back to top
المزيد

    مخاطر التصعيد وضبط الإشارات: حافة الهاوية في التفاعل الإيراني – الإسرائيلي

    جعفر حسون عباس/ ماجستير في الاستراتيجية _ جامعة النهرين                              

    د. سهاد إسماعيل خليل/ أستاذ الاستراتيجية _ جامعة النهرين              

    في لحظة شديدة الحساسية من التوتر الإقليمي والدولي، تعود الأسئلة الكبرى لتفرض نفسها من جديد: لماذا، على الرغم من كل التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، لم تنزلق المنطقة إلى حرب شاملة؟ ثم، ما الذي يعنيه دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط المواجهة بضرب مواقع نووية إيرانية؟ هل هو بداية لكسر التوازن أم محاولة لتثبيته؟ بالإضافة إلى تساؤلات أخرى تتعلق بطبيعة العقلانية والانضباط التي رافقت سلوك إيران السياسي والعسكري طوال فترة المواجهة وتقدير المخاطر.

    إن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب الخروج من التحليلات البديهية البسيطة، والانتقال إلى منهجيات تحليلية متعددة المستويات، وفي مقدمتها نظرية الردع من جهة، ونظرية المبارزات من جهة أخرى. فالردع ليس فعلاً مادياً يتعلق باستخدام القوة، بل هو سلوك استراتيجي عقلاني يسعى إلى منع الخصم من الإقدام على الفعل، من خلال خلق قناعة راسخة لديه بأن الثمن سيكون باهظاً. أما نظرية المبارزات، فتقدم إطاراً تحليلياً يساعد على فهم كيفية تفكير الفاعلين في بيئة تنافسية كبيئة الصراع الإيراني الإسرائيلي، إذ لا يتخذ القرار في الفراغ، بل في ضوء أفعال وردود أفعال الخصم.

    يهدف هذا المقال إلى تحليل مخاطر التصعيد وضبط الإشارات في إطار ما يُعرف بـ “استراتيجية الهاوية”، مستعيناً بطروحات توماس شيلينج ضمن نظرية الألعاب، والتي تبرز كيف يمكن للطرفين استخدام التهديدات والتصعيد المدروس لتحقيق الردع دون الانجرار إلى حرب شاملة. في هذه الورقة البحثية، نحاول فهم ما إذا كان الردع قد تحقق فعلاً بين إيران وإسرائيل، وما طبيعة هذا الردع: هل هو ردع تقليدي يعتمد على التوازن، أم ردع قائم على سياسة الحافة والخداع؟ كما تسعى الورقة إلى دمج مفاهيم الردع مع فرضيات الألعاب الصفرية وغير الصفرية لتحليل سلوك الطرفين، مع الأخذ بنظر الاعتبار الإشارات التي يبعثها طرف للآخر، بشكل مباشر أو غير مباشر، لإفهامه قدرته أو استعداده للرد أو التصعيد دون الدخول في مواجهة مباشرة.

     

    لقراءة المزيد اضغط هنا