دريد توفيق – باحث في الشأن الانتخابي
سارة جاسم – باحثة اعلامية
ملخص البحث:
تحاول ورقة البحث دراسة مراحل عمل وسائل الإعلام المختلفة، قبل الانتخابات واثناءها وما بعدها، من خلال تسليط الضوء على التوظيف لوسائل الإعلام المستقل أو بالتعاون مع الجهة المنظمة للانتخابات (المفوضية العليا المستقلة للانتخابات)، من خلال التعرف على اركان العملية الانتخابية وبيان اهمية الإعلام في دعم ترسيخ العملية الديمقراطية والإجابة على الاسئلة المتعلقة بمحاولة تأشير سلبيات وايجابيات. كذلك للمساهمة في بناء جيل جديد من الصحفيين المهتمين في الشأن الانتخابي لاسيما عند اطلاعهم على مجريات العمل الإعلامي الانتخابي من خلال استعراض التجارب الانتخابية التي مر بها العراق في الفترة 2005 – 2021.
 يساهم الإعلام بوسائله المختلفة – المسموعة والمرئية والمقروءة والإلكترونية – في تعزيز الوعي السياسي والاجتماعي وتدعيم القيم السياسية والمشاركة في الحياة السياسية وتوعية الجمهور بما يدور حولهم من احداث ومواقف سواء على المستوى الداخلي أو على الصعيد الخارجي، كما وقد يساعد في إحداث تغيير جذري وجوهري في حياة المجتمع، خاصة عندما يكون هذا الإعلام وطني ومنظم ويسير وفقاً لسياسية اعلامية تخدم المجتمع.
وتعتمد الكيانات السياسية على الإعلام بأشكاله كافة لتسويق مرشحيها وصناعة توجهات ناخبيها حتى يصبح الإعلام وفقاً لهذا المعنى الوسيلة التي تتوسط ما بين الجماعات والأحزاب السياسية من جهة والناخبين من جهة أخرى، وهنا يتميز الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام في الانتخابات والذي ينبع من طبيعة ووظيفة هذه الوسائل في الاخبار والشرح والتحليل والتفسير والتحفيز والمراقبة. وانطلاقاً من هذه الرؤية يقوم البحث على دراسة كيفية تم توظيف وسائل الإعلام العراقية، في خمسة مستويات:
المستوى الأول: قبل الانتخابات، وظيفة الإيجابية في عملية التثقيف الانتخابية، خصوصاً مع ضرورتها في تجربة ديمقراطية وليدة وحديثة كالتي نشأت بالعراق بعد العام 2003.
المستوى الثاني: أثناء الانتخابات، وظيفة الأهم في الرقابة على سير العملية الانتخابية، وتحديد نقاط القوة وتأشير مواطن الضعف وتحديدها.
المستوى الثالث: فترة الاقتراع، وظيفة الإعلام في فترة الاقتراع (يوم الاقتراع) ولا تقل هذه المرحلة خطورة عن المراحل السابقة حيث تركز على دور الإعلام المحايد في نقل وقائع العمل الانتخابي
المستوى الرابع: بعد الانتخابات، دور الإعلام في مرحلة اقرار النتائج النهائية، أياً كانت وفقاً للآلية الديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، والعمل على ترسيخ مبدأ قبول الخاسر وتهنئة الفائز واقعاً وعملاً في الممارسة السياسية.
المستوى الخامس: وهو ملحق بالبحث، نشاط المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في التوظيف الإعلامي   لما يخص مواقع التواصل الاجتماعي
إلا أن ما لا يجب اغفاله في المستويات أعلاه، هو تنظيم وسائل الإعلام لمشروعية عملها من خلال التسجيل أو التعاون مع الجهة المخولة أو الرسمية المسؤولة عن العملية الانتخابية والتي تمثلها في العراق المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وذلك لا يعني بأي حالة من الأحوال، فرض العمل ضمن هذا الواقع، كما لا يعني مجاملة تلك الجهة أو التغاضي عن الاخطاء، إن وقعت، مهما كان السبب، وذلك لضمان الحيادية التي يجب أن تتصف بها وسائل الإعلام الوطنية.

لقراءة المزيد اضغط هنا