نانسي يوسف -موقع ديلي بيست

يحدث الآن أكبرهجوم ضد تنظيم داعش، من دون اللجوء إلى المساعدة الأمريكية ولكن مع دعم لا متناهي من إيران.

شن الجيش العراقي حملة كبيرة لاستعادة مدينة رئيسية من الدولة الإسلامية في مطلع هذا الأسبوع, والذي عدته الولايات المتحدة تحركا “مفاجئا”،على حد تعبير أحد المسؤولين في الحكومة الأمريكية.

وصرح مسؤول في الدفاع في والولايات المتحدة للديلي بيست :إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة والتي أجرت العديد من الغارات الجوية في السبعة أشهر الماضية بالنيابة عن العراق لم تشارك في الهجوم،وصرح إن الجيش الأمريكي ليس لديه أي خطط للتدخل في هذه العملية.

بدلا من ذلك ،يشارك المستشارون العسكريون الإيرانيون جنبا إلى جنب مع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في الهجوم على المدينة السنية مما يثير احتمالاً أن الكفاح من أجل صد داعش يمكن أن يصبح حرباً طائفية.

وتشير الأخبار إلى أن الأمور لا تسري على ما يرام فيما يخص الجهود الأميركية لمحاربة الجماعات الإرهابية,في يوم الجمعة،صرح مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية للديلي بيست: أن الهجوم المخطط ضد معاقل داعش في الموصل قد تأجل إلى أجل غير مسمى, وخلال عطلة نهاية الأسبوع،أعلنت إحدى الجماعات المتمردة ضد النظام السوري والمدعومة من الولايات المتحدة في سوريا الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

بعد ذلك جاءت معركة تكريت غير المتوقعة,خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما يقارب ثلاثين ألف جندي من الجيش والميليشيات, معظمهم من الشيعة, شنوا هجوماً على مدينة تكريت ذات الغالبية السنية،تكريت هي مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين وتعتبر رمزاً  له لثلاثة عقود من الممارسات القمعية ضد الأغلبية الشيعية.

وصرح مسؤولو وزارة الدفاع أن المسؤولين الأمريكيين لم يكن لديهم اطلاع كبير ومساهمة في التخطيط  وتحديد توقيت العملية,وقالت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الاثنين أنها لن تجري غارات جوية لدعم الهجوم على تكريت لأن الحكومة العراقية لم تطلب مثل هكذا مساعدة.

والولايات المتحدة كانت تحمل في جعبتها احتمال توجيه ضربات في تكريت لفترة من الوقت ولكن توقيت الهجوم وطبيعته “المفاجئ” للإدارة  الأمريكية غيّر المفاهيم مثلما أوضح مسؤول حكومي للديلي بيست.

ولعل الدليل الأوضح إن الائتلاف لم يشارك في التخطيط للحملة المحتملة  في تكريت يمكن استنباطه من الحملة الجوية للتحالف ضد داعش, لأن آخر الطلعات الجوية للتحالف في تكريت قد شنت منذ أسابيع ,في  الوقت نفسه ، تجري طائرات حربية أمريكية غارات شبه يومية في منطقة الموصل استعدادا للحملة العسكرية.

إن عمق التدخل الإيراني وعدم اشتراك الولايات المتحدة في معركة تكريت اثبت إن الحملة التي يقودها التحالف لم تفعل شيئا يذكر لإضعاف النفوذ الإيراني في الأمن العراقي,وصرح اثنان من مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية للديلي بيست إن القوات الإيرانية كانت تطلق صواريخ من المدفعية الإيرانية “في محيط” الحملة العسكرية العراقية.

هناك تقارير عدة  تفيد أن اللواء قاسم سليماني القائد الغامض للحرس الثوري الإيراني في الخارج حاضر على الأرض قرب تكريت.

القرار العراقي بعدم التعاون مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة حّول الحرب ضد داعش في العراق إلى مسارين مزدوجين ذي نهج واحد, مسار تسير عليه قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة والآخر مسيطر عليه من قبل الإيرانيين, وكل من هما لديه إستراتيجية عسكرية خاصة.

صرح مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر لجمهور في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك يوم الاثنين, “طالما يدرك الإيرانيون أن ما نقوم به ينسجم مع أهدافهم والتي هي القضاء على داعش, فنحن نسير في مسارين متوازيين هناك”.

