مقدمة
تقوم (إسرائيل) بحملة قصف وحشية على قطاع غزة تمهيداً لاجتياحه برياً من اجل تنفيذ مخططها الذي يهدف الى تهجير الفلسطينيين من القطاع، رداً على عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها كتائب القسام الذراع العسكري لحماس في 7/10/2023.
تجدر الإشارة إلى أن الدعم الامريكي والغربي غير المحدود وغير المشروط ل (إسرائيل) للمضي بعمليتها العسكرية لم يسبق أن بلغ هذا المستوى في أي مواجهة عسكرية خاضتها (إسرائيل) من قبل، لدرجة أن وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، في في رده على سؤال وجهته له المذيعة مارغريت برينيان في برنامج (واجه الأمة) الذي بثته شبكة سي.بي. إس CBS يوم الأحد الموافق 22/10/ 2023، مفاده: « لماذا لا تضغط الولايات المتحدة من أجل وقف مؤقت لإطلاق النار على الأقل؟ «، قال بلينكن: «على إسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها للتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى»، في إشارة إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتجميد الأمور في مكانها الحالي سيسمح لحماس بالبقاء حيث هي وتكرار ما فعلته في وقت ما في المستقبل، ولا يمكن لأي دولة أن تقبل ذلك».
ومن أجل التحقق من إمكانية إنجاز الهدف الذي حدده الوزير بلينكن من العملية العسكرية (الإسرائيلية) في غزة، قامت الولايات المتحدة بإرسال حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد فورد إلى شرق المتوسط بعد يومين من عملية «طوفان الأقصى» لتردفها بحاملة الطائرات يو إس إس دوايت ايزنهاور في 17/10/2023، بالإضافة إلى تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في العراق وسوريا ناهيك عن نية واشنطن نشر منظومة صواريخ باتريوت في كل من العراق وسوريا ودول الخليج العربي، الأمر الذي دعا شبكة الـ (   CNN ) إلى التحذير في تحليل إخباري في 22/10/2023، من أن  « الولايات المتحدة تقترب بشكل خطير من الانجرار لحرب في الشرق الأوسط».
في ظل هذه المعطيات سنحاول الإجابة على ثلاث تساؤلات: ماهي أهداف (إسرائيل) من الحرب؟ وماهي فرص انخراط حزب الله اللبناني في حرب غزة؟ وماهي احتمالات ان تؤدي حرب غزة إلى حرب إقليمية؟
  اولاً: الأهداف الإسرائيلية من الحرب.
قد يقول قائل ما: «ما هي أهداف حماس من هجوم السابع من تشرين الأول؟» بالرغم من كل ما قيل عن هجوم حماس وما حققته، فإنه لم يكن ليغير من المعادلة، فضلاً عن خارطة الشرق الأوسط. على خلاف الرد (الإسرائيلي) وطبيعته ومداه وتداعياته، مع الحديث عن تغيير خارطة الشرق الأوسط. لذا، من المناسب، بل لابد من البحث في الأهداف (الإسرائيلية) من الحرب في غزة.
يتضح من الرد (الإسرائيلي)، حيث القصف التدميري للبنى التحتية لمدينة غزة واستهداف المدنيين والاستعداد لخوض حرب برية طويلة، أن هناك عدة اهداف لـ(إسرائيل) من الحرب وبالرغم من تعددها لكنها مترابطة: القضاء على حماس أو نزع سلاحها، الأمر الذي يتبين من اللجوء إلى خيار الاجتياح البري الذي سيجعل من الحرب طويلة نسبياً. ومع فرض (إسرائيل) حصاراً على عزة، فإنها تعول على نفاذ مخزون الذخيرة والسلاح فضلاً عن الغذاء والدواء، وبذلك تسعى تل ابيب إلى تصفية حماس نهائياً، تمهيداً للاستيلاء على غزة لإتمام مشروع قناة (بن غوريون) التي ستربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، والتي بدأ العمل بها تشرين الثاني من العام الماضي كجزء مهم من طريق التوابل التي يربط آسيا بأوروبا عبر الشرق الأوسط، وسيكون منافساً لمشروع الحزام والطريق الصيني، ولذلك يحظى طريق التوابل – والحرب على غزة – بدعم أمريكي لامحدود. ولذلك قلنا في الورقة التي قدمناها بعنوان (التطبيع السعودي (الإسرائيلي) وتداعياته على منطقة الشرق الأوسط) بأن التطبيع ومشروع طريق التوابل سيكونان وجهان لعملة واحدة.

لقراءة المزيد اضغط هنا