إيرن بانكو، كاتبة مختصة في العلاقات الدولية

 فيْ يومٍ ربيعيٍّ قبلَ عامينِ التقى (محمدُ عبد الكريم ) ذو الثمانية والعشرين عامًا بأحد المجندين الذين يعملون لصالح تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة (حديثة) في محافظة (الأنبار) غرب العراق ، فقد كان سوءُ الأوضاع المعيشية في مسقط رأسه دافعاً وراء انضمامه , إذ لم تتغيرْ مدينتُهُ عما كانتْ عليه سابقاً من بؤس وشقاء , هكذا روى لنا (كريم) متحدثاً في مقابلةٍ حصريةٍ مع (الإنترناشونال بيزنز تايمز) .”السوق الرئيسي ممتلئ ، النساء والأطفال يدخلون ويخرجون من المحلات التجارية على طول الطريق الرئيسي، ويشترون الخبز الطازج واللحوم والخضروات لتناول وجبة المساء، بينما يقف رجال الشرطة في منتصف التقاطعات المزدحمة ويلوحون بتكاسل لضبط حركة المرور، كان الناس قانعين )) . لكن جماعةً متشددةً غامضةً , تسمى بـ (الدولة الإسلامية في العراق والشام) (داعش) بدأتْ بخديعة وجر الشباب المحرومين في الأحياء الريفية الفقيرة مستغلة حاجتهم للمال وجهلهم ، فنمتْ هذهِ الحركة السرية من خلال تقديم راتب منتظم وزوجات متعددة لأعضائها ، وبذلك تحولتْ مدينةُ (حديثة )إلى مركز لتجنيد الإرهابيين في نهاية المطاف.

احد مقاتلي الحشد الشعبي وهو يصلي بجوار حائط رسم عليه علم أسود يستخدم من قبل مسلحي داعش في بلدة العلم، العراق، 10 أذار 2015. ثائر السوداني- رويترز
احد مقاتلي الحشد الشعبي وهو يصلي بجوار حائط رسم عليه علم أسود يستخدم من قبل مسلحي داعش في بلدة العلم، العراق، 10 أذار 2015. ثائر السوداني- رويترز

و حاولَ (كريم) ــ فيما روى لنا ــ طوال حياته العثور على عملٍ ثابتٍ فيْ (حديثة) ولكن سوء طالعهِ كان يفضي به إلى الفشل دائماً في العثور على عمل مناسب لا يُسْتَغَلُ فيه , وفي أحد الأيام نهض في الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم متجولاً في الشوارع بحثًا عن مقاول بناء قد يرغبُ في استئجار عاملٍ مؤقتٍ لهذا اليوم على الرغم من الأجر الزهيد الذي يمكن أنْ يُعْطَىْ لَهُ ،وفي أحسن الأحوال إذا كانَ محظوظاً، سيكسبُ ما قيمته عشر دولارات أمريكية ، ولكنَّهُ في كثير من الأحيان كان يعودُ إلى البيتِ خالي الوفاض. وحالما يحلُّ الظلامُ في غياب الكهرباء يخلدُ (كريم) إلى النوم محبطاً ويلوك فشلَهُ ، فيلوذ إلى عالم من صنع أحلام يقظته يعوضه عن بؤسه وشقائه , ففي الليل يحلم بأنَّهُ عادَ طفلاً مرة أخرى، يمرحُ ويلعبُ مَعَ الأطفالِ مِنْ أبناء جيرانهِ في الشوارع بعد انتهاء اليوم الدراسيِّ.

لقد ترك هذه الأيام وراءه، وهي ليستْ أكثر بؤساً مما هو عليه الآن ، فهو الآن قابعٌ في سجن (كركوك) ، مربوط إلى كرسيِّ حديديٍّ، ومعصوب العينين.

 و أكدَ (كريمٌ ) :أنه لم يعرفْ الكثيرَ عن بـ ( أبي آية) الذي غرر به ، والأخيرُ هو أحد المجندين الذين يعملون لحساب (لداعش ) وقد ظهرَ أول مرة في (حديثة) عام 2014 ، لقد كانْ شخصاً غامضاً، يمشي وحدَهُ و لا يختلط في المحافل الاجتماعية العامة ، ولكن فيما يخصُّ (كريماً) فقد عرض هذا الرجلُ بهدوئه الدينيِّ المصطنع الذي يستخدمه سلاحاً هادئاً للإقناع نقول عرض عليه مخرجًا ينقذه من الفقر واليأس اللذين امتازتْ بهما حياتُهُ.

