مجلة الأيكونمست | ابو ظبي- الشرق الأوسط وأفريقيا

 خطوة الإمارات لتحسين ميزانيتها الفدرالية

كان الانتظار في طوابير محطات الوقود أطول ببضع دقائق من المعتاد، ولم تكن هناك العديد من الادلة التي تشير الى التخزين. وبصرف النظر عن تذمر الناس الطفيف، مر 31 تموز كأي جمعة أخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن في اليوم التالي، ارتفعت أسعار البنزين بنسبة 30٪ تقريباً، إلى شيء قريب من قيمتها السوقية.

وضع التقليل من إعانات الوقود، التي كلفت الحكومة في عام 2013 نحو (7) مليار دولار ودولة الإمارات في طليعة الدول التي تأخرت حساباتها كثيرا في منطقة الخليج. مع انخفاض أسعار النفط العالمية، فإن دول الخليج العربي تضيع ما يقدر بنحو 380 مليون دولار من عائدات الصادرات لهذا العام حسب تقديرات صندوق النقد الدولي. ستنهي الكويت وقطر فقط هذا العام من دون عجز في الموازنة، وستجبر جميع دول البنزين في المنطقة للنظر في خفض التكاليف.

ان الذي يجعل دولة الإمارات العربية المتحدة فريدة من نوعها هو الجرأة في معالجة السلع التي يراها سكان الدول الغنية بالنفط كحق لهم، مثل البنزين الرخيص، ودفعت الإصلاحات التي أعلن عنها قبل أسبوع، الى رفع سعر البنزين لأعلى مستوى في منطقة الخليج، وفي عمان رفع السعر الى النصف تقريبا. لم يتم تعيين الاسعار في دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل الحكومة، وسوف يتم تعيينها شهرياً من قبل لجنة على أساس الأسعار العالمية، ولكن السعر لشهر آب اقل بـ 13 سنتا فقط من سعر التجزئة الأمريكية.

كيف يمكن لدولة الإمارات أن تفلت من التغييرات التي اثرت في دول الخليج الأخرى ؟ هناك نقطة واحد فقط، وهي ان الكثير من الأعباء ستقع على المغتربين، الذين يشكلون نحو 90٪ من السكان وسوف تشكل شكاويهم مشكلة اذا ما سعوا للحصول على ظروف أفضل، والانتقال الى أماكن أخرى.

ولكن هناك عدد قليل من الخيارات الافضل، يعيش جزء كبير من المنطقة في حالة اضطراب، وقد سمى شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دولة الإمارات العربية المتحدة على أنها المكان الأكثر شعبية للعمل في كل سنة من السنوات الأربع الماضية، وفقا لمنظمة رأي الشباب العربي. حتى بالنسبة للعمال الغرب، فان شوارع دبي تبدو مرصوفة بالذهب، فقد وجدت شركة الاستشارات ميرسر مؤخرا ان مدينة دبي هي الوجهة الدولية الاولى للامريكيين الباحثين عن عمل.

يستمر المواطنون الإماراتيون في الوقت نفسه، الاستفادة من الرعاية الاجتماعية السخية للدولة والتي تساعدهم في كل شيء، من التعليم والرعاية الصحية والسكن وحتى تكاليف الزواج. وعبر الكثير من المؤيدين المحليين لسعر الوقود الجديد على وسائل الاعلام الاجتماعية بأن الارتفاع يقابل زيادة الأجور في القطاع العام في السنوات السابقة (أربعة من أصل خمسة عمال إماراتيين يعملون في الحكومة.) يقول روبن ميلز، رئيس استشارات مجموعة ماننر للطاقة في دبي، “إنهم سكان أثرياء، حتى بعد ارتفاع أسعار الوقود والبنزين، لا يزال الوقود جزءً غير كبير من ميزانية الأسرة”

لا تواجه دول الخليج واقعاً وردياً مثل هذا، فقد واجهت القلة التي حاولت رفع الرسوم الجمركية ضجة عامة. في الأيام التي تلت إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة، فندت السلطات الكويتية والقطرية وبسرعة الشائعات التي تشير الى خفض الحكومة للدعم. وحاولت الحكومة الكويتية رفع أسعار الديزل و الكيروسين في كانون الثاني، إلا أنها مضت مرة أخرى في هذا الاجراء الى منتصف الطريق فقط بعد انفجار غضب الشارع العام. ورفعت سلطنة عمان والبحرين أسعار الغاز الطبيعي للمستخدمين الصناعيين هذا العام، ولكن للمحاولة للحد من الاضطرابات، يقول ﺒﺭﺍﺴﺎﺩ ﺃﻨﺎﻨثاكرﻴﺸﻨﺎﻥ، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في الكويت وسلطنة عمان. فان استراتيجة عُمان “يبدو أنها سترتكز على إصلاح الدعم تجاه المستخدمين الصناعيين والتجاريين أولا، ومن ثم الأفراد ثانيا،”

سحبت المملكة العربية السعودية، غير الراغبة في خفض الإنفاق الحكومي، 244 مليون ريال (65 مليون دولار) بشكل رسمي من احتياطياتها لتغطية الإنفاق في الأشهر الستة الأولى من السنة. كما أصدرت الحكومة أيضا أول سنداتها منذ عام 2007. وتنفق الدولة ما يعادل 8.3٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على دعم الوقود. ويأمل خبراء اقتصاديون ان تحرك دولة الإمارات العربية المتحدة سيشجع السلطات الإقليمية الأخرى. الان هو الوقت المناسب، مع انخفاض أسعار النفط، فان انخفاض الدعم لن يضر تقريبا بقدر ما سيضر ارتفاع سعر النفط لأكثر من 100 $ للبرميل.

رابط المصدر :

http://www.economist.com/news/middle-east-and-africa/21660490-emirates-move-improve-its-federal-budget-day-reckoning-fuel-prices-gulf