سارة اليزابيث ويليامز –مجلة فورين بوليسي

يدعي الدبلوماسيون والعاملون في مجال حقوق الإنسان أن أكبر حلفاء أميركا في العراق تشارك في حملة تطهير عرقي تهدف إلى طرد العرب من الدولة الكردية المستقبلية.

أربيل، العراق – الحرب تجارة قبيحة، ولكن في بعض القرى الشمالية المتناثرة بالقرب من خط المواجهة بين المقاتلين الكرد وجهادي [الدولة الإسلامية]، هناك أدلة متزايدة على جريمة أقبح بكثير يرتكبها أقرب حلفاء أميركا في العراق. فلأشهر عدة، وثّق العاملون في المنظمات الإنسانية في المناطق المتنازع عليها وجود بعض من العرب السنة، الذين نزحوا أثناء تقدم [الجهاديين]وحُرموا من حق العودة إلى ديارهم.

شهود عيان – بما في ذلك نصف عدد عمال الإغاثة، ودبلوماسي أوروبي، ومقيم خائف في تلك المنطقة – يقول ان البيشمركة الكردية القوة العسكرية في كردستان العراق، لديها جدول أعمال تتجاوز قتال [الدولة الإسلامية]: وهي إقامة حدود لدولة كردية في المستقبل، ونقل العرب خارجها.

حكومة إقليم كردستان تبتعد عن بغداد منذ سنوات، ومسؤولو الإقليم استفادوا من الاستقرار النسبي لمنطقتهم ومن الثروة النفطية إلى مزيد من الحكم الذاتي. وقد لعبت بغداد من جانبها دورا من خلال حجب حصة إقليم كردستان من الميزانية الوطنية العراقية والانسحاب من المفاوضات بشأن مبيعات النفط. وقد استغلت حكومة إقليم كردستان أيضا دورها القيادي في المعركة ضد [الدولة الإسلامية] في دفع عجلة قضيته بشكل أكبر: دولة كردستان المستقلة. والشيء نفسه يحدث في سوريا، الميليشيات الكردية السورية تضرب هناك الجماعة الجهادية وتقوي سلطتها على الدولة السورية التي أضعفت إلى حد كبير.

في المعركة التي تلوح في الأفق من أجل الاستقلال الكردي، في المنطقة الغنية بنفط كركوك، 50 ميلا إلى الجنوب من أربيل، هناك خط المواجهة الحاسمة. المنطقة المتنازع عليها الطويلة بين بغداد وأربيل، استولى الكرد على كركوك في حزيران(يونيو) 2014 عندما فرّ الجيش العراقي أمام[الدولة الإسلامية] في شمال العراق. دافعت البيشمركة عن المدينة وأبعدت الجماعة الجهادية إلى الوراء، ووحد الكرد سلطتهم.

أحد الدبلوماسيين الأوروبيين الذين زاروا مؤخرا هذا الجزء من المنطقة تحدث عن “التدمير المنهجي المتعمد للممتلكات العربية السنية على يد قوات البيشمركة، مع معالم غير واضحة من المبررات الأمنية.” وقال: “إنّه ليس عقابا جماعيا فقط لتعاطفهم مع [الدولة الإسلامية]”، وتابع الدبلوماسي “إنّه تطهير عرقي بالجملة …. وإذا كان هذا يوائم خريطة كردستان الموسعة، يمكنك التنبؤ بالقرى المقبلة التي ستسقط، إذ سيتم رسم المنطقة العازلة، ومتى ستتوقف. “

التحدي- يقول هذا الدبلوماسي- هو في تحويل تيار الرأي العام، وخاصة في الغرب، أن الكرد هم فوق الشبهات. بوصفهم احد أكثر القوى الفاعلة على أرض الواقع، وكرد العراق هم العمود الفقري لائتلاف الدول المعادية لـ [الدولة الإسلامية]. تلقوا دعما من التحالف بالأسلحة، والخبرة، والغارات الجوية في العراق وسوريا – الذي يكلف البنتاغون (9,2) مليون دولار يوميا عبر كلا البلدين. على طول خط الجبهة جنوب كركوك، ساعدت تلك الضربات مقاتلي البيشمركة في ان يستعيدوا ما يقرب من ثلاثة أميال من الأراضي، وتستمر الضربات بشكل شبه يومي.

