغوط على العلاقات الثنائية، فتركيا قلقة من الدعم الأمريكي للحزب الديمقراطي الكردي في الائتلاف المناهض لداعش. وأولوية تركيا في الحرب على (ب. ب. ك)، وإن الحرب ضد داعش ليست في الأولوية، في حين أن أمريكا قلقة على حرية التعبير ووسائل الإعلام في تركيا.

وعلى الرغم من حدوث الانقلاب العسكري في تركيا عام 2016 وامتناع أمريكا عن طرد فتح الله غولن والتوتر الذي حدث، غير تركيا تأمل في أن تحافظ على المحادثات العسكرية مع أمريكا في مستوى أعلى، وفي أحداث سوريا الأخيرة، قد أمد المسؤولون الأمنيون والعسكريون في حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري بالتجهيزات العسكرية ضد جماعة داعش الإرهابية؛ وقد أساء هذا الموضوع إلى وحدة المسائل المركزية في العلاقات بين الطرفين، وقد تعهد المسؤولون الأمريكان لتركيا بأن التجهيزات العسكرية المرسلة إلى المناطق الكردية السورية لن تُستعمل في المستقبل ضد القوات التركية، وإن كان أردوغان يعتقد أن تجهيز الحزب الديمقراطي الكردي عسكرياً يخالف معاهدة الناتو العسكرية(5). وفي أيار 2017 -عقب هجوم رجال أمن أردوغان على المعترضين خارج مقر السفارة التركية في واشنطن دي سي- أصدر الكونغرس الأمريكي بياناً يدين المسؤولين الأتراك. وعلى إثره، منعت حكومة ترامب بيع الأسلحة والذخائر المصنوعة في أمريكا للمسؤولين الأمنيين الأتراك، وعلى الرغم من العقبات في العلاقات الثنائية، بيد أن أمريكا استخدمت قاعدة أنجرليك الجوية التركية في الحرب ضد داعش. وقد استفادت تركيا من هذه القاعدة في المساومة السياسية، فبعد الأزمات التي نشأت في إصدار التأشيرات في العلاقات بين البلدين، دعم بعض الخبراء الأمريكان خروج القنابل النووية B – 61sمن قاعدة إنجرليك الجوية(6). 

تركيا وروسيا.. قطار العلاقات المتدحرج:

كانت روسيا العدو التأريخي لتركيا خلال السنوات الماضية، وكان لدى تركيا تعاون واسع مع روسيا كونها بديلاً بالقوة، عقب المشكلات التي حدثت في علاقات تركيا مع الناتو وأمريكا، فبعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، اتجهت روسيا إلى تحديث صناعتها العسكرية، وقد كانت تركيا حذرة حيال هذه الخطوة.

وفي أثناء حكم حزب العدالة والتنمية كان هناك اتفاق ضمني بين موسكو وأنقرة بشأن تقسيم المصالح الاقتصادية والاستراتيجية. وإن هناك تعاوناً واسعاً أيضاً في مجال الطاقة شمل إنشاء خط أنابيب الغاز تركيا-روسيا، الذي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا. ويتفق نظاما أردوغان وبوتين الشموليان كلاهما في وجهات النظر إزاء العوامل السياسية في الحكومات الغربية والشرق الأوسط. وقد قاربت هذه الخاصية بينهما أكثر، ومع الأخذ في الحسبان القيود الجيوبولتيكية لتركيا، فهي تحاول بالعضوية في شنجهاي أن يكون لها تعاون واسع مع روسيا والصين، وهذا الأمر بوسعه أن يكون بديلاً عن العضوية في الاتحاد الأوروبي(7).

وعلى الرغم من تقارب العلاقات بين تركيا وروسيا، بيد أنه توجد عقبات لا تترك تركيا في أمان من الأزمات الموجودة، ومن ضمن هذه الأزمات الحركة الانفصالية لروس شبه جزيرة القرم، وفي الحرب الأهلية السورية كانت تركيا تريد الإطاحة بنظام بشار الأسد وهي تتعارض مع استراتيجية استقرار المعدات العسكرية الروسية ودعم نظام بشار الأسد. وأولوية تركيا هي مواجهة الجماعات الإرهابية الكردية، في حين أن أولوية روسيا مكافحة الجماعات الإرهابية والتطرف الإسلاموي وداعش. وفي تشرين الثاني من العام 2015 -حينما دمرت المقاتلات التركية صاروخ SU – 24الروسي على الحدود التركية الروسية- اتجهت العلاقات نحو البرود. وفي المقابل، نصبت روسيا صواريخ الدفاع الجوي S – 400في القواعد الجوية السورية. وكذلك، جمدت نظام التأشيرة الحرة بين الجانبين لمدة من الوقت، ومنعت الواردات التركية(8). وقد استهدفت العقوبات الاقتصادية الروسية صناعة السياحة على شواطئ بحر إيجة والبحر المتوسط، وفي 2016 استمرت التوترات، حينما منعت تركيا طائرة تجسس روسية من تطبيق معاهدة السموات المفتوحة. وكانت تركيا تعتقد أن روسيا قد انتهكت المجال الجوي التركي، وبدلاً من أن تستهدف جماعة داعش الإرهابية، هاجمت الجماعات الثورية المستقرة في حلب ودمشق(9). وأنكرت روسيا إدعاء تركيا، واتهمت عائلة أردوغان بعقد صفقات نفطية مع جماعة داعش الإرهابية، وكذلك، فضحت مشروع الهجوم الجوي التركي وداعش على شمال سوريا. وفي المقابل، اتفق وزراء خارجية الناتو على أن يكون لهم تواجد جوي وبحري على الحدود السورية التركية، ونصبوا منصاتهم النفطية على السواحل الشرقية للبحر المتوسط بواسطة البواخر الألمانية والدنماركية(10).

