وفاء فوزي حمزة – باحثة
هو تقرير شامل يتعمق في الديناميات المعقدة لعدم المساواة الرقمية داخل المجتمعات الضعيفة والهشة، يشير مصطلح الفجوة الرقمية إلى الفجوة الموجودة بين الأفراد أو المجتمعات الذين لديهم إمكانية الوصول إلى التقنيات الرقمية، وأولئك الذين لا يستطيعون ذلك، ويسلط الضوء على أوجه التفاوت في الرقمنة والفرص والتحديات التي تطرحها لا سيما في البيئات الهشة، بينما تشير البيئات الهشة إلى المناطق أو البلدان التي تعاني عدم الاستقرار السياسي أو الصراعات أو المصاعب الاقتصادية، إذ قد تكون البنية التحتية والمؤسسات اللازمة لعملية الرقمنة الفعالة مفقودة أو معرضة للخطر.
وانطلاقاً من هذه النقطة، يتحتم علينا فهم سياق الهشاشة، واستكشاف التحديات الفريدة التي تواجهها المجتمعات التي تتميز بعدم الاستقرار أو الصراع أو المصاعب الاقتصادية. ومن ثم، دراسة مدى حجم الفجوة الرقمية في هذه السياقات كالتفاوتات في الوصول إلى التكنولوجيا، والاتصال بالإنترنت، ومحو الأمية الرقمية، وذلك من خلال استخدام نهجاً متعدد الأبعاد، مع الأخذ بعين الاهتمام العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي تسهم في الفجوة الرقمية الحالية بالإضافة إلى ذلك، تأثير الفجوة الرقمية على مختلف جوانب هذه المجتمعات، مثل التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية، بشكلٍ عام أن الدعوة إلى رقمنة الأنظمة في المجتمعات الهشة تمثل فرصاً وتحديات عديدة، ففي حين أن الرقمنة لديها القدرة على تمكين الأفراد، وتعزيز الاتصال، وتحسين تقديم الخدمات، فإنها تتطلب أيضاً معالجة قيود البنية التحتية، وسد أوجه عدم المساواة، وضمان الخصوصية والأمان، وتعزيز التعاون، والدعوة في نهاية المطاف إلى سياسات رقمية أكثر شمولاً وإنصافاً لسد هذه الفجوة وتعزيز المرونة والتنمية المستدامة.
فهم سياق هشاشة المجتمعات: في سياق الهياكل المجتمعية، تشير الهشاشة إلى حالة من الضعف وعدم الاستقرار، والقابلية للصدمات الخارجية أو الضغوطات الداخلية، تتميز المجتمعات الهشة بنقص المرونة، وغالباً ما تنبع من عوامل مثل عدم الاستقرار السياسي، والصراع، والتقلبات الاقتصادية، والاضطرابات الاجتماعية، وضعف الحكم. يشير مصطلح «الهشاشة» إلى أن هذه المجتمعات تواجه تحديات في الحفاظ على الاستقرار، وهي عرضة للاضطرابات التي يمكن أن يكون لها آثاراً عميقة وطويلة الأمد على كافة الأصعدة.
يتضمن فهم الهشاشة فحص الترابط بين العوامل المختلفة التي تسهم في حالة المجتمع غير المستقرة فالهشاشة السياسية على سبيل المثال، قد تظهر في قضايا الحكم، أو الفساد، أو غياب دور المؤسسات الفعالة، بينما يمكن أن تنجم الهشاشة الاقتصادية عن الفقر، وارتفاع معدلات البطالة، والاعتماد على مجموعة ضيقة من الصناعات، قد تنطوي الهشاشة الاجتماعية على قضايا تتعلق بعدم المساواة أو التمييز أو انهيار التماسك الاجتماعي.
في سياق أبحاث الفجوة الرقمية يصبح فهم هشاشة المجتمعات أمراً بالغ الأهمية، حيث غالباً ما تواجه المجتمعات الهشة عقبات إضافية في الوصول إلى التقنيات الرقمية واعتمادها، بسبب التحديات التي تفرضها نقاط ضعفها الأساسية، قد تشمل هذه التحديات تعطل أنظمة التعليم، والصحة والحواجز التي تحول دون الوصول إلى الإنترنت على نطاق واسع، ولذلك، فإن الفهم السياقي للهشاشة يساعد على تأطير تحليل الفجوة الرقمية من خلال الاعتراف بالعقبات الفريدة التي تواجهها هذه المجتمعات وأهمية معالجتها.

لقراءة المزيد اضغط هنا