وقال مسؤولون أمريكيون إن استرجاع المدن من داعش سوف يستغرق شهورا وذلك يعود لاستخدام أساليب عسكرية هدفها تقليل الخسائر في صفوف المدنيين وعدم تدمير المجتمعات والبنى التحتية,وفضلاً عن ذلك، هنالك مستشارون أمريكيون يدربون ألوية عراقية تشمل بعض مظاهر التمثيل السني.

لكن النهج الذي تتبعه إيران والمليشيات الشيعية في تكريت هو طائفي إلى حد كبير, بدلا من حملة عسكرية متعمدة ،تبدو القوات مستعدة لقصف تكريت وبقوة, هذا ما يرجح عدم الحاجة لحملة جوية.

صرح مسؤولو وزارة الدفاع :إن هناك مخاوف من أن الجهد العراقي المدعوم من مؤيديهم الإيرانيين،سوف يؤدي إلى تدمير أجزاء من المدينة,و إن مثل هكذا إجراءات سيكون لها تأثير رمزي كبير وبشكل متزايد على جهود تقليل التوتر الطائفي بين الأقلية السنية وحكومتهم التي يهيمن عليها الشيعة.

وصرح مستشار للحكومة الأمريكية و المكلف في الرصد والتعامل مع المسؤولين العراقيين للديلي بيست “أعتقد أن هناك قدراً كبيراً من الفرح في الذهاب إلى المدينة التي حاربت إيران لعقد من الزمن” في إشارة إلى دور تكريت في سبع سنوات من الحرب ضد إيران, وأضاف :”أتخيل قاسم سليماني في تكريت وهو يوجه القوات العراقية إلى تدمير رموز النظام السابق والمقاومة السنية”.

بسبب ذلك،المسؤولون في البنتاغون يراقبون وبعناية كيفية هجوم القوات العراقية على تكريت لتحريرها من داعش،على الرغم من أن البوادر لا تبشر بخير.

“هذه هي الريادة الحقيقية”،صرح مسؤول آخر بوزارة الدفاع, “إذا أصبحت المعركة طائفية،فسوف نتحول إلى مكافحة الإرهاب، و نبتعد عن تدريب القوات العراقية,والتحالف سينتهي بصرف النظر “.

داعش مسيطرة على تكريت منذ الشهر السادس،فقط بعد أن اقتحمت ثاني أكبر مدينة في العراق الموصل،وجعلها عاصمة الخلافة المحلية لها.القوات العراقية حاولت ثلاث مرات على الأقل لاستعادة السيطرة على المدينة من دون نجاح يذكر. وفي إحدى المرات اصدرت  داعش صوراً تزعم فيها قتل 1700 جندي في مدينة تكريت وحولها .

لكن لم يسبق للعراق إن سعى للاستيلاء على المدينة مع هذا العدد الكبير من القوات ومع الكثير من المساعدة من إيران،مما يجعل هذه الحملة أفضل فرصة لاستعادة المدينة.قال سنان عدنان،وهو باحث في معهد واشنطن العاصمة لدراسة الحرب:

“أنا لا أعلم إذا كانت العملية ستنجح لكنني أعرف إن مثل هكذا عدد واستعداد كان ناجحا في الماضي”.

وتواجه القوات تحديات كبيرة متمثلة بداعش والتي تكافح للاحتفاظ بتكريت،آخر معاقلها في محافظة صلاح الدين.وصرح المستشار:

“سيكون هناك قتال” .

وصرح عدنان :أن انتصار القوات المدعومة من إيران في تكريت،سيؤدي إلى نصر نفسي ويضع الأساس لحملة في نهاية المطاف في الموصل،وذلك لان تكريت تقع على الطريق الذي يربط بغداد بالشمال.

وبالنسبة للبعض في وزارة الدفاع، فإن هناك مخاوف من أن برامج التدريب والمساعدة ستؤدي إلي تدمير المدن السنية،وليس القضاء على داعش.

صرح المستشار”هذا هو تآكل لاستقلال العراق وسيادته والذي يهدد مصالحنا في المنطقة”, وأضاف “لن يبقى هناك الكثير من تكريت.”

واعتبارا من 30 يناير, أنفقت الولايات المتحدة وقوات التحالف ملياراً ونصف المليار دولار على الحملة ضد داعش ، وضربت ما يقرب من 2500 هدفاً من الأهداف. القيادة المركزية الأمريكية ،والتي تقود الجهود الأميركية،أشارت إلى إن جميع الأسئلة بشأن العملية في تكريت يجب إن توجه للحكومة العراقية.

رابط المصدر:

Iraq’s Attack Against ISIS Catches U.S. ‘By Surprise’