قال (كريم) لنا بأسى وندم كبير، وقطرة دمع تشق طريقها إلى أسفل خده الأيمن : ((  عندما كنت طفلاً ذَهَبْتُ إلى المدرسةِ، ولكن عائلتي لم يكنْ بإمكانها توفير الطعام لي فضلاً عن تحمل مصاريفَ الدراسةِ ؛ لذلك تَرَكْتُ الْمدرسةَ مكرهاً ؛ لأكون قادرًا على العملِ لمساعدتِهِمْ )) وأضافَ : (( أردتُ أنْ أفعلَ أيَّ شيءٍ آخر غيرَ العملِ كعاملٍ بسيط ، لقد كنتُ متعبًا جدًا مِنْ هذاْ العملِ )) .

(كريمٌ) هو أحدُ آلاف الشباب العراقيين الذين انضموا لداعش عام 2014 ، فقد انضمَّ إلى الحركة أناسٌ هم بحاجة ماسة إلى وسيلة للخروج من الضائقة الماليّة الوخيمة التي يعيشونَ فيها. ففي خريف عام 2014 ، أكدت وكالةُ المخابراتِ المركزيّةِ الامريكيّةِ أنْ ما يُقَدَرَ بـ 31.500 شخصًا ينتمون إلى الجماعة السنيّة المتشددة من تونس , و مصر، و سوريا , و فرنسا ، و أفغانستان و إندونيسيا. في حين يقول الخبراء : إنَّ بعضَ أعضاء المجموعة قد انضموا إلى التّنظيم ؛ لأنهم يؤمنون بأيديولوجيتهِ المتطرفةِ ، إلا أنَّ الكثيرَ إنضمَّ جهلاً بأفكار التّنظيمِ الارهابيّةِ المتطرفةِ , فَهُمْ مِنْ الْشَّبابِ غيرِ المتعلمَ والفقراء والضعفاء الذينَ يسهلُ الايقاع والتغرير بهم ، وهم لا يختلفون كثيراً عَنْ أفراد العصابات في المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

قالتْ (ميا بلوم) وهي خبيرة في الإرهاب في جامعة (جورجيا): إنَّ هؤلاء الجنود ، مثل (كريم) ، قد اُستُهدفوا مِنْ قادة داعش في دورة تنظيم وتجنيد تستند إلى الاختراق والانتشار السريع . وقالت : إنَّ غالبية المقاتلينَ المحليينَ جاؤوا من دول مثل العراق وسوريا لأنَّ الأمرَ “بالنسبة لهم، قرار اقتصادي، وهو قرارُ حياةٍ أو موت )) وأضافتْ : ((مرَّ داعش بمراحلَ احتاجَ فيها مزيداً من النَّاسِ [بسرعة]، لذلك قاموا بتجنيد أيِّ أحدٍ، إذْ كانتِ الْحواجزُ أمامَ الانضمام شِبْهَ معدومةٍ ، وبعدَ  تأسيسِ دولتهم التي ينعتونها بدولة (الخلافة) بدأ التَّنظيمُ بملاحقة الأطباء والمهندسين . إنَّ هذه التصرفات ليست غريبة ، فنحن نرى هذا بشكل دوري ، مع داعش ، نحن نرى نوعاً مختلفًا من الإرهاب الذي يبدو شبيهاً بفكر (طالبان) الارهابي من حيث التعليم والمصداقية )) .

وقالتْ (بلوم) في حين أن مدبري هجمات التاسع من أيلول والهجمات الإرهابية الأخرى في جميع أنحاء العالم يكونون في الغالب أثرياءً ومثقفين، إلا أنَّهم كانوا مستهدفين لتجنيدهم في التنظيم. وأضافتْ : (( إنَّ حزمة التوظيف والاغراءات تبدو مختلفة جداً بالنسبة لمقاتلي داعش الأجانب من تلك التي تُقَدَمُ إلى الرجال و الشباب في العراق وسوريا ، بالنسبة لهم فهو يتمحورُ حول الحصولِ على راتبٍ وزوجة، أما بالنسبة للمقاتلين الأجانبَ، فأنهم يُعْطَوْنَ أشياء مختلفة )) .