وعلى الرغم من برودة العلاقات، إلا أن تركيا حاولت كثيراً أن تحسن علاقاتها مع روسيا. ففي 2017، أعلن وزير الدفاع التركي فكري إيسيك أن تركيا وروسيا حققتا تقدماً قوياً في نظام S – 400الدفاعي. وفي يونيو 2018، أعلن المسؤولون السياسيون الأتراك والروس عن إتمام صفقة نظام S – 400الدفاعي، وسيستخدم في العام 2019(11). وثمة أسئلة من ضمنها هل سيدافع النظام الدفاعي الصاروخي والجوي الروسي عن تركيا في مواجهة القدرات الصاروخية والجوية الروسية؟ وهل سيصبح نظام S – 400الصاروخي في المستقبل مثيراً للمشكلات لتركيا كعضو في الناتو؟ وهل تستطيع تركيا الاستفادة من شبكة الدفاع الجوي وقدرات الأقمار الصناعية للناتو؟ فقادة الناتو يحاولون أن يصرفوا تركيا عن شراء صواريخ S – 400(12)، مع أن تركيا لا ترى تناقضاً في شراء هذه الصواريخ والوفاء بتعهداتها مع الناتو. وقد هددت أمريكا بأنها ستوقع عقوبات على تركيا.

الخلاصة:

توجد مشكلة مركزية في قلب المثلث الاستراتيجي (الناتو وتركيا وروسيا)، وعلى الرغم من التعاون الأخير بين تركيا وروسيا ومساوئ عدم التوافق مع أمريكا والناتو، لكنَّ أنقرة لها مصالح أمنية أساسية في تعاونها الأخير بالنسبة إلى الماضي. وفي المقابل قد منحت أمريكا والناتو تركيا ضمانات أمنية، وإن وتركيا بصدد اتخاذ أفضل الخيارات بنظرة انتقادية إلى أهدافها الأمنية والسياسية، وسوف تساعد هذه الدولة بتعهداتها مرة أخرى مع الناتو بتحسين علاقاتها مع أمريكا. فقد تزايد الدور التركي ونفوذها في الناتو والشرق الأوسط إلى درجة أنها لن تستطيع أن تؤدي إلى تعاون وثيق مع روسيا؛ بوالطبع، هذا ليس بمعنى أنه يجب على تركيا وروسيا فيما يخص المسائل الأمنية المهمة ومن ضمنها سوريا ألا يتعاونا معاً. فلدى روسيا والناتو وتركيا طيف واسع من المخاوف الأمنية فيما يخص لاجئي الحرب الأهلية السورية، وإن الراديكالية الإسلامية تهديد مشترك في المثلث الاستراتيجي (الناتو وأمريكا وروسيا). وعلى الرغم من انسحاب داعش من الأراضي المحتلة ومحاولات الناتو وأمريكا وتركيا، بيد أن هذه الجماعات لم تتفكك بنحو كامل. وفي إطار التعاون الثلاثي بين روسيا والناتو وأمريكا وتركيا في الأزمة السورية، فترامب في صدد إزالة المخاوف الأمنية التركية، وجعل الدور التركي وأهمية حضورها في الناتو أكثر قوة.


 المصادر

1)Tan, Namik, “Turkish-US strategic partnership, Hurriyet Daily News, December 1, 2011.

2) Barkey,Henri J. “The Raqqa Imperative, «The American Interest, April 8, 2016. An angry Erdogan asked: “Why is America interested in Kobani, oil, gold, diamonds?» Barkey, 2016, p. 29.

3) Aybet, Gulnur, “Transatlantic Security, NATO, and Turkey, Turkey Papers, Wilson Center, March 2015, p. 15.

4) Does Turkey Still Belong in NATO? Room for Debate, The New York Times, March 29, 2016.

5) U.S. Will Take Weapons from Kurds after Islamic State Defeat: Turkey, U.S. News, June 22, 2017.

6) Some Urgent Questions About Turkey, The New York Times, October 13, 2017.

7) Scheineson, Andrew “The Shanghai Cooperation Organization, Council on Foreign Relations Backgrounder, March 24,

2009,at: http://www.cfr.org/china/shanghai-cooperation-organization/p10883.

8) Turkey’s downing of Russian warplane- what we know, BBC News, December 1, 2015.

9) Missiles in Syria kill 50 as schools, hospitals hit, Turkey accuses Russia, Reuters, February 16, 2016. “Esed ve, Rusya IHH’nin yardim depolarini vurdu, TRT Haber, January 10, 2016. “At least 65 Syrians Killed in Government, Attack, The Wall Street Journal, October 30, 2015. “Turkey condemns attack on Syrian Turkmen village, summons Russian envoy, Hurriyet Daily News, November 20, 2015.

10) NATO agrees Turkey air defense package, seeks ‘predictability,’” Reuters, December 18, 2015.

11) Bekdil, Burak Ege, “It is a done deal: Turkey plans to deploy Russian air defense system in 2019, Defense News,November 28, 2017.

12) Cardin: Turkey’s Purchase of Russian missile system may trigger sanctions, Politico, September 14, 2017.


المصدر:

http://npps.ir/ArticlePreview.aspx?id=182181