مسؤولون أمريكيون تبنوا ​​الكرد علنا وعدّوهم من أفضل حلفائهم في سوريا والعراق. في شهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ في تموز(يوليو)، أشاد وزير الدفاع بالبيشمركة أنها “مثال على القوات البرية المختصة”، وعدّها نوعاً من القوة “نحن نبحث عن تلك القوة في المنطقة بأكملها.”

ولكن أحد عمال الإغاثة الذي يعمل بين أربيل وكركوك قال أنّه رأى سلوكا فاضحا من البيشمركة بما يكفي لتبرير تحقيق جدي من قبل المشتركين في التحالف. “من وجهة نظري، فإن أيا من هذه الدول تعرف أين أسلحتهم تذهب”.

الدليل، كما يقول عمال الإغاثة والسكان، هو في القرى الفارغة المنتشرة التي دمرت على طول خط المواجهة بين أربيل والموصل والشقق المغبرة جنوبي كركوك. قال عامل إغاثة يعمل عبر كردستان العراق، طلب عدم نشر اسمه حتى لا يُغضب حكومة إقليم كردستان ويفقد حق الدخول لتلك المناطق” هذه المنازل كلها تم تدميرها بعد المعركة”.

يُظهر الدمار في بعض القرى تجاوز الأضرار الجانبية البسيطة. في رحلة إلى الخط الأمامي في منطقة الكوير35 ميلا جنوب غرب أربيل، بدا وكأن ريحا قد هبت فهدمت المنازل منزلا بعد منزل. الحقول والحدائق التي تغذي هذه القرى ومعظمها للعرب تبدو متفحمة.

دمر القتال العنيف الكثير من شمال العراق، ولكن العاملين في المجال الإنساني الذين شاهدوا العشرات من هذه القرى، وصفوا الأنماط الثابتة والغريبة للدمار: الحقول المحروقة والمنازل الفارغة المحترقة والمحاطة بالأسلاك. لا ماشية، لا آلات، لا ستائر، أو أواني فخارية، أو أي مخلفات أخرى من ميادين الحياة اليومية التي يتركها الناس الفارون عادة.

“إنهم يريدون تغيير هذه القرى ديموغرافيا”، قال عامل إغاثة مقره كركوك. “إذا أحرقوا ودمروا هذه القرى، فالناس لن يعودوا. ويريدون من العرب الذهاب إلى مكان آخر “.

وقال عامل إغاثة،أفضل مكان للتحقيق في هذه الادعاءات، منطقة داقوق –التي تمتد عبر 130 قرية والتي تقع 30 ميلا إلى الجنوب من مدينة كركوك، مركز إنتاج النفط الرئيس. كانت داقوق جزءاً من حملة تعريب صدام حسين، الذي تم تنفيذه لضمان بقاء العرق العربي ممثلا بشكل جيد في جميع أنحاء العراق، وبالتالي تدعم سلطة صدام. في داقوق وثم الزحف نحو أربيل، بدأ التعريب في السبعينات واستمر لعقود، حتى هيمن الكرد على كركوك.

وفقا لسعيد كاكي، كبير مستشاري وزير شؤون البيشمركة، كانت قرية (الوحدة) واحدة من أكثر القرى تعريبا في المنطقة. الآن، هي فارغة: اخرج مقاتلو البيشمركة [الدولة الإسلامية] من الوحدة في آذار (مارس) 2015، ولكن السكان لم يعودوا بعد.

وقال عامل إغاثة مقره كركوك”الوحدة دُمرت” ولكن لا يوجد داعش هناك، “حتى بعد أربع قرى، ليس هناك داعش فلماذا يبعدون الناس؟ “

وضعت علامة على مدخل الوحدة بواسطة حاجز صغير على جانب الطريق السريع بين بغداد وكركوك.مقاتل من البيشمركة يرتدي (تي شيرت)للجيش الأمريكي وقف تحت الظل في منتصف النهار ينتظر الحصول على موافقة رئيسه الجنرال، لنتحرك.حذّر المراسل عدم أخذ أي صور، وقال “سيتم تدمير كل شيء، أنه سيكون سيئاً لسمعة البيشمركة إذا رأى الناس”.

الجنرال سردار عبد الوهاب، حليق الذقن مرتديا قميص (الكاكي) وسروالاً فضفاضاً والتي يفضلها البيشمركة، يشرف على(الوحدة) وبقية قطاعه من قاعدة في قرية (الخير والي). جلس القرفصاء على الأرض مع خريطة مغلفة، أشار فيها هو ورجاله إلى التقدم منذ أواخر عام 2014، عندما كان على خط المواجهة مع [الدولة الإسلامية] على مقربة من الطريق السريع الذي نُصبت فيه ألواح خرسانية لحماية سائقي السيارات من القناصة.