وفيما يخص (نايف شهاب أحمد) 22 عامًا وهوَ أحدُ عناصرَ داعش ، فقد عزا انضمامه لهذا التنظيم الإرهابيِّ لحاجته الماسة للمال لدفع مستلزمات الحياة الملحة نحو ثمن الملابس والمواد الغذائية لوالدته ووالده وعمه ، فهم يعيشون في قرية صغيرة تقع على الطريق الرئيس خارج (كركوك) . قالَ (أحمدُ) في زنزانة السجن التي يتقاسمها حالياً مع (كريم )  : (( لقد قالوا لي : (( إذا انضممتَ، فسوف ندفعُ لك مكافأة شهرية، لذلك انضممت إليهم مضطراً )) , وأضاف مؤكداً لي: (( إذا كنتتِ تتحدثين عن أسباب للانضمام، فأن هناك الهدف المالي، أو الهدف للحصول على موقف ما ، وهناك أناس آمنوا بعقيدة التنظيم تماماً، لذلك انضموا إليه، أنا أحدُ أولئك الذين يحتاجون المال)).  وقد يحصل (أحمد) على150.000 ديناراً عراقياً أي ما قيمته ( 136 دولاراً أمريكياً ) شهرياً من  داعش ، وهذا أعلى بأربع مرات مما يحصل عليه المواطن العراقي البسيط ، ففي ضوء بيانات البنك الدولي، فان العراقي الذي يعيش في المناطق الريفية يقبض ما يقدر بحوالي 36 دولاراً أمريكياً في الشهر.

وفيما يتعلق بـ (كريم) فقد سوغ انتمائه لهذا التنظيم بأكثر من حجةٍ ولا تقتصر على الحصول على المال , فقد زعم : إنَّهُ لم يردْ المالَ فقط ، بل أراد الانضمام إلى رفقة وأصدقاء يبدد بهم وحدته ويشبعون فيه الشعور بالانتماء، فقال: (( لقد كنتُ وحيداً لذلك كانتِ الْوعودُ بالأصدقاء والرفقاء كافيةً للإيقاع بي )) . من خلال داعش غُررَ به ، فبإمكانه الآن أنْ يكون جزءاً من شيء أكبر بكثيرٍ مما هو عليه.

 وكان قد لاحظ قيام (أبي آية) بالدخول والخروج من المنازل المجاورة، وزيارة بيوت الشباب الذين في عمره. لقد سمع عن (أبي آية ) من جيرانه. (( سألني أبو آية ” لماذا لم تنضم إلى داعش حتى الآن  ؟ ))  قلت له : إنني لا أعرف أحداً هنا أو في (كركوك) ليراني  ويسهل عليَّ الالتحاق بهم ، ثمَّ قال لي “لا تقلق، أنا سوف أساعدك )) وبعد بضعة أيام ، تلقى (كريم) مكالمةً من رجل في سجن تسيطر عليه حكومة إقليم كردستان العراق، لقد رتب هذا الشخص لـ (كريم) السفر إلى منطقة صحراوية غرب (حديثة) للقاء مجند آخر. في نقطة اللقاء، تم إدخال (كريم) وهو معصوب العينين إلى سيارة، قادها المجند أربع ساعات حتى وصلا إلى (حصيبة) ، وهي بلدة تقع على الحدود السورية. عندما وصلا هناك، اضطرَ كريم إلى أن يقرأ تعهداً للتنظيم قبل أن يشاركَ فيْ برنامج تدريبي للمجندين الجدد مدته أسبوعان. قال: ((  تلوته تحت أنظار حراس الأمن وكان التعهد شيئاً مماثلاً لهذا :(( أتعهد بالولاء لأبي بكر البغداديِّ [زعيم داعش]. وأنا لا أتذكر حقاً ما قلته بنحو حرفيٍّ )) .

