هل الحرب بين الولايات المتحدة والصين مستحيلة، أم غير محتملة، أم حتمية؟
تُعد العلاقة الراهنة بين الولايات المتحدة والصين، والتي لا تزال تتسم بقدر من التعاون، سبباً رئيساً في جعل احتمال اندلاع حرب بين البلدين غير مرجّح، رغم التحديات المتعددة التي برزت خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب. ولا شك أن تعزيز التعاون الاقتصادي يمثل الخيار الأمثل لتفادي الحرب، إذ من المرجح أن تُدرك كل من الولايات المتحدة والصين أن تكلفة الحرب تفوق بكثير تكلفة السلام. ومع ذلك، قد تبرز بعض السيناريوهات التي ترى فيها إحدى الدولتين، أو طرف إقليمي، أن الحرب تستحق المخاطرة، رغم بقاء هذا الاحتمال ضعيفاً.
ومن المهم أن يتأمل المراقبون تطورات العلاقة بين هاتين القوتين، في ضوء الفرضيات المتداولة حول إمكانية نشوب حرب مستقبلية بين الولايات المتحدة والصين، سواء بصورة مباشرة أو عبر أحد جيران الصين، وكيف يمكن أن تتحول هذه المواجهة إلى كارثة إقليمية وعالمية، سواء من حيث أثرها الاقتصادي أو تداعياتها على الاستقرار السياسي والاجتماعي. وستتطرق هذه الدراسة إلى المصالح الدولية القائمة والمتنامية الناتجة عن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
كما ينبغي على شركاء هاتين الدولتين أن يأخذوا في الحسبان العوامل التي قد تسهم في نشوب حرب محتملة بينهما، مثل التوترات السياسية على مستوى القيادة، تحديداً بين الرئيس شي جينبينغ والرئيس دونالد ترامب، إضافة إلى أخطار سوء التقدير أو الحسابات الخاطئة. وستختتم الدراسة بالتأكيد على عمق الترابط الاقتصادي بين البلدين في إطار التبادل التجاري الدولي، وتكلفة الحرب المرتفعة، وهي عناصر تعزز من ضعف احتمالية اندلاع صراع مسلح بين الطرفين.
ويُعزى أحد الأسباب الجوهرية وراء استبعاد خيار الحرب إلى ما أشار إليه كل من ويب (Webb) وكرازنر (Krasner)، إذ ما تزال الولايات المتحدة تلعب دور “القوة المهيمنة” عالمياً، وهو ما سيتم التطرق إليه لاحقاً من حيث تفوقها العسكري والمالي.