الخط الأمامي إلى أميال عدة إلى الغرب، ولكن معظم القرى لا تزال فارغة.وقال “عندما نعدُّ هذه المنطقة آمنة للعيش، يمكن للناس أن يعودوا” وأضاف “في الوقت الراهن، هناك قصف منتظم ولا يوجد ماء أو كهرباء ولا يزال داعش يتسلل ويزرع العبوات الناسفة “.

لكن رجالاً مثل عبد الوهاب يستصعب الثقة بالسكان العرب في المنطقة. أحد الأسباب أنّ بعض البيشمركة متخوفون من السماح للعرب بالعودة إلى القرى، وخوفهم من التعرض للهجوم من الخلف. إذا خرج نشطاء [الدولة الإسلامية]من القرية واختبأوا بين المدنيين العرب، يمكن للتنظيم مهاجمة البيشمركة من كلا الجانبين، وقال عبد الوهاب “معظم العرب هنا الآن هم مع داعش، للأسف”.

وقال الجنرال إنّه سمع عن مزاعم النهب والتجريف، والطرد القسري لكنه نفى ذلك. وأضاف: “إذا فعلنا ذلك، فنحن لسنا أفضل من داعش في الحرب، فعند تحرير منطقة، هناك دائما أضرار في الممتلكات. وإذا كانت العوائل لا يمكنها الحصول على الخدمات في المنطقة، كيف يمكنها أن تبقى على قيد الحياة؟ “

جندي شاب كان واقفا عند مدخل البوابة قال ” الكرد لا ينهبون أبدا.”

شخص ما، ومع ذلك، هو المسؤول عن تجريد الوحدة حتى العظم. فالوحدة نفسها هي بلدة أشباح. قطع مكسورة من الأحجار والجدران المدمرة بالرصاص، والانفجار في كل مكان. ولا توجد مركبات، أو ستائر أو كراسي، أو قمامات يتخلى عنها الجيوش والمدنيين.

عندما سئلوا، قال مقاتلو البيشمركة المصاحبين لهذا المراسل إنّ الناس أخذوا معهم حاجياتهم عند مغادرتهم. ولكن الوحدة كانت قرية زراعية – فكيف أخذوا الجرارات؟ بعد الاستفسارات المتكررة، حصلنا على إجابة جديدة: [الدولة الإسلامية] اقتادتهم.

فهل ذلك معقول؟ لابد أن يكون لـ[الدولة الإسلامية] من الوقت ما يكفي لتجريد قرية تماما في وقت تدافع فيه عن نفسها من إطلاق الصواريخ والغارات الجوية؟

معظم المباني عليها علامات حريق. في أحد البيوت، هناك بعض التحطيم،شاشة حاسوب مدمرة على الأرض. قال أحد مقاتلي البيشمركة: “في بعض الأحيان يقومون بحرق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم”.

الشيخ أحمد، وهو من السكان العرب السابقين من قبيلة شمر ويبلغ من العمر 40 عاما، كان له روايته الخاصة عن الأحداث. قال: إنّه في الأيام الثلاثة الأولى بعد خروج[الدولة الإسلامية]، رافق بعض القرويين مقاتلي البيشمركة إلى الوحدة وقدموا تقريرا إلى أن “كل شيء على ما يرام.” وبعد أسبوع، ذهب الشيخ أحمد للتحقق من ذلك بنفسه ووجد إنّ الوضع ساء إلى حدٍّ كبير.وقال وهو يتحدث عبر الهاتف من قرية(عمر بن الخطاب) المجاورة”وجد أحد الرجال 40 غسالة ملابس في منزله، كانت جمعيها في مكان واحد لنقلها بعيدا.”

عندما سُئل عمّن قد فعل ذلك، قال بإصرار “البيشمركة فعلت ذلك. عندما دخلوا القرية، أحضروا منظمة كردية إجرامية متخصصة في أخذ كل شيء – الأسلاك، الغسالات، كل شيء نملكه “.

خلال الأسابيع التالية، أدعى الشيخ أحمد أن قريته تم إفراغها من قبل رجال يرتدون زيّ البيشمركة. وقال إنه بعد أن جردوا القرية من البضائع الثمينة، قاموا بإحراق البيوت، مدعيا أنه شاهد ذلك من الطريق السريع عن حوالي كيلومتر واحد.