وعن البرنامج التدريبي لأعمال الارهاب أخبرنا بأنَّهُ تعلم كيفية المحاربة وكيفية إطلاقِ النارِ واستعمال الأسلحةِ المختلفةِ ، وقد صامَ ثلاثةَ أيامٍ بينما كان يجري سلسلةً من التدريبات البدنيّةِ الشاقة جداً . فمن عادةِ هذاْ التنظيم العقائديّ الارهابي أنْ لا يكتفي باختبار تحملهم البدنيّ ، فلا بدَّ من اختبار استعدادهم الروحيّ عبر الصيام وتلقي الدروس في العقيدة الدينيّة المتطرفة، إذ كانوا يتلونَ القرآنَ ويتدارسونَهُ كلَ صباحٍ ومساءٍ ، و التدينُ لم يكنْ بعيداً عنه , فقد كان ( كريم ) متديناً بنحو ما ولكن ليس إلى حد التزمتِ والتكفير بنحو ما هو عليه فكر داعش قال :  “أنا لست متديناً جداً ، أنا أصلي، ولكن ليس بشكل منتظم”.

رجل كردي يصلح الأسلحة لقوات البيشمركة التي تقاتل ضد متشددي داعش في متجره خارج أربيل، العراق، 15 أيلول 2015. أزاد شكري\ رويترز
رجل كردي يصلح الأسلحة لقوات البيشمركة التي تقاتل ضد متشددي داعش في متجره خارج أربيل، العراق، 15 أيلول 2015. أزاد شكري\ رويترز

تعلم (كريم) مهام التنظيم خلال المعسكر التدريبي والتزم بها ، على الرغم من أنَّهُ يقول :إنَّه لا يتفق مع ذلك. وأضاف : (( السبب الحقيقيُّ الذي دفعني للانضمام لهم هو انه لم يكن لدي أي مصدر للعيش، أردتُ التخلصَ من عملي الوضيع والشاق كعامل بناء يحصل على أجر زهيد لا يتناسب مع ما يبذله من جهد في عمل شاق جداً ، ولكن مما يؤسف له قد غُرِّرَ بي وخُدِعْتُ في انضمامي لهم ، فكان من الصعب عليَّ تركهم  والخروج من قبضتهم أو حتى التفكير في خيانتهم )) .

بعد انتهاء برنامج التدريب، سمح تنظيم داعش للمجندين الجددِ بالعودة إلى ديارهم وأسرِهم لمدة ثلاثةَ أسابيع كإجازة، و خلال ذلك الوقت ، سيطرَ داعشُ على ثلاث مدن عراقيّة يَقْطُنُهَاْ العراقيونَ المعتنقون للمذهب السنيِّ , وهي مدن مهمة ورئيسة ( الموصل , وبيجي , وتكريت) ، وكانت عناصر داعش تتقدم نحو العاصمة العراقية (بغداد) وبحاجة لجميع أعضائها. لقد تواصلوا مع مجموعة (كريم) بعد التآمر للاستيلاء على (الرمادي والفلوجة )والمدن التي يزعمون أنها الآن إسلامية أي ذات الأغلبية السنية في محافظة (الأنبار). أمر داعشُ الوحدةَ التي تدربَ معها (كريمٌ) بالعودة إلى المعسكر التدريبيِّ وانتظار التعليمات.

ولكن كلَّ الطرقِ المؤديةِ إلى (كركوك) كانت مغلقةً بسبب سيطرة (البيشمركة ) عليها، وهي قوة عسكرية تنتمي لإقليم ( كردستان العراق) . خلال هذا الوقت حاول (كريم) الهروب خارج المنطقة كي يتمكن من العودة إلى معسكر التدريب. لقد كان يعتمد على منصبه الجديد في المجموعة للحصول على المال. خلال هذه المرحلة التقى بـ (أحمد)، الذي سيكون مستقبلاً زميله في الزنزانة وهو أحد أعضاء داعش، لقد وصلا بمعونة مجموعة من المهربين الذين شيدوا طرقاً مموهة لنقل الناس إلى الأراضي التي سيطر عليها داعش. قال (كريم) عن (أحمد ) : (( قد تعرفت عليه ، وسألته إذا كان الطريق مفتوحًا  ، فأجابني : إنه لا يعرف)) . وأضاف : (( بعد بضعة أيام، اتصل بي  , وقال :إنَّ الطريق مفتوح ، وكان قد رتب سيارة مع مهربين من أجل الفرار  )) .

أنزلَ المهربونَ (أحمدَ) و(كريماً)  قبالة مكان مجهول في الصحراء ثم تحتم عليهما المشي إلى معسكر التَّدريب. وفي الطريق وبينما كانَاْ يمشيانِ في الظَّلام، قاما بمواجه مجموعة من الرجال، كانَ هؤلاءُ الرجالِ مِنْ ضباطِ الأمنِ العراقيِّ . قال ( كريم) : ((عندما لاحظونا ، قاموا باعتقالنا على الفور )) .

