سالم أفِجي، أنقرة

يصر المحللون  أن السبب وراء تبادل الحرب الكلامية مؤخراً بين حكومة إقليم كردستان العراق وحزب العمال الكردستاني المحظور حول وضع مدينة سنجار شمال العراق بسبب القيمة الإستراتيجية للمدينة للطرفين لكليهما .

السيد سرهات إركمين، وهو محلل بارز بالشرق الأوسط، قال لتودايز زمان أن التوتر بين حزب العمال الكردستاني وحكومة إقليم كردستان قد بلغ حد جديد، بسبب الخلاف حول وضع سنجار، التي لها قيمة إستراتيجية لحكومة إقليم كردستان. ويرجع ذلك إلى واقع المدينة – التي تقع داخل حدود محافظة الموصل العراقية –  إذ أنّ فيها الكثير من الأكراد، وذلك يعطي الذريعة لحكومة إقليم كردستان الشرعية للسيطرة على مدينة الموصل.

وتحدث آيدن معروف سليم، ـ نائب تركماني في برلمان حكومة إقليم كردستان ـ إلى زمان اليوم الثلاثاء، قائلاً : إن حزب العمال الكردستاني يسعى إلى السيطرة على المناطق الشمالية من إقليم كردستان منذ عام 1991 ووجد فرصة لتحقيق أهدافه عندما هاجمت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مناطق في إقليم كردستان، مثل سنجار وكركوك.

وفي بيان شديد اللهجة، إنتقد فيه رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني حزب العمال الكردستاني – الذي مقره في جبال قنديل في شمال العراق – بالتشويش والتدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة، متهماً جماعة إرهابية بإثارة حرب أهلية بين الأكراد. في سلسلة من الإتهامات المتبادلة بين الطرفين، وشارك دوران كالكان، القائد العسكري للجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني، وحكومة إقليم كردستان والمسؤولين في الإتهامات المتبادلة، وكشف عن العلاقات الفاترة بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني الحزب الحاكم في المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في العراق.

وكذلك ااتهم كالكان بارزاني ووصفه بالـ”دكتاتور”، وأثار انتقاداً سريعاً من جانب بارزاني، وهو أيضا زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني.

وقال كالكان بحديثه إلى محطة التلفزيون (ميد نيجيه)، التابعة لحزب العمال الكردستاني في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، أن حزب العمال الكردستاني لا يسمح بقيام دكتاتورية في جنوب كردستان [في إشارة الى الأراضي التي تحكمها حكومة إقليم كردستان]. إذ قال :” لا يمكن للدكتاتورية في جنوب كردستان أن تستمر. ولا ينبغي أن يقال أن يجري حكم جنوب كردستان من هولير [أربيل] فقط  .ويجب أيضا أن يكون هناك حكم ذاتي في سنجار وكركوك وجيريمان ودهوك والسليمانية”. وإن أربيل هي عاصمة إقليم كردستان. وأضاف السيد كاكلان قائلاً : “إذا حدث ذلك، فكركوك أيضاً يمكن لها أن تنضم الى جنوب كردستان”.

وأثارت رغبة حزب العمال الكردستاني المشاركة في إدارة المنطقة الكردية إنتقادات عنيفة من حكومة إقليم كردستان، ولاسيما من السيد بارزاني الذي اتهم جماعة إرهابية بأنهم خونة للحركة الكردية. متحدثاً للزمان دايلي يوم الثلاثاء، وجادل السيد سري سورييا أوندر، ـ وهو نائب عن حزب الشعب الديمقراطي في تركيا الموالي للأكرادـ بأن الجمعية المحلية في سنجار جرى تشكيلها من  الإرادة الحرة للسكان المحليين ومن دون فرض صادر عن حزب العمال الكردستاني.

وأصر أوندر على إقتراح حزب العمال الكردستاني لتشكيل كانتون في سنجار وقدم بعد قرار السكان المحليين لإنشاء التجمع المحلي. قال : ((صحيح أن هناك توتر [بين حزب العمال الكردستاني وحكومة إقليم كردستان] ولكن أنا أعتبر هذا التوتر المرحلة الأخيرة قبل حل … إتحاد المجتمعات في كردستان [المنظمة التي تضم حزب العمال الكردستاني] لن تجعل المساعي التي يمكن أن تزعزع إستقرار المنطقة )).

في حين أن حزب العمال الكردستاني يتمتع بالحكم الذاتي في المناطق المتاخمة لجبال قنديل من دون إنقطاع من قوات أمن حكومة إقليم كردستان – المعروفة باسم البشمركة – وحكومة إقليم كردستان تعارض تماماً بتمديد عن متناول حزب العمال الكردستاني، ولاسيما بعد أن قاتلوا المجموعتين معاً ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في شمال العراق.

ان تقدم الدولة الاسلامية في عمق منطقة سنجار ـ في الصيف الماضي ـ أدى إلى تشريد عشرات الآلاف من السكان المحليين، فأوقف تحالف هـش بين حكومة إقليم كردستان وحزب العمال الكردستاني، بدعم من الغارات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي المعادي لتنظيم داعش.

وفي ديسمبر من العام الماضي، كسر التحالف خطوط الدولة الإسلامية في سنجار بعد أشهر من المعارك الشرسة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المدينة والمنطقة المحيطة بها مصدراً للإحتكاك بين حكومة إقليم كردستان وحزب العمال الكردستاني، وبدأ الصراع على السلطة والهيمنة عليها. ويهدف حزب العمال الكردستاني لإقامة كانتون في سنجار مماثلة لإدارات المدن التي يديرها حزب الإتحاد الديمقراطي في شمال سوريا، في حين ظهرت حكومة إقليم كردستان معارضا لفكرة الحكم الذاتي في المدينة.

ويبدو أن حزب العمال الكردستاني أنقذ الناس في سنجار من الوقوع تحت حكم الدولة الإسلامية”. وقال سليم :”بعد الهدف الرئيسي هو إلابتعاد عن حكم حكومة إقليم كردستان وإعلان كانتون رابع تحت حكمها، جنباً إلى جنب مع الكانتونات الثلاثة الأخرى التي تسيطر عليها الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا”.

وأثار اعتبار طلب حزب العمال الكردستاني للقيام بدور أكبر في المنطقة من  حكومة إقليم كردستان وعدم الإرتياح في اربيل، مما دفع بارزاني لتحدي كالكان علناً. وقال : ((بارزاني حكومة إقليم كردستان لن تسمح لهيكل مزدوج في حكم المنطقة))، وشجب محاولات حزب العمال الكردستاني ، ووصفها بأنها أعمال استفزازية تهدف إلى إطلاق العنان لحرب أهلية  وإضطرابات بين الأكراد.

حزب البارزاني هو الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة التركية في أنقرة يتمتعون بعلاقة وثيقة ويحافظون على عدد من السياسات المشتركة ضد حزب العمال الكردستاني.

أسهم دوغان ارطغرل بهذا التقرير.

 رابط المصدر :

http://www.todayszaman.com//diplomacy_tension-between-pkk-and-krg-escalates-due-to-strategic-value-of-sinjar_378588.html