نيكولاس باراسي – صحيفة وول ستريت جورنال

قطر الدولة الخليجية الصغيرة والغنية جدا التي وجهت إليها باستمرار أسئلة بشان محاولتها لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم, خسرت للتو أحد أكبر مؤيديها بعد أن قدم رئيس الفيفا سيب بلاتر استقالته من منصبه يوم الثلاثاء.

واعلنت  قطر استعدادها للقتال معلنة انها ترحب باجراء اي تحقيق فيما يخص كيفية حصولها على استضافة كأس العالم, لكن اذا ما تم سحب حق الاستضافة منها فان اقتصادها سيواجه شبح الهبوط, مع ان سوقها للأوراق المالية قد تأثر بالفعل.

انخفض رأسمال المستثمرين بنسبة 3٪ عند افتتاح سوق الدوحة اليوم, على الرغم من تقلص خسائر التداول في منتصف النهار. وتأثرت المصارف ايضا تحت وطأة التراجع: التي تلعب دورا هاما في تمويل مشاريع كأس العالم للبناء.

ولم يتضح على الفور من هم المشترون الجدد, لكن من المعروف ان المؤسسات المحلية وأصحاب الثروات وكبار المستثمرين يتدخلون لدعم الاسهم عندما تنخفض الأسعار فجأة. لا تزال أسهم الشركات المساهمة في البناء من أكبر الخاسرين, حيث انخفضت بنسبة 2٪ تقريبا. وهبط سهم “إزدان” القابضة بنسبة 2.6٪, في حين هبط سهم شركة “بروة” العقارية وشركة الإسمنت الوطنية على حد سواء بنسبة 0.8٪ عند الإغلاق.

ومن المؤكد أن الاقتصاد القطري لا يزال ينمو بخطى سريعة – حوالي 7٪ هذا العام – ولكن طموحات قطر لتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط والطاقة من شأنه أن يتعرض لضربة في حال فشلت البلاد في استضافة كأس العالم.

يقول جياس جوكنت, وهو اقتصادي في قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في المعهد الدولي للتمويل ومقره في دبي “ان اي تغيير محتمل في مكان الاقامة سيشكل انتكاسة للاقتصاد القطري, مما يعني خفض في النفقات, وتدهور الثقة في قطاع الأعمال, السياحة, وفي نهاية المطاف النمو ايضا, بالإضافة إلى الطاقة الإنتاجية الفائضة في عدد من المرافق “.

وقال رئيس اتحاد كرة القدم في قطر الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني بعد استقالة السيد بلاتر “لقد تعاونا بالكامل مع تحقيقات السيد غارسيا – وأزلنا الشبهه عن أية اخطاء قمنا بها – ونرحب بمكتب المدعي العام السويسري الذي يقوم بعمله ويحقق في عملية الاختيار لكأس العالم 2018 و2022”.

وقال عزمي مجاهد, المتحدث باسم اتحاد كرة القدم المصرية, ان فرص قطر في استضافة كأس العالم 2022 “قد تضاءلت بشكل كبير.”

كان كأس العالم يعتبر لبنة هامة لدولة غنية بالغاز لرفع مكانتها على الساحة الدولية, ويأتي هذا في وقت تحاول فيه قطر, احدى أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم واحدى كبار منتجي النفط أيضا, التعامل مع تأثير انخفاض أسعار النفط. حذر صندوق النقد الدولي مؤخرا من ان البلاد ستواجه مخاطر عجز في ميزانية عام 2016 حيث ان تراجع اسعار النفط اضر بدخلها.

وتقول مونيكا مالك رئيسة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري “العودة المتوسطة للاستثمار وتنويع الاقتصاد أمر بالغ الأهمية, لا سيما في ضوء انخفاض اسعار النفط والغاز”.

ومع ذلك, تظهر قطر علامات تذكر على تباطؤ وتيرة الإنفاق على مشاريع البنية التحتية في التعليم والنقل والرعاية الصحية, وهي قطاعات تتطلب استثمار المليارات لتلبية مطالب السكان المتزايدة.

تقول السيدة مالك “من المرجح أن يستمر برنامج تطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية والنقل, التي هي جزء من خطة التنمية المتوسطة الاجل في قطر بغض النظر عن استضافتها لنهائيات كأس العالم”.

 رابط المصدر:

Sepp Blatter Exit Hits Qatar Stocks and Could Hurt Economic Change