البضائع، بحسب زعمه، سرعان ما بدأت تظهر في الأسواق القريبة التي يسميها بـ(سوق الفرهود) – سوق الأشياء المسروقة. وعندما سمع سكان الوحدة أن حاجياتهم قد ظهرت في السوق، ذهبوا إلى هناك واشتروها بأسعار أقل. كان الشيخ أحمد يشعر بالمرارة لرؤية ممتلكات قريته تباع بسعر بخس، وأيضا من الكذب الذي قيل له ولجيرانه.

“نحن نكره داعش، ولكننا نعرف أنها لم تفعل ذلك”. “لقد كانت البيشمركة”.

وزارة شؤون البيشمركة هي قسم الحكومة الإقليمية المكلفة بقتال [الدولة الإسلامية] والحفاظ على أمن إقليم كردستان. خاض مقاتلو البيشمركة معاركا جعلت كرد العراق على الطريق إلى الاستقلال عن بغداد، والقائد العام للمجموعة العسكرية، رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني، يشكك في المزاعم التي أدلى بها العرب في المناطق ذات الأغلبية الكردية. في حالة الوحدة، قبيلة شمر ليس لها صلات تاريخية في منطقة كركوك فقد جاءت مع حملة تعريب صدام حسين. ونتيجة لذلك، فان الكرد المحليين غالبا ما يعدونهم دخلاء غير جديرين بالثقة.

وقال كاكي، المستشار في وزارة شؤون البيشمركة”الاعتماد على مصادر مشكوك بها لا يضيف شيئا سوى المزيد من الإرباك على المطالبات ذات الدوافع السياسية”.وأضاف “على المرء أن يتعامل مع مطالب الناس[المعربين]في قرية الوحدة مع قدر كبير من الشك.”

اعترف كاكي بارتكاب أخطاء في الوحدة، مما يدعو إلى مزيد من التدريب للبيشمركة من الداعمين الدوليين، مع زيادة في التركيز على الأخلاق والمعايير الدولية لتجنب ما وصفه بـ”السلوك غير الحضاري”. وقال” بالنسبة لنا الوحدة موقع حساس واستراتيجي”، وأضاف “نُهبت بعض القرى من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك البيشمركة، ولكن يجب ألّا تستخدم هذه المسألة ضد طرف واحد في حين يتم تجاهل أولئك الذين كانوا السبب الأهم في القتال والحرب.”

وقال الشيخ أحمد من جانبه، ان مسؤولي الحكومة وعدوا سكان الوحدة أنهم باستطاعتهم العودة إلى ديارهم. ولكن هذا لم يحدث منذ أربعة أشهر. مثل الجندي الذي على حاجز التفتيش، قال انه يعتقد ان الدخول إلى “المستوطنات”المدمرة ستحمل مخاطر على قوات البيشمركة.وأضاف “إنهم خائفون من الإدانة الدولية”.

الإدانة، أو طرح بعض الأسئلة بشأن المساءلة على الأقل، قد تكون آتية. يدرس الباحثون في مجال حقوق الإنسان وخبراء في القانون الدولي على نحو متزايد مزاعم انتهاكات البيشمركة – ويطالبون بإجابات.وقال الباحث كريستوف ويلكى في هيومن رايتس ووتش “يبدو أن حالة الوحدة هي المرة الأولى التي تورط فيها البيشمركة مباشرة بلا جدال” في التهجير القسري للعرب.

فقد نشرت المنظمة تقريرا في شباط(فبراير)، أدعت فيه أن القوات الكردية منعت النازحين العرب المدنيين من العودة إلى منازلهم في محافظتي نينوى وأربيل، فيما سمحت للمدنيين الكرد بالعودة. وقد تمت محاصرة بعض المدنيين العرب في “مناطق أمنية” بحسب ما قال التقرير، وإن السكان حرموا من الخدمات الأساسية أو فرص العمل.

هذه الاتهامات تثير مسألة معقدة للدول التي تدرب القوات الكردية أو تجهزهم: هل يستمرون في تقديم المساعدات العسكرية في حال استخدام الأسلحة لارتكاب ما يعدّه الخبراء جرائم قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب؟

ألمانيا إحدى تلك البلدان، التي أرسلت 1700 طن من المساعدات العسكرية إلى العراق – من البنادق والذخيرة إلى الخوذات، والهواتف المحمولة، ومعدات الإسعافات الأولية – وأرسلت مدربين عسكريين لتدريب البيشمركة في قاعدة (خير والي) .

