أقام مركز البيان للدراسات والتخطيط ندوة علمية بعنوان (نحو واقع أفضل للتعليم العالي في العراق) يوم السبت الموافق 25-3-2017، بحضور معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عبد الرزاق العيسى، وبمشاركة رئيس جامعة بابل الأستاذ الدكتور عادل البغدادي، والأستاذ الدكتور محمد علي الربيعي من جامعة دبلن، وحضر الندوة نخبة من الأكاديميين، والمختصين، والباحثين، وعمداء الكليات العلمية والإنسانية، وبعض الناشطين من منظمات المجتمع المدني.

وتضمنت الندوة عدة محاور ابتدأها معالي الوزير الدكتور عبد الرزاق العيسى بإلقاء نظرة إلى التعليم العالي ومؤسساته في العراق، مشيراً إلى خطة الوزارة في السنوات المقبلة التي تسعى من خلالها إلى بناء جسور تعاون وتواصل بين المؤسسات التعليمية العراقية والمؤسسات العالمية لما لذلك من ضرورة وأهمية في تطوير واقع تلك المؤسسات داخل العراق؛ لمواكبة الانفتاح العلمي والبحثي مع نظيراتها العالمية.

وبيّن معالي الوزير أهمية تطوير الرؤى العامة للتعليم العالي في العراق عبر التنسيق مع وزارة التربية لتتواءم تلك المخرجات وسوق العمل داخل العراق وخارجه، فضلاً عن ضرورة إعادة النظر بقانون التعليم العالي الذي صدر عام ١٩٨٨ وما خلّف من آثار سلبية على العملية التعليمية في تلك الفترة، وأشار إلى أولى الخطوات التي تسعى وزارته إلى تطبيقها وهي تتمثل بالآتي:

  • وضع استراتيجيات للعمل ضمن الخطة الوطنية 2022-2012.
  • ضرورة تأهيل الطالب ليكون قادراً على الاندماج في سوق العمل حال تخرجه، والعمل بمفهوم اقتصاديات المعرفة.
  • إعادة تأهيل التدريسي عبر إدخاله في دورات وبرامج أكثر رصانة، وتغيير متطلبات الترقية العلمية.
  • العمل على تأهيل الإدارة الجامعية بما ينسجم ومتطلبات التعليم في دول العالم.

وقال الدكتور العيسى أن الوزارة أقرت معايير جودة التعليم العالي الثمانية؛ ليتم على أساسها تصنيف الجامعات العراقية، فضلاً عن طرح مفهوم حرية الجامعة ضمن الرؤى الأكاديمية القانونية والفنية؛ فضلاً عن البدء بتجربة الجامعات المنتجة واقتصاديات المعرفة.

وفي ختام حديثه أكد السيد الوزير على ضرورة ابعاد الجامعات والمؤسسات الأكاديمية عن السياسة على أن يكون الهدف الرئيس هو خدمة العراق والمصلحة العامة عبر العمل من خلال فريق واحد، مبيناً أن العمل جارٍ في الايام القليلة المقبلة لعقد مؤتمر وطني يتناول محاور أساسية، أهمها: آلية العمل في المناطق المحررة من تنظيم داعش ضمن إطارٍ وطني بحت.

وألقيت خلال الندوة كلمةٌ للأستاذ الدكتور عادل البغدادي رئيس جامعة بابل بيّن من خلالها أهمية التوأمة بين الجامعات العراقية والأجنبية؛ لما لها من إسهامات في تنمية مهارات الطلبة في البحث العلمي، فضلاً عن إسهامها في رفد الجامعات العراقية من المصادر البحثية والتجارب الناجحة في مجال البعثات الدراسية، والمنح الجامعية التي تُقدم إلى الجامعات العراقية لابتعاث الطلبة في تخصصات مختلفة لإكمال دراستهم في جامعات رصينة خارج العراق.

وتحدّث الدكتور البغدادي خلال كلمته عن تجربة جامعة بابل في مجال الدراسات العلمية من خلال التوأمة مع الجامعات البريطانية في مجالات مختلفة، وأوضح أن مثل هذه التجارب تساعد على بناء القدرات والمهارات العلمية لدى طلبة الجامعات بنحوٍ عام والطلبة الأوائل فيها بنحوٍ خاص.

أما الأستاذ الدكتور محمد علي الربيعي أشار في كلمته إلى أهمية معرفة مواصفات الواقع الأفضل نحو التعليم العالي في العراق والتحديات التي يواجها التعليم بصورة شاملة، ولاسيما أن العراق يعاني من صعوبات؛ نتيجة تراكم الأزمات، واستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي، داعياً إلى ضرورة العمل الجاد في تحقيق الإصلاح الإداري للجامعات العراقية عبر خطط مدروسة تعمل على تحسين جودة التعليم، ومكانة المؤسسة الجامعية، ومعالجة حالة التضخم في إنشاء الجامعات الاهلية ونوعيتها، فضلاً عن إعادة هيكلة الجامعة من خلال جعلها جهازاً أكاديمياً أكثر من كونها جهازاً بيروقراطياً.

وفي نهاية حديثهِ أشار الدكتور الربيعي إلى أهمية العمل في انتقاء الأشخاص الذين يتولون إدارة الجامعات والكليات والأقسام من خلال خطة مدروسة تعمل على توزيع أفضل لهم، وزيادة عدد ساعات فتح الجامعة أمام الطلبة، وكذلك إصلاح نظام الترقيات العلمية للأساتذة، واعتماد نظام المقررات (Modular System) في الجامعات، وخلق ثقافة مهارات العمل الجماعي، وحل المشكلات، وتحسين جودة التعليم باللغة الإنجليزية للطلبة.

وفي الختام خلُصت الندوة إلى عدة توصيات، هي:

  • ضرورة العمل على تحسين نوعية التعليم والتعلم والإنتاج العلمي.
  • إن التسابق بين الجامعات العراقية لارتقاء السلالم العالمية لا يعني ذلك أنه سيؤدي إلى تحقيق واقع أفضل للتعليم العالي في العراق ما لم يكن ضمن خطط مدروسة.
  • دعوة مؤسسات الجودة العالمية لتقويم المؤسسات والبرامج الأكاديمية والأخذ بها.
  • التشديد على اعتماد الحريات الأكاديمية منهجاً لإدارة الجامعات المستقلة، وتنويع آفاق التطوير العلمي والثقافي بالنحو الذي يمكّن مؤسسات التعليم العالي العراقي من أن تكون حاضرة في خارطة المحافل الأكاديمية الدولية.
  • إضافة سنة تأهيلية يكون أساسها تدريس اللغة الإنجليزية للطالب؛ لما لها من أثر إيجابي على الطلبة في زيادة مطالعتهم في الدراسة الأكاديمية.
  • ربط القبول في الجامعات بالحاجة الحقيقية لمؤسسات الدولة.
  • اعتماد سياسة ممنهجة لاستراتيجيات التفكير الناقد، وتقليل الاعتماد على استراتيجيات التعليم من خلال التدريس المباشر.