محمد الربيعي /مستشار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بروفسور في جامعة دبلن
هل يمكن أن يكون الفرد مثقفاً أو باحثاً من دون أن يكون مفكراً نقدياً؟
التفكير النقدي هو «التقييم الصحيح للمعلومات». يوصف أيضاً على أنه «التفكير في التفكير». أحد التعريفات الشائعة هو «التفكير التأملي المعقول الذي يهدف إلى تقرير ما يجب تصديقه وما هي الاستجابة الصحيحة»(1). التعريف الأكثر تفصيلاً هو «التحليل النشط والفعال ووضع المفاهيم والتطبيق والتوليف، و/أو تقييم المعلومات التي حُصل عليها أو المتولدة من خلال الملاحظة والخبرة والتفكير أو الاتصال كدليل للإقناع والعمل» (2). يتميز التفكير النقدي بإجراء استنتاجات منطقية وتشكيل نماذج منطقية تتسق مع نفسها، واتخاذ قرارات مستنيرة حول رفض أو الموافقة أو تأجيل النظر في أي حكم مؤقت.
ويعّرف التفكير النقدي أيضاً بأنه القدرة على تحليل المعلومات بموضوعية وإصدار حكم منطقي. يتضمن تقييم المصادر، مثل البيانات والحقائق والظواهر التي يمكن ملاحظتها ونتائج البحث. وتساعد مهارات التفكير النقدي على تحديد المصادر الموثوقة وتقييم الحجج والرد عليها وتقييم وجهات النظر البديلة واختبار الفرضيات مقابل المعايير ذات الصلة (1).
يمثل التفكير النقدي أشكالاً أخرى من المهارات والقابليات، منها التفكير الذاتي التوجيهي والانضباط الذاتي والمراقبة الذاتية والتفكير التصحيحي الذاتي. ويتطلب منك أن تكون على دراية بالتحيزات والافتراضات الخاصة بك عند مصادفة المعلومات، وتطبيق معايير متسقة عند تقييم المصادر. أنه مهم لإصدار الأحكام حول مصادر المعلومات وتشكيل حججك الخاصة في السياقات الأكاديمية والمهنية والشخصية.
والتفكير النقدي ضروري لنمو المجتمعات ثقافياً وعلمياً، فهو غذاء العقل. إنه عامل بناء مهم لأي مجتمع. يمكّن الناس من تنمية قدراتهم ونموهم الذهني، ويبرز الإمكانات الخفية للأفراد ويطورها.

لقراءة المزيد اضغط هنا