وقال جيرو فون فيرتجمن، المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أن حكومته “لا يوجد لديها دليل” على المزاعم القائلة إن مقاتلي البيشمركة المدعومين من ألمانيا قد نهبوا القرى العربية ودمروها. وعندما رفعت ألمانيا مثل هذه الادعاءات إلى نظرائها من العراقيين، قال: “يقولون أنها ليست جزءاً من سياساتهم وأنهم سوف ينظرون في الأمر.”

الولايات المتحدة، في الوقت نفسه، لديها المسؤولية القانونية لقوات أمن التعليم والتدريب المهني الذي كان يوزع المساعدات. قانون ليهي المعدل لعام 1997 في المساعدات الخارجية، يطلب من الولايات المتحدة قطع مساعدتها للوحدات العسكرية الأجنبية التي تنتهك حقوق الإنسان.

وقالت لينا غروفر، وهي خبيرة قانونية دولية عن حقوق الإنسان وزميلة باحثة في مؤسسة العلوم الوطنية السويسرية أن العنصر الحاسم هو في “معلومات موثوق بها” عن انتهاكات حقوق الإنسان.وأضافت إنّ “الأدلة المكتشفة في الوحدة تمكن على بدء الحديث بشأن (معلومات ذات مصداقية)لمعرفة مطابقتها على تعديل ليهي”.

وقال مايكل لافالي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” من قبل أي انتهاكات ارتكبت في الحرب ضد [الدولة الإسلامية] وكان قد سبق أن أثيرت مخاوف إزاء انتهاكات محتملة للبيشمركة مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني.وأضاف أن “الادعاءات التي ذكرتها خطيرة، ونحن نحث حكومة إقليم كردستان على إجراء تحقيق وتحديد الوقائع”، وقال: “إذا تأكد ذلك فان أولئك الذين تثبت مسؤوليتهم عن هذه الانتهاكات يجب أن يُحاسبوا”.

وقالت أليسا سميث المتحدثة باسم وزارة الدفاع إن السفارة الأمريكية في العراق تعمل بشكل وثيق مع الحكومة العراقية لمعالجة “أي قضايا مؤكدة” عن معدات أمريكية يساء استخدامها. وأضافت “صرح رئيس الوزراء حيدر العبادي إن لديه سياسة عدم التسامح مطلقا مع انتهاكات حقوق الإنسان من قبل أي عنصر أمني، وأن الجناة يجب أن يُحاسبوا، وينبغي أن تدرج كل الجماعات المسلحة والميليشيات وفق منظومة أمن الدولة”.

تعليق سميث يسلط الضوء على مشكلة هيكلية هامة: على الرغم من تسليم التحالف الأسلحة إلى الكرد عبر بغداد، فإن العبادي، والدولة العراقية، على أرض الواقع ليس لديهم السيطرة على قوات البيشمركة. فقد أشارت ماريا فانتابي، كبيرة المحللين عن العراق في مجموعة الأزمات الدولية إن “هذه السياسة الائتلافية الحالية توفر للدول الغربية مع الإطار القانوني الاسمي في إرسال أسلحة إلى كردستان العراق، وتعفيها في الواقع من المسؤولية لمتابعة ما يقوم به المستخدمون مع هذه الأسلحة على الأرض “.

وبالرجوع إلى قرية عمر بن الخطاب، على جانب الطريق من الوحدة، كان الشيخ أحمد يحاول أن يبقي الأمل. أخذت قبيلته تفتخر في علاقتها الجيدة مع جيرانهم الكرد، وكان يعتقد أن قريته قد أحرقت ولكن لم تحرق وتدمر لوجود ببعض النوايا الحسنة.وقال “نحن نأمل أن يسمحوا لنا بالعودة إلى قريتنا لندافع عنها ضد داعش”، وأضاف “نحن لا نريد أن نكون مسلحين. نريد أن نعمل مع الحكومة “.

ولكن بعد أسابيع من النزوح امتدت إلى أشهر ثم نصف عام، صار من الصعب التفاؤل.

“إنهم يحاولون ركل العرب بعيدا عن كركوك ويعلنوا دولة للكرد.ومع ضعف الحكومة العراقية، فان أمريكا إذا ما دعمتهم، سوف ينجحون “.

رابط المصدر :

Destroying Homes for Kurdistan