back to top
المزيد

    حرب بلا منتصر؟ تحليل عواقب الحرب الإيرانية الإسرائيلية

    في الساعات الأولى من صباح يوم 13 يونيو/حزيران 2025، شنَّ الجيش الإسرائيلي هجوماً واسعاً استهدف منشآت نووية وبنية تحتية عسكرية في إيران. شاركت نحو 200 طائرة حربية من طراز إف-15، وإف-16، وإف-35 في الغارات التي نُفِّذت غداة انتهاء مهلة الشهرين التي منحها الرئيس دونالد ترامب لإيران للتوصُّل إلى اتفاق. نفَّذت الطائرات المشاركة في الهجوم نحو 330 غارة، استُخدمت فيها صواريخ ثقيلة تمكَّنت من تدمير مبانٍ سكنية بأكملها في العاصمة طهران.

    ذكرت التقارير أن العملية ركزت على عشرات المواقع، بما في ذلك أماكن مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وقواعد عسكرية، وقادة بارزين. كما أنشأ الموساد قاعدة سرية للطائرات المسيَّرة بالقرب من طهران، استُخدمت في ضرب منصات إطلاق صواريخ كانت موجَّهة نحو إسرائيل ضمن العملية. شملت المهمة، التي نُسِّقت مع الجيش الإسرائيلي، تهريب أسلحة دقيقة إلى داخل إيران، ونشر عناصر من وحدة كوماندوز تابعة للموساد لتعطيل الدفاعات الجوية، بهدف تأمين التفوق الجوي للطائرات الإسرائيلية.

    وبعد نحو عشرين ساعة من الهجوم الإسرائيلي، بدأت إيران هجماتها المضادة عبر إطلاق موجات من الطائرات المسيَّرة والصواريخ باتجاه إسرائيل. نفَّذت إيران عدة هجمات صاروخية، استخدمت فيها نحو 550 صاروخاً باليستياً، وأكثر من 1000 طائرة مسيَّرة. وفيما لم تنجح غالبية الطائرات المسيَّرة في الوصول إلى أهدافها نتيجة عمليات الاعتراض، كان معدَّل الصواريخ التي نجحت في تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية يتخذ منحًى تصاعدياً خلال الموجة الثالثة.

    عموماً، الصراع بين إيران وإسرائيل ليس جديداً؛ إذ يعود إلى عقود من الزمن، حيث تدهورت العلاقات بعد الثورة الإيرانية في عام 1979، وتبنّت إيران سياسات مناهضة لإسرائيل. كما تصاعدت هذه الخلافات في السنوات الأخيرة مع الانخراط الإيراني في النزاعات الإقليمية، وتقديم الدعم لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان. فالحرب التي استمرت 12 يوماً هي جزء من تصعيد أكبر بين الدولتين، تميّز بمواجهات مكثّفة استُخدمت فيها أساليب الحرب التقليدية والحديثة.

    تمثّل الحروب والصراعات العسكرية بين الدول دائماً تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. ومن بين هذه الحروب، تبرز الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً كواحدة من أبرز الأزمات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط. فعلى الرغم من قصر مدة الحرب، إلا أن آثارها كانت عميقة على المستويات الاستراتيجية، والسياسية، والإنسانية. وتهدف هذه الورقة إلى دراسة العواقب التي ترتبت على الأطراف المتحاربة، إيران وإسرائيل، في مختلف الجوانب، بدءاً من الخسائر العسكرية والاقتصادية، وصولاً إلى التأثيرات السياسية والإقليمية.

     

    لقراءة المزيد اضغط هنا

    علي نجات
    علي نجات
    علي نجات (سيد على نجات)، کاتب وباحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط مع الترکیز علی الحرکات الإسلامیة في العالم العربي، حائز علی ماجستیر في دراسات الشرق الأوسط وشمال أفریقیا من جامعة العلامة الطباطبائي في طهران.