د. سالي سعد محمد – تدريسية في كلية القانون والعلوم السياسية/ الجامعة العراقية
المقدمة:
منذ أن شنت حركة «حماس» في (7 تشرين الأول/أكتوبر 2023) هجومها المباغت على مواقع الجيش الاسرائيلي في غزة وانطلاق الحرب في القطاع أنتقل التوتر حول موقع لبنان ودوره في هذه الحرب وإمكانية تعرضه للعدوان. ومع تطور الأحداث في غزة انقسم الرأي العام اللبناني بين مؤيد ومعارض، ومترقب لهذه الحرب، عبرت القوى الوطنية، والاقليمية، والدولية تخوفها من تداعيات هذه الحرب على لبنان، لاحتمال اتجاه الأوضاع إلى حرب واسعة وشاملة.  وكيف ستتطور الأوضاع الأمنية في ظل العمليات العسكرية المتبادلة بين حزب الله والاحتلال الاسرائيلي، نظراً لارتباط وضع لبنان بالوضع في غزة، إذا تدهورت الأوضاع أكثر فيها، فإن كل الاحتمالات واردة. وتقدير الموقف التالي يرصد موقف القوى اللبنانية من حرب غزة، فضلاً عن تأثيراتها على لبنان. وأخيراً، سنناقش مستقبل الأوضاع في لبنان واتجاهات المرحلة المقبلة.
أولاً: موقف القوى اللبنانية من حرب غزة
 قبل البدء بمعرفة مواقف القوى اللبنانية من حرب غزة، يجب أن نوضح أن جميع الأفرقاء اللبنانيين، وعلى اختلاف توجهاتهم وطوائفهم، ومنذ اللحظة الأولى يتفقون على دعم حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه، لكن في الوقت ذاته، تدعو بعض القوى السياسية الى تحييد لبنان وعدم فتح جبهة الجنوب، وأخرى تحذر من توريط لبنان في هذه الحرب، لا سيما في ظل الأوضاع الصعبة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها البلاد، إذ على الصعيد الشعبي وعلى الرغم من دعم الحرب في غزة، إلا أنه يعبر عن قلقه الشديد بشأن الوضع في لبنان.
 أما على صعيد الحكومة اللبنانية تبنى (رئيس حكومة تصريف الأعمال) « نجيب ميقاتي» الموقف المحايد والوقائي وصرح بأنه مستمر في الجهد المطلوب لإبعاد كل أذى عن لبنان، وأوضح في بيان له: «أن الاتصالات الدبلوماسية التي نقوم بها دولياً وعربياً واللقاءات المحلية مستمرة في سبيل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وجنوبه تحديداً، ومنع تمدد الحرب الدائرة في غزة إلى لبنان».
 أما موقف رئيس (مجلس النواب اللبناني) « نبيه بري»: فقد أستنكر وشجب الصمت حيال العدوان (الإسرائيلي) المتواصل والمتصاعد بحق الأقصى على المستويات كافة عربياً وإقليمياً ودولياً ويعده تواطؤ وقبول لفعل العدوان. وأشار إلى أن ما ترتكبه القوات الإسرائيلية هو فعل يؤكد أنّ الاحتلال هو نموذج متقدم لإرهاب الدولة المنظم، كما ودعا الإتحاد البرلماني العربي واتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والبرلمان الأورومتوسطي، إلى وقفة جادة ومسؤولة.
لكن وفي السياق ذاته هناك (عدد كبير من النواب اللبنانيين) عبّروا عن رفضهم توريط البلاد في الحرب، لاسيما بعد إطلاق الصواريخ من الجنوب وقصف إسرائيل لمناطق لبنانية.

لقراءة المزيد اضغط هنا