أطلق تنظيم الدولة الإسلامية، منذ إعلانه الخلافة العام 2014، عدداً من المنشورات، التي تصور مشاركة الأطفال في المسيرات، والتدريب، والعمليات القتالية، وحتى إعدام السجناء. ليس جديدا أن نرى قيام  الجماعات المسلحة باستغلال الأطفال في مناطق الحروب، أما في العراق وسوريا، فإن أصابع الإتهام  توجه الى العديد من الفصائل التي تقوم باستخدام الأطفال كجواسيس ورسل للجنود الفعليين. ومع ذلك، فإن الحجم ودرجة التعقيد المستخدمة، من قبل التنظيم المتطرف، في جذب وإكراه، أو تدريب وتلقين الأطفال، جديرة بالملاحظة بشكل خاص. ولا يعتبر هؤلاء الأطفال الذين يطلق عليهم تسمية “أشبال الخلافة”، مجرد تهديد حالي على أرض المعركة، ولكنهم يمثلون أيضا تهديدا محتملا في المستقبل، بالنظر الى مسألة ما سيحدث لهم بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

بالنسبة للجماعات وحركات التمرد المسلحة، يتضمن استخدام الأطفال في عملياتها عدداً من المزايا الواقعية: إذ غالبا ما يكون الأطفال أقل شبهة لدى قوات الأمن، ويسهل تلقينهم، ويصعب قتالهم لعدد من الأسباب العملية والسياسية. وتنظيم الدولة الإسلامية على بينة من هذه الفوائد عندما يشرك الأطفال في عملياته.  ومع ذلك، فإن دوافع التنظيم وراء تجنيد الأطفال تتجاوز البراغماتية البسيطة، لأن تدريب الأطفال بالنسبة له يتجاوز المسائل الحربية الى الإيديولوجية، إذ يصب هذا العمل في مجال تعزيز مشروع بناء الدولة، والتأكد من أنه حتى لو وصل التنظيم إلى نهايته، فإن أيديولوجيته ستستمر.

علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن التنظيم اجتذب عدداً من المقاتلين الأجانب في صفوفه، إلا أنه فشل باستمرار في جذب ولاء التنظيمات الجهادية الكبرى، أو دعماً شعبياً في جميع أنحاء العالم. إن حقيقة أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يقوم فقط بتدريب الأطفال كجنود، ولكنه يربيهم كجيل جديد من المواطنين المخلصين لقضيته، تدعم فكرة أنه قد “تخلى” عن الحصول على دعم  البالغين في المناطق التي ينشط فيها.

لقراءة المزيد اضغط هنا