ومنذ كانون الأول من عام 2014 ، أمضى (كريم) و(أحمد) السجن معًا، إذ تمَّ نقلهما من مواقع الاستجواب إلى سجون عسكرية صغيرة ثم إلى سجون كبيرة. لم يحصل (أحمد) و(كريم) على الراتب الذي وعدا به، والآن كما يقولانِ: ليس لديها مستقبل، فهما فقيرانِ جداً, ولا يتمكنانِ من توكيلِ محامٍ للمرافعة عنهما ،  ومصيرهما يلفه الغموضُ إذ لا يعلمانِ إنْ كانا سوفَ يحاكمانِ , وليس لديهما تأريخ للمحاكمة ، ويجب أن يتعاملا مع الاحتجاز كأمرٍ واقعٍ قد يطولُ إلى أمدٍ بعيدٍ جداَ. ندد كلا الرجلينِ بداعش آسفاً وندماً ، إلا أنَّ رجالَ الأمنِ وحراس السجن كانوا حاضرين طوال وقت المقابلة ، لذلك مِنْ غيرِ المرجح ــ فيما أظنُ ـ أنْ يكونَ قد أفرغ المحتجزان ما في جعبتيهما مِنْ كلامٍ عَنْ سُوْءِ أوضاعِ السنة العراقيينَ الذينَ هم في قبضة داعش , الذين يشعرون بأنَّ ثمَّ حيفاً يطالهم من الحكومة العراقيّةِ , فلم يتحدثا عن أوضاع أهلهم من قريبٍ أو من بعيدٍ  , فقد اكتفى (كريم) قائلاً:  “يستهدفُ داعشُ أولئكَ الذينَ لَاْ تعليمَ لَهُمْ وَ لَاْ عَمْلَ ، هذا ما فهمتُهُ مِنْهُمْ “.

لقد تمزقتْ ملابسُ (كريم) و(أحمد)، فهي الملابسُ نفسُهَاْ التي كانَاْ يرتديانِهَاْ عندما اُعْتُقِلَاْ قبلَ سنةٍ وَ نصف. لم يُحْسَنْ التعاملُ إليهما داخلَ السجن، فهما لم يستحما منذ مدة طويلة ومنظرهما يوحي بالتَّعبِ الشَّديد وأعينُهُمَاْ مملوءةٌ بالكدماتِ . وعندما قاما بالتنديد بداعش، بدا أنَّهُمَاْ مرغمانِ ومضطرانِ إلى قولِ ذلكَ. قال (كريم) : (( هذه نصيحة من أعماق قلبي، لا أريد لأحد أنْ ينضمَ إليهم، فهم يشبهونَ الأفاعي )) وأضاف “الحمد لله، لم أقتلْ أحدًا. نصيحتي إلى الجميعِ ، وأخصُّ  الشبابَ أنْ لا يصغوا إليهم. عليهم القيام بأيِّ عملٍ آخر، ولكن عليهم ألا ينخرطوا معهم ” وعبثاً يقول ذلك , فهل يجدي الندم شيئاً ؟ فمهما كانت وجهة نظرهما الخاصة، فهما قابعان في السجن ويدفعان الثمن باهضاً من حريتهما ومصيرهما المجهول.

انفجار يهز مدينة كوباني السورية خلال هجوم انتحاري بسيارة مفخخة من قبل مسلحين داعش على مركز لوحدات حماية الشعب الكردية في وسط المدينة، كما رأيناه من ضواحي سروج، تركيا، 20 تشرين الاول 2014. جوكان ساهين.
انفجار يهز مدينة كوباني السورية خلال هجوم انتحاري بسيارة مفخخة من قبل مسلحين داعش على مركز لوحدات حماية الشعب الكردية في وسط المدينة، كما رأيناه من ضواحي سروج، تركيا، 20 تشرين الاول 2014. جوكان ساهين.

ملاحظة :
هذه الترجمة طبقاً للمقال الأصلي الموجود في المصدر ادناه ، والمركز غير مسؤول عن المحتوى ، بما فيها المسميات والمصطلحات المذكوره في المتن .

 المصدر:

http://www.ibtimes.com/why-we-joined-isis-make-friends-earn-good